صفاقس: منع تنصيب رئيس بلدية الصخيرة

معتمدية الصخيرة من ولاية صفاقسحاولت السلط الأمنية، اليوم الخميس، تنصيب المجلس البلدي بالصخيرة برئاسة رئيس القائمة المستقلة “الأمانة”، خالد فتيريش، الذي كان فاز في الانتخابات البلدية الفارطة بأكبر عدد من المقاعد والذي أقرت المحكمة الإدارية شرعية ترؤسه للمجلس، وذلك وسط ممانعة قوية ورفض من أنصار شق رئيس قائمة نداء تونس عبد الحميد الباش المناوئ له والذي يرفض تولي فتيريش الرئاسة ويتمسك بها لنفسه رغم قرار المحكمة.

وقد جوبهت محاولة دخول خالد فتيريش ومجموعته من المستشارين المحسوبين على القائمة المستقلة “الأمانة” وعددهم 12 مستشارا (نصف مقاعد المجلس) إلى مقر البلدية قصد إتمام عملية التنصيب رفقة عدد من الأمنيين بالفشل، ما اضطرهم للعودة إلى مقر مركز الحرس الوطني تحت حماية أمنية وذلك بعد أن تم صدّهم من المعارضين الذي تجمعوا في خيمة أمام البلدية المغلقة، وفق ما صرح به، خالد فتيريش.

وتابع فتيريش قائلا “إن السلطات الأمنية الحاضرة على عين المكان بأعداد كبيرة، خيّرت عدم التصعيد، مما حال دون تطبيق القانون ومقتضيات الحكم النهائي والبات الذي كانت دائرة التعقيب بالمحكمة الإدارية بتونس أصدرته في 30 أكتوبر الفارط، والذي ينص على شرعية جلسة 26 جوان 2018 الخاصة بتنصيب المجلس البلدي وتولي رئيس القائمة المستقلة “الأمانة” خالد فتيريش رئاسة المجلس الجديد لبلدية الصخيرة”.

وانتقد فتيريش موقف السّلط العمومية التي لم تطبق القانون قائلا: ” لم نلمس أية جدية من السلط التنفيذية في تطبيق القانون، والأمن لم يستجب لطلب إزاحة الخيمة التي نصبها، من عبّر عنهم، بـ”معارضي الشرعية” بدون رخصة أمام باب البلدية منذ 4 أشهر”.

واعتبر أن الاستحواذ على مقر البلدية بالقوة ومنع مؤسسة المجلس البلدي من المباشرة هو “منطق خطير فيه كل معاني الخروج عن القانون واعتداء صارخ على هيبة الدولة وحق المواطنين في مؤسساتها المنتخبة”.

وقد رافقت عملية المنع من الدخول اعتداءات لفظية (شتائم) ومادية (دفع) ضد خالد فتيريش وزملائه صدرت عن المعترضين عنهم والذين أكد فتيريش أن منهم من هو غريب عن مدينة الصخيرة وقادم من خارجها، وفق قوله.

من جانبه، وصف الناشط بالمجتمع المدني، عادل بن صالح، الشق المحمول على عبد الحميد الباش بالتجمعيين والعناصر التي تتبنى منطق العنف والصد ومخالفة القانون والفساد وفق قوله، منتقدا الغياب الكلي للمسؤولين الجهويين ولا سيما والي صفاقس في هذه العملية.

والملاحظ أن أنصار شقي النزاع تم فصلهما، بحسب ما أكده شهود العيان ، بحاجز أمني لمنع الالتحام والصدام بينهم ولا يزالون متمسكين بموقفهم مرابطين في المكان نفسه رغم تضاؤل عددهم نسبيا.

وكان عدد من المواطنين ونشطاء المجتمع المدني والسياسي بمعتمدية الصخيرة، نفذوا الخميس الماضي، أمام مقر ولاية صفاقس وقفة احتجاجية لمطالبة السّلط العمومية الجهوية وعلى رأسها الوالي بإنفاذ قرار المحكمة الإدارية المقرّ لشرعية تولي رئيس القائمة المستقلة “الأمانة”، خالد فتيريش، رئاسة المجلس الجديد لبلدية الصخيرة.

يذكر أن جلسة 26 جوان 2018 الخاصة بتنصيب المجلس البلدي بعد الانتخابات البلدية الأخيرة تم فيها انتخاب رئيس البلدية وحصل فيها رئيس القائمة المستقلة “الأمانة” خالد فتيريش ورئيس قائمة نداء تونس عبد الحميد الباش على 12 صوتا لكل منهما، وآلت الرئاسة في الأخير إلى الأصغر سنا وفق القانونوهو فتيريش، ولكن أنصار الباش رفضوا ذلك، ودخلت المنطقة في تجاذبات وصراعات حادة استحال معها الى حد الآن تنصيب المجلس البلدي ومباشرته لمهامه بصورة طبيعية.

للتذكير كذلك فإن المجلس البلدي بالصّخيرة يتألف من 24 مقعدا وقد آلت نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة فيه إلى حصول القائمة المستقلة “الأمانة” على 6 مقاعد، وحزب حركة نداء تونس على 5 مقاعد، وحزب حركة النهضة على 3 مقاعد، والقائمة المستقلة “معا نرتقي” على 3 مقاعد، والقائمة المستقلة الصّخيرة تجمعنا على مقعدين، والقائمة المستقلة الياسمين على مقعدين، والقائمة المستقلة العدالة على مقعدين، والجبهة الشعبية على مقعد واحد، والقائمة المستقلة الصّخيرة المستقبل على صفر من المقاعد.

وات

قد يعجبك ايضا