صفاقس: احتفالات باهتة بعيد الثورة والتكريمات تطال الأمنيين ويغيب عنها شهداء الثورة وأهاليهم

الثورة التونسيةلم تسجّل الذكرى التاسعة لثورة الحرية والكرامة (17 ديسمبر/14 جانفي) في ولاية صفاقس، الزخم الاحتفالي المعهود في السنوات الأخيرة، حيث اقتصرت الاحتفالات على بعض التظاهرات المتفرقة التي افتقرت إلى الثراء والحماس النضالي وغاب عنها عديد نشطاء المجتمع المدني وخاصة أهالي الشهداء والجرحى.

ولعلّ أبرز ما ميز احتفالات هذه السنة، وذلك وفقا لما عاينه صحفي (وات) بالجهة، هو غياب الاتحاد الجهوي للشغل وعدم تنظيمه لأي تظاهرة تخلّد ذكرى مسيرة 12 جانفي التي عجلت بإسقاط نظام بن علي، حيث اقتصرت احتفالات نقابيي الجهة على المشاركة في موكب الاحتفالات ببطحاء محمد علي الحامي بتونس العاصمة.

واعتبر الناشط النقابي ورئيس فرع الرابطة التونسية للتسامح بصفاقس، سمير مطيبع، أن « الأخطاء الداخلية والمؤامرات الخارجية هي التي عطلت المد الثوري في تونس » وحمّل السياسيين مسؤولية « الخيبة من الثورة وعدم قدرتها على رفع الرهانات الاجتماعية والاقتصادية التي قامت من أجلها »، وفق قوله.

واعتبر مطيبع، أن غياب أهالي الشهداء الذين سقطوا في ثورة 14 جانفي في صفاقس، ولا سيما الشهيدان عمر الحداد وسليم الحضري ورفضهم دعوة الحضور لحفل تكريم بالمركب الشبابي بالجهة اليوم الثلاثاء، هو ترجمة للشعور بالخيبة الذي يحس به أهالي الجهة وكل التونسيين في مختلف الجهات جراء غياب الإنجازات، عدا مكسب الحرية وتعطل مسار التنمية والتشغيل وتواصل تهميش الشباب.

وأكد منسق تظاهرة 14 جانفي بالمركب الشبابي في تصريح لـ(وات)، أنه مقابل رفض أهالي شهداء الثورة في صفاقس الحضور وتخلف عائلتي شهيدين من سيدي بوزيد، حضر عدد هام من الأمنيين الذين تم تكريم البعض منهم، كما وقع تكريم شهيدين من العائلة الأمنية ممن قضوا في أحداث إرهابية وهما كل من الشهيدين هشام البوعزيزي ووسام حسن.

ودعا الناطق الرسمي لنقابة وحدات التدخل بصفاقس محمد المسعي، الذي تم تكريمه، إلى ضرورة أن يوحّد التونسيون صفوفهم وأن يلتفوا حول الوطن بعيدا عن الحسابات السياسية والإيديولوجية، حسب تعبيره.

وفضلا عن التكريمات، تضمنت هذه التظاهرة موكبا لتحية العلم شاركت فيه تشكيلات من فوج الكشافة التونسية بالمركب الشبابي وعناصر أمنية ومجموعة من الجمعيات، كما تضمن عرض فيديو يوثق أحداث الثورة وورشات رسم للأطفال وإلقاءات شعرية وعروضا موسيقية ومسرحية.

من جهة أخرى، أقامت « جمعية فكرة حرة » بمنطقة العوابد الخزانات، ملتقى فكريا تحت عنوان « فيد باك ثورة 2، خواطر ثورية » في أحد الفضاءات بطريق قرمدة (صفاقس الجنوبية)، تضمن قراءات شعرية ومداخلات فكرية لمجموعة من الأساتذة والمثقفين وعروضا موسيقية ومعرض صور بعنوان « دستور الجدران ».

وكانت مدينة صفاقس عرفت في نهاية الأسبوع المنقضي، تنظيم تظاهرتين إحياء لذكرى الثورة تمثلتا في أمسية ثقافية تنشيطية لجمعية الخطابة والعلوم الشرعية بالفضاء الخارجي للمسرح البلدي وأمسية فنية بدار الثقافة باب البحر، قدمت فيها مجموعة البحث الموسيقي بقابس عرضا موسيقيا تخللته إلقاءات شعرية لعدد من الشعراء.

وات

قد يعجبك ايضا