ملخص حوار إلياس الفخفاخ لقناة فرانس 24 ( فيديو )

تحكمنا في انتشار فيروس كورونا لكننا لم نهزمه
في حوار خاص لقناة فرانس 24 اليوم الثلاثاء 12 ماي 2020، أكد رئيس الحكومة الياس الفخفاخ أنه تم التحكم في جزء كبير من انتشار الفيروس ولكن لا يمكن القول أنه تمت هزيمته، قائلا ”شفي 70 بالمائة من المصابين ولم تتعد الإصابات الألف.. لكن وجب أن نواصل التوقي..”.

وأضاف ”نحن فخورون بما أنجزه التونسيين الذين احترموا الإجراءات”، مشددا على الحكومة كانت واضحة في تأكيدها العودة إلى الحجر الصحي الشامل في حال ”ساءت الأمور”. وقال ”رغم الكلفة الاقتصادية والاجتماعية.. همنا الوحيد صحة التونسيين”.

واعتبر رئيس الحكومة، أن الفضل يعود بالأساس للشعب التونسي الذي احترم القرارات المتخذة في إطار مواجهة الفيروس وخاصة للتدابير الخاصة بالحجر الصحي الشامل، محذرا من إمكانية العودة للحجر الشامل، في حال ساءت الأمور.

كما شدد على أن هذه التدابير الاستباقية المتخذة، مكّنت تونس من تجاوز الأسوء، وعلى الرغم من تسجيل 45 حالة وفاة جراء “كوفيد 19″، إلا أنه تم إنقاذ عديد الأرواح.

وأعلن الفخفاخ، في سياق متصل، أن تونس تدرس إمكانية تأجيل القمة الفرنكوفونية التي كان من المنتظر أن تستضيفها أواخر العام الجاري.

كورونا عرّت هشاشة الوضع الإقتصادي..ومعركتنا القادمة ضد الفقر
أكد إلياس الفخفاخ، أن الوضع الإقتصادي كان سيئا في بداية السنة وقبل تسلّم حكومته السلطة، ”وسيكون أسوأ من ذي قبل بعد كورونا”.

وتابع الفخفاخ ”أمامنا هدفان كبيران بعد القضاء على فيروس كورونا، وهما القضاء على الفقر وإنقاذ الإقتصاد وتغييره”. وأضاف في هذا الصدد ” فيروس كورونا عرّى الوضع الاجتماعي الحساس والفقر وهشاشة الوضع الاقتصادي.. وزّعنا أكثر من مليون و200 ألف للعائلات المعوزة ومحدودة الدخل.. أكثر من 10 آلاف شركة في البطالة الفنية..”.

وأبرز في هذا الإطار أن الجائحة “عرت حقيقة الوضع الاجتماعي في تونس، وهشاشة النسيج الاقتصادي الوطني”، وهو ما يستدعي الشروع في مرحلة الإصلاح الجذري بمعنويات كبيرة وجرأة وعزيمة ودون تردد.

وقال الفخفاخ ” هذه الحكومة جاءت من أجل تغيير النهج الخاطئ الذي تسلكه البلاد، وقد حان الوقت الاستفاقة ولن نسلك مجددا طريقا خاطئة.. نعلم أن الوضع اللاقتصادي سيزداد سوءا، إلا أن الإرادة والتاغم بين مؤسسات الدولة والسلط المحلية والإدارة والإعلام سيمكننا من فعل الكثير..”.
كما شدّد على أن حكومته اتخذت ”كل الاجراءات من أجل مساندة المؤسسات وعدم فقدان مواطن شغل” مستدركا ”لكن الاصلاحات الجذرية تنتظرنا..الوضع صعب ودخولنا الحكومة كان لإنقاذ الاقتصاد والإصلاح”.

وعن عدم إعلان الأرقام الإقتصادية التي وجدتها الحكومة مع تسلمها الحكم رغم إلتزامه بذلك، شدد الفخفاخ على أن حكومته ”لا تملك شيءً لإخفائه” قائلا ”سنواصل تمشي الشفافية الذي انتهجناه”.

نرفض أي مشروع تقسيم أو تدخل أجنبي في ليبيا
و بالنسبة للملف الليبي، أكد الفخفاخ أن تونس ”مع الشرعية الدولية ومع الحل الليبي الليبي”.

وقال الفخفاخ ”نرفض أي مشروع لتقسيم ليبيا ونحن ضد أي تدخل أجنبي فيها وسنلعب دورا أكثر فاعلية في الحوار الليبي الليبي بعد أزمة الكورونا”، متابعا ”سندفع من أجل استقرار البلد الشقيق والجار”.

وإعتبر رئيس الحكومة أن تونس هي أكثر بلد متضرر من الوضع في ليبيا، وقال ”سيكون الملف الليبي في المرحلة القادمة من أوكد أولوياتنا”.

وفي سياق آخر، أكد الفخفاخ أن أوّل زيارة له بعد أزمة كورونا ستكون للجارة الثانية الجزائر ”لعمق العلاقة التاريخية التي تجمعنا”. وأضاف ”نرغب كمغرب عربي في إيجاد حل للوضع في ليبيا ولن نسمح بتقسيمها وسنعمل على دعم كل إمكانيات الاستقرار في المنطقة وعلى تقوية اقتصادنا المشترك”.

وحول القمة الفرنكوفونية وموعدها، قال الفخفاخ إنه ناقش مع الوزير الأول الفرنسي في محادثة ثنائية جمعته به منذ أسبوعين ”ظروف تنظيمها في نفس الموعد المحدد لها في ديسمبر القادم أو إمكانية تأجيلها بحسب تطورات الوضع الصحي و الوبائي و لتوفير افضل مناخات تنظيمها” .

لن نترك الإعلام يواجه الأزمة وحده
وشدد الفخفاخ على أن ”إنقاذ الإعلام يعدّ من بين أولويات حكومته” وذلك في رده على القرارات الأخيرة التي أعلنتها الحكومة لدعم وسائل الإعلام في أزمة كورونا.

وأوضح الفخفاخ أن دعم الإعلام جاء ”لإعتباره من القطاعات الأكثر تضررا ولأهمية دوره في تكريس الديمقراطية والتعددية”، قائلا ”نعول على الإعلام في مقاومة الجائحة وفي الإصلاحات الكبرى التي سنخوضها”. وتابع ”دعمنا للمؤسسات الإعلامية للمحافظة عليها ومشروط بحماية مواطن شغل الصحفيين والتقنيين و سنواصل دعمنا للإعلام الجهوي و الجمعياتي و العمومي..”.

وأضاف رئيس الحكومة ”لا وجود لديمقراطية دون اعلام حرّ ولن نترك الاعلام يواجه تداعيات الأزمة بمفردهع.

لن أخضع لأي ضغط
بالتوافق الواسع، قال الفخفاخ أن حكومته هي ”حكومة وحدة وطنية بإمتياز وممثلة فيها كل العائلات الوطنية” مؤكدا أنه ”لا وجود لأي عائلة خارج الحكم اليوم.. والإئتلاف الحكومي قابل للتوسّع في المستقبل لأن عمله تقويته”.

وإعتبر الفخفاخ أن الثقة داخل الائتلاف الحكومي لم تُبنَ بعد، قائلا ”حصل بعض الانفلات داخل الائتلاف وأنا لا أحبذ ذلك”. وعن إمكانية مشاركة حزب قلب تونس في الحكم، أجاب ”أجلنا هذه النقاشات بسبب أزمة كورونا التي تمثّل أولوية اليوم.. لكل حادث حديث فيما بعد” وشدد القول ”لن أرضح لأي ضغط من أي كان، التوافق الواسع لم ينتج شيء للبلاد، أثبتت التجربة أن التوافق على طريقة “نحطو الكل فرد بطو” لم ينتج غير الفشل”.

وعن محاولات الإرباك، علّق رئيس الحكومة ”اللي يتصور انو ينجم يأثر على الشعب التونسي بصفحات الفايسبوك يشوف نتائج الانتخابات تو يرجعلو شاهد العقل”.

علاقتي بقيس سعيد ستبقى طيبة رغم محاولات إرباكها
وبخصوص علاقته مع رئيس الجمهورية قيس سعيد ، شدد رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، على أن علاقته برئيس الجمهورية قيس سعيد ”طيبة”، قائلا ”نتقاسم نفس القيم والمشروع لتونس ونفس الحس الاجتماعي والارادة من أجل التغيير.. وكلانا لا يملك أي ارتباط بأي لوبي”.

وتابع الفخفاخ في هذا السياق ”رئيس الجمهورية أوصلته إلى الحكم ثقة الشعب في ما يحمله من قيم.. علاقتنا طيبة على اعتبار كلانا قدم للحكم لأجل تونس..” واستدرك ”رغم كل من يحاول إرباك هذه العلاقة الطيبة لا أتصور أنها ستتغير”.

أملك أقلّ عدد مستشارين على مرّ الحكومات
في ردّه على الإنتقادات التي طالت التسميات الأخيرة التي قام بها لعدد من المستشارين في رئاسة الحكومة، أجاب الياس الفخفاخ، بأن ”كل رئيس حكومة له فريقه” وشدد ”لسنا نخفي شيء، لا أملك حزبا بل إئتلافا منحني ثقته ووجب أن يوجد من يقوم بربط الصلة والتواصل مع البرلمان والكتل النيابية”.

وأضاف الفخفاخ ”أملك 12 مستشارا، في فرنسا مثلا يوجد أكثر من 65 مستشارا.. التعيينات ليست ترضيات وليست بدعة تونسية”، واستطرد ”البدعة هي أنو ناس عندها امتيازات وتسميات دون ان تفعل شيء.. وهذا وضعت له حدا”.

وشدد رئيس الحكومة على أنه ”يملك أقل عدد مستشارين على مرّ الحكومات من قبل الثورة وبعدها”.

لا مكان لأشخاص يحصلون على امتيازات دون فعل شيء
أكد رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، أنه يعمل على القضاء على ما أسماها “البدعة التونسية”، بحصول أشخاص في الدولة على امتيازات دون فعل أي شيء.

وأبرز رئيس الحكومة، أن حكومته تضم في صفوفها العدد الأقل من المستشارين مقارنة بجميع من سبقها من حكومات، معتبرا أن عدد مستشاريه الحالي يمكّنه من القيام بعمله “في كنف المسؤولية والهدوء ودون إرباك”.

قد يعجبك ايضا