موقف النقابة التونسية للفلاحين من البذور المحلية

نشرت النقابة التونسية للفلاحين, اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020, بيانا بخصوص موقفها من البذور المحلية, وجاء في نص البيان مايلي:

“إن في قرار وزارة الفلاحة بسحب الدعم على جميع أصناف بذور الحبوب المثبتة المتداولة والمنتجة من قبل مختلف الشركات دون إستثناء والتى يقع إكثارها محليا في تونس ومسجلة بالسجل الرسمي للمستنبطات النباتية التونسية – لضرب لمسيرة عشرات السنوات في مجال البحث العلمي فيما يخص بذورنا المحلية, وسوف يكون لهذا القرار تداعيات كارثية على منظومة إنتاج وتكثير أصناف الحبوب المحلية والتى أنفقت تونس من أجلها أموالا خيالية منذ الاستقلال لدعمها وحمايتها من الإندثار.

ويجدر بالذكر أن هذا الإجراء يخص الشركات الموردة الخاصة التى لا تتمتع بدعم للبذور الموردة باعتبارها ليست محلية ولم يقع استنباطها في تونس, فقط وقعت عملية اكثارها دون أن تكون لنا الدراسات الكافية حول مرد وديتها ومدى تأقلمها مع خصوصيات أراضينا الفلاحية, ولا احد اليوم بإمكانه البت أو توقع مدى الضرر المستقبلي الذي يمكن أن يسببه قرار تعمبم الدعم الذي يوازي بين الاصناف المستنبطة في تونس وتلك الموردة.

ونلفت النظر في هذا السياق الى الضرر الذي سيلحق التعاضديات والشركات الوطنية المشتغلة في مجال البذور التي سيكون مالها الاندثار أمام تغول الشركات الخاصة التى أصبحت بدورها مدعومة بأموال المجموعة الوطنية.

كما لا يخفى على أحد أن عديد الدول في العالم في سباق وحشي للاستحواذ على البذور المحلية للدول الأخرى وتونس دفعت الثمن باهضا في الماضي نظرا لتراخيها في الحفاظ على بذورها المحلية وفتح المجال أمام البذور الأجنبية. وهي دعوة لكل مسؤول في مجاله وكل وطني غيور على سيادته الوطنية أن ينتبه لمثل هذه الإنزلاقات التى لها تداعيات وخيمة على بلادنا وأمننا الغذائي.

ونحن على يقين أن التاريخ سوف لن يرحم من هم متراخون في الدفاع عن سيادتنا الوطنية ومن هم متعاونون وداعمون – في المنظمات الفلاحية – لتعميم الدعم على جمبع أصناف بذور الحبوب من قبل مختلف الشركات دون استثناء”.