صفاقس: تزامنا مع أول أيام الحجر الصحي الموجّه.. الطوابير ومظاهر الإكتظاظ تعود مجددا

باب بحر - صفاقس - صور مدينة صفاقس - شارع علي بلهوان

 

 

تزامنا مع أول أيام الحجر الصحي الموجّه, والذي تم إقراره في إطار الخطة الوطنية لمجابهة انتشار وباء « كورونا », عادت اليوم الاثنين 4 ماي 2020, في مدينة صفاقس الطوابير ومظاهر الاكتظاظ من جديد في وسائل النقل العمومي, ولا سيما الحافلات وفي عدد من المؤسسات العمومية, مثل مراكز البريد والبلديات ومراكز الأمن والبنوك والمستشفيات.

ووفق ما عاينه صحفي (وات) في الجهة, فان حركة النقل على الطرقات شهدت نسقا عاديا إلى حد الاكتظاظ المروري في البعض منها, مع ضعف في مستوى الالتزام بارتداء الكمامات من قبل المواطنين, حيث تمت معاينة أعدادا كبيرة من المواطنين في الفضاءات العامة دون ارتداء للكمامات.

وأكد والي صفاقس, أنيس الوسلاتي, في تصريح لـ(وات), أنه ينتظر أن تتراجع الإخلالات, بداية من يوم غد الثلاثاء, مع تمكن الراغبين من الحرفيين وأصحاب المهن الصغرى في الحصول على تصاريح جولان لغاية العمل من البلديات ومراكز الأمن والحرس على هذه التصاريح ومع تكثيف الرقابة على المخالفين من طرف مختلف الهياكل الرقابية, ولا سيما الشرطة البلدية والشرطة البيئية وتفقدية الشغل وذلك في الطرقات والمؤسسات ومحلات المهن الصغرى والحرفيين.

ويُنتظر أن تشمل عمليات الرقابة والتفقد لمدى احترام أدلة الإجراءات التي تم الإعلان عنها بالنسبة لجميع الأنشطة التجارية والصناعية والمهن الصغرى, حيث ستتولى فرق التفقدية الجهوية للشغل وطب الشغل القيام بزيارات تفقدية للمؤسسات الصناعية للتأكد من مدى احترام شروط الحجر الصحي الموجه.

وأضاف الوالي قوله, إن عدم تشديد الرقابة في اليوم الأول من الحجر الصحي الموجّه غايته إعطاء الفرصة لمن لم يتمكنوا من الحصول على التصاريح التي يُستوجب الاستظهار بها لدى الهياكل الرقابية للتمكن منها وتوقع أن يعطي الإجراء الذي اتخذته بعض البلديات ومنها بلدية صفاقس والمتعلق بتنقل البلدية لطالبي التصاريح إلى منازلهم أكله ويساهم في التقليص من الاكتظاظ والطوابير.

وعرفت حافلات نقل المسافرين التابعة للشركة الجهوية للنقل بصفاقس اكتظاظا لافتا خاصة في ساعات الصباح, على الرغم من اتخاذ الشركة لعدد من الإجراءات ولا سيما دعوة كل السواق وأعوان الاستخلاص للالتحاق بمراكز العمل بالنسبة لمجالي النقل الحضري (بين المعتمديات) والجهوي وتجنيد قرابة مائتي حافلة من الأسطول والتقليص من حجم الحمولة المعتادة إلى النصف بحيث تحمل الحافلة العادية على متنها 40 مسافرا والحافلة المزدوجة 60 مسافرا, كما بيّن ذلك المدير الجهوي للشركة, هشام اللومي, في تصريح أدلى به لـ(وات).

وفسر اللومي, الاكتظاظ الحاصل بما اعتبره « صعوبات البدايات » وتزامنه مع أول يوم في الحجر الصحي الموجه وعدم حصول عدد من المواطنين على تصاريح الجولان وعدم تأقلم الأعوان بآليات العمل الجديدة وبعض الإشكاليات المتعلقة بمواقيت السفرات, مؤكدا أنه سيتم العمل على تلافي هذه الإشكاليات في أسرع وقت ممكن من طرف خلية الأزمة التي تم إحداثها صلب الشركة.

يذكر أن أعضاء هذه الخلية يقومون بزيارات تفقدية في مختلف محطات نقل المسافرين قصد الحث على احترام الإجراءات من طرف المسافرين وأعوان الشركة, فضلا عن تنسيق عملية تعاون عدد من الجمعيات ومكونات المجتمع المدني مع اللجنة خاصة في الجانب التوعوي والتنظيمي عند عمليات صعود السافرين في الحافلات والنزول منها.

وكان دليل الإجراءات الخاصة بقطاع النقل قد حدّد عددا من الضوابط التي من بينها, فضلا عن ضرورة استظهار المسافر بالتصريح بالجولان, ارتداء الكمامة الواقية والالتزام بالتباعد, مع الحرص على اقتناء اشتراك لتفادي المعاملة بالنقود, كما أوضح ذلك الرئيس المدير العام للشركة.

وعرفت عملية نقل الركاب اليوم, صعوبات عبّر عنها عدد من سواق الشركة الجهوية للنقل خلال زيارة والي صفاقس لمستودع الحافلات بطريق الميناء, وتتعلق هذه الصعوبات بتجمهر عدد كبير من الركاب والتشبث بالحق في امتطاء الحافلة رغم عدم حملهم لتصاريح الجولان وللكمامات, مما خلق أجواء من التشنج والفوضى في أكثر من موضع بحسب السواق الذين طالبوا بتسخير دوريات أمنية تضمن احترام الشروط والإجراءات التي تم إقرارها في الغرض.

وطرح هؤلاء الأعوان, من جهة أخرى, صعوبات أخرى تتعلق بعدم قدرة عدد من الأعوان عن العمل بسبب أمراض مزمنة وأمراض مهنية مصابون بها بما يضاعف خطر إصابتهم بالوباء, بحسب تأكيد بعضهم.

يشار إلى أن أحد العاملين في الشركة, خير عدم الكشف عن هويته, صرح في هذا الشأن, بأن عددا كبيرا ممن قدموا ملفات طبية في الغرض لإدارة الشركة في صحة جيدة ويستوجب إعادة القيام بالرقابة الصحية اللازمة للتأكد من مصداقية هذه الملفات, وفق قوله.

قد يعجبك ايضا