في زمن ازداد الاهتمام بمثل هذه الاختصاصات الرقمية : أغلقت إجازة التجارة الالكترونية في المدرسة العليا للتجارة بصفاقس

رقمنة

هل يفترض أن يفترش الأستاذ الجامعي الأرض لليال طوال حتى يُنظر الى جدّية مطلبه ومن ثمّ يقع تهدئته ثم يُوعد بحلّ في الأفق؟ هل يفترض أن يبيت الجامعي بعيدا عن أهله وعائلته وهي التي قطعا تحتاجه فيحتجّ عن مظلمة سلّطت عليه لا ناقة له فيها ولا جمل؟ هل أضحى الجامعي وساعات تدريسه مجال سجال بين حيتان الجامعة واداراتها؟

هي الليلة التاسعة التي يقضيها عدد من الجامعيين (أساتذة باحثون وأساتذة سلك مشترك) في بهو جامعة صفاقس بعد أن وضعتهم مؤسستهم على ذمة الجامعة لانتفاء ساعات التدريس، لاسيّما وقد أغلقت إجازة التجارة الالكترونية في المدرسة العليا للتجارة فلم يوجّه أي طالب لهذه الشعبة. لعلّها ستبعث ربّما في كلية الآداب أو الهندسة أو الطّب في زمن ازداد الاهتمام بمثل هذه التقنيات وبات سوق الشغل مطالبا بهذه الاختصاصات الرقمية التي أضحت توفّر مواطن للشغل لشباب مولع بالاعلامية وبالماركيتينغ.

الأساتذة المذكورون يستغربون حذف الاجازة المتخصصة والتي وفّرت تكوينا لسنوات عدّة لعدد لا بأس به من مرتادي الدراسات التجارية فرغم تمسّك مجلس الجامعة بالاجازة المذكورة حذفت من التوجيه كما طلب المجلس العملي للمؤسسة فلم يجد هؤلاء الأساتذة موادا للتدريس. لا نعرف الى حد الساعة ماهية الغاء الاجازة؟ هل بني القرار على دراسة واقعية لسوق الشغل وهل تطرّق الإلغاء الى مآل ساعات التدريس التي يشغلها أساتذة حضنوا انطلاقة هذه الاجازة وكذلك الماجستير ووفّروا التكوين والدّعم العلمي دراسة وتربصا لطلبة إجازة التجارة الالكترونية؟

لعلّ الأيام القادمة توفّر لنا إجابة ضافية إذا اهتمت الوزارة بجامعتنا وراجعت ما يدور في عدد من مؤسساتها.

حاتم الكسيبي

قد يعجبك ايضا