صفاقس: الدورة الثانية للحملة التضامنية السنوية لقرية الأطفال “س و س محرس” (صور)

قرية-س و س-محرس

 

تحت شعار “كفالتك حضن دافئ لأبنائنا”, نظمت اليوم الأحد 17 ماي 2020, لجنة دعم قرية الأطفال “س و س محرس”, التي ترعى الأطفال فاقدي السند, الدورة الثانية لحملتها التضامنية السنوية بمقرها في مدينة المحرس (جنوب ولاية صفاقس) في أجواء تنشيطية وموسيقية منعشة, أمنتها فرقة كورال أطفال القرية وعروض غنائية وطنية للطفلة المتألقة نسرين بوشناق, التي شاركت مؤخرا في برنامج الغناء “ذو فويس كيدس”.

وتميزت هذه الحملة, التي أشرف عليها والي صفاقس, أنيس الوسلاتي, بحضور عدد من الإطارات الجهوية نواب الشعب, وداعمي أطفال القرية من مختلف مكونات المجتمع المدني ورجال الأعمال ووسائل الإعلام الذين فتحت لهم هذه المؤسسة التربوية الاجتماعية أبوابها لجمع تبرعاتهم ودعمهم المادي.

ورسمت هذه الحملة هدفا رئيسيا لها يتمثل بحسب ما بينه لـ(وات), رئيس لجنة الدعم, محمد مقديش, في “تلافي العجز المالي في ميزانية القرية المقدر بما يزيد عن 500 ألف دينار”, وذلك عبر تفعيل مختلف آليات الدعم المادي ولا سيما آلية التكفل التي لا تغطى رغم أهميتها سوى 15 بالمائة من الاحتياجات المالية السنوية للقرية المقدرة بمليون و300 ألف دينار, علما وأن وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن توفر 45 % من الميزانية أي 500000 دينار ليبقى العجز في حدود 500000 دينار.

وتشير المعطيات المقدمة بالمناسبة, إلى أن عقود الكفالة لفائدة الأطفال والمنازل العائلية بالقرية (كل منزل يأوي من 5 إلى 8 أطفال وأم) لا تتجاوز 20 عقد كفالة لطفل (600 دينار في السنة) و5 عقود تكفل من 5 مؤسسات فقط بالنسبة لعدد ضئيل من المنازل العائلية, مع العلم وأن القرية تأوي 440 طفلا تتم رعايتهم في 12 منزلا داخل القرية وصلب 85 عائلة حاضنة خارجها بالإضافة إلى 3 مبيتات تابعة للقرية.

ويُعدّ مجموع عقود التكفّل محدودا للغاية, بحسب القائمين على شؤون القرية, بالنظر إلى العدد الكبير من المؤسسات الاقتصادية التي تعدّها الجهة في مختلف القطاعات والمجالات، فضلا عن أصحاب المهن الحرة, وفق ما أكده محمد مقديش, الذي دعا الجميع إلى جهد تحسيسي وتوعوي أكبر من شأنه أن يقرّب المسافة بين أصحاب الشركات والميسورين من جهة وأبناء تونس فاقدي السند الذين تسعى الجمعية التونسية لقرى الأطفال “س و س” رعايتهم بما توفر لها من إمكانيات محدودة من جهة أخرى.

وقدم الرئيس الوطني للجمعية التونسية لأطفال قرى “س و س”, فتحي معاوي, بسطة عن تفاصيل الوضعية المادية للجمعية ومداخيل تبرعات السنة الفارطة المتأتية عن طريق الإرساليات القصيرة، التي مكنت من جمع تبرعات زكاة الفطر لفائدة أطفال القرية والتي وصلت إلى 435 ألف دينار.

وذكر معاوي, في هذا الصدد, أن الجمعية لا تزال في انتظار موافقة رئاسة الحكومة تجديد الترخيص للجمعية لجمع تبرعات زكاة الفطر لهذا العيد ووجه نداء لرئيس الحكومة للتعجيل بإسناد الترخيص في أقرب الآجال.

وتم خلال هذه التظاهرة, الكشف عن بعض الموارد المالية التي ستستفيد منها قرية الأطفال “س و س المحرس”, في الفترة القادمة من عدد من المؤسسات والهياكل على غرار مهرجان صفاقس الدولي والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، إلى جانب تبرعات أخرى تتمثل في تمويل مشاريع تنموية صغرى لشباب القرية وغيرها من المبادرات المجتمعية لفائدتهم.

كما تم بنفس المناسبة, تكريم ابنة قرية “س و س المحرس”, الطفلة المتألقة نسرين بوشناق، التي شاركت مؤخرا في برنامج الغناء “ذو فويس كيدس”, وكذلك الأمهات اللاتي تتولين رعاية الأطفال وكل المشرفين على القرية الذين احترموا احتراما كاملا لفترة الحجر الصحي ولم يغادروا مقر القرية لثلاثة أشهر متتالية حفاظا على صحة الأطفال والعاملين في القرية.

جدير بالذكر أن قرية الأطفال “س و س المحرس” هي مؤسسة تربوية اجتماعية أحدثت سنة 2000 وترجع بالنظر إلى الجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س التي تضم أربع قرى (قمرت وسليانة ومحرس وأكودة), وهي تعمل على احتضان الأطفال الفاقدين للسند العائلي والمهددين فتقوم برعايتهم وتأهيلهم للاندماج في المجتمع والاعتماد على الذات.

وات

قد يعجبك ايضا