قريبا: إحداث مركز لإيواء الأطفال المرضى بالصرع بصفاقس

جمعية أحمد لرعاية الأطفال المرضى بالصرع

 

تجري الاستعدادات حثيثة لإحداث مركز لإيواء الأطفال المصابين بمرض الصرع في صفاقس، يوفر لهم الرعاية من النواحي الصحية والنفسية والتعليمية، وفق ما أكدته رئيسة جمعية “أحمد” لرعاية الأطفال المرضى بالصرع، نادية كمون الفراتي، على هامش تظاهرة تحسيسية نظمتها الجمعية اليوم الجمعة، بالشراكة مع جمعية “البحث حول أمراض الأعصاب عند الأطفال” بساحة باب الديوان بصفاقس المدينة.

وأكّدت رئيسة الجمعية، أن هذا المركز سيكون الأول من نوعه في تونس، وذلك على غرار ما تم مؤخرا بالنسبة لمركز رعاية مرضى الزهايمر بمستشفى الرازي بتونس العاصمة، مضيفة أن ما يتطلبه هذا المركز من تجهيزات ومعدات سيتم تمويله من طرف سفارتي تركيا واليابان في تونس بعد موافقتهما على ذلك بشكل رسمي، وفق قولها.

ويقع هذا المركز، في منطقة العالية بطريق العين (على بعد كيلومترين ونصف من وسط المدينة)، وسيؤمن مختلف الخدمات الطبية التي يحتاجها الطفل المصاب بالصرع في شتى الاختصاصات، بما يجنبه ووالديه التنقل بين عدد من المصالح الطبية المختلفة ويضمن النجاعة في التدخل، بحسب نادية كمون التي كانت بادرت بإحداث جمعية “أحمد” لرعاية الأطفال المرضى بالصرع في سنة 2016 بعد وفاة ابنها بهذا المرض.

وينتظر أن يوفر المركز، علاوة على الخدمات الطبية والنفسية، حصصا للتعليم يستفيد منها الأطفال المصابين والذين يلاقون صعوبات في التعلم والدراسة، بما من شأنه أن ييسر الاندماج الدراسي والمهني لهذه الفئة التي يمكن أن تعيش بشكل طبيعي إذا ما توفرت لها العناية الكافية.

وقد استقدمت الجمعية بمناسبة التظاهرة التحسيسية، شخصيتين تمثلان الصليب الأحمر بلبنان وجمعية تمتلك مدرسة مختصة في تدريس الأطفال المصابين بالصرع في هذا البلد وذلك بغاية الاستئناس بتجربة هذه الجمعية في عملية إنشاء المركز الجديد.

وأوضحت رئيسة الجمعية، أن الخيمة التوعوية التي انتظمت بباب الديوان في إطار اليوم العالمي لمرض الصرع الموافق ليوم 10 فيفري من كل سنة، ساهمت في تحسين مستوى الوعي لدى الناس بالمرض وفهمه وتصحيح الأخطاء التي تحيط به وإزاحة الغموض الذي يكتنفه، وقالت إن من أبرز الأخطاء هي تعمد المرضى إخفاء إصابتهم بهذا المرض وسوء التعامل معه.
من جهتها قالت طبيبة أعصاب أطفال بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر وعضو جمعية “البحث حول أمراض الأعصاب عند الأطفال”، فاطمة كمون الفقي، إن 80 بالمائة من حالات الإصابة بمرض الصرع يمكن معالجتها حيث يعيش أصحابها حياة سوية إذا احترم الانتظام في تناول الدواء، علما وأن عدد المعالجين في قسم طب أعصاب الأطفال بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس يناهز الـ400 مصاب.

ولاحظت، أن تحسن الوعي بهذا المرض ساعد على ارتفاع نسبة العلاج في السنوات الأخيرة، مبيّنة أن الاحصائيات والمعلومات المتحصل عليها في كل عملية تحسيسية تقوم بها الجمعيتان، مكنت من تحسين مؤشرات الرعاية المسداة للمرضى ومن رفع اللبس حوله والأفكار الخاطئة التي تفسره من معتقدات وخرافات مثل الجن والسحر ومحاولة معالجته بالشعوذة.

وشددت الدكتورة الفقي، على أهمية الالتزام بالدواء ونظام عيش يراعي الحاجة للنوم المنتظم ويتجنب فيه المصاب السلوكيات الخاطئة، مثل تناول المنبهات والإدمان على مشاهدة الشاشات (تلفزة وهواتف ذكية ولوحات لمسية)، والتي تعد وفقها، سلوكيات تنتهي في بعض الأحيان بأزمات صرع وحوادث قاتلة خاصة لدى المراهقين الذين يقعون فيها ويرفضون تناول الأدوية.

وات

قد يعجبك ايضا