في الذكرى الأولى لرحيل الباجي: محطات بارزة ومسيرة سياسية حافلة

رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي

 

تمر اليوم السبت 25 جويلية سنة عن رحيل الباجي قايد السبسي أول رئيس منتخب بصفة مباشرة من الشعب بعد الثورة.

ولئن اتسمت مسيرة الرئيس الراحل التي فاقت النصف قرن بعديد النجاحات من ذلك دوره الدبلوماسي الهام في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة في غرة أكتوبر 1985 فإنها شهدت كذلك عديد التقلبات وهو ما تجسد بالخصوص في تجميد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي, ثم بطرده منه سنة 1974 وذلك رغم ما عرف به من تعلق شديد بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.

ويحسب لقايد السبسي حرصه على ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة وعلى انتهاج الوضوح في تعامله السياسي مع جميع الأطراف وخاصة مع حزب حركة النهضة فبعد أن اختار مشاركته السلطة أعلن عن إنهاء هذه العلاقة التشاركية دون أن يتردد في الإعلان عن حدوث هذه القطيعة بطلب من النهضة.

السبسي نجح في تصحيح أداء الدبلوماسية التونسية ووطد علاقات تونس مع عديد البلدان وهو ما يفسر التأثر الدولي الواسع برحيل الباجي قايد السبسي في عيد الجمهورية.

وفي ما يلي ابرز محطات الراحل:

ولد الباجي قايد السبسي في 26 نوفمبر 1926 بمنطقة سيدي بوسعيد من الضاحية الشمالية للعاصمة تونس.

وهو محام وسياسي, تخرج من كلية الحقوق بباريس عام 1950 ليمتهن المحاماة بداية من 1952, قبل أن يتولى عدة مسؤوليات هامة في الدولة التونسية بين 1963 و1991, ناضل منذ شبابه صلب الحزب الحر الدستوري الجديد, وبعد الاستقلال عمل كمستشار للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة, ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية, قبل أن يعين سنة 1963 مديرا عاما للأمن الوطني.

عين قائد السبسي سنة 1965 وزيرا للداخلية, ثم وزيرا للدفاع الوطني من 1969 إلى 1970, قبل تعيينه في 12 جوان 1970 سفيرا لتونس بباريس ثم ببون سنة 1987.

تم تجميد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي, قبل أن يطرد منه سنة 1974, لينضم سنة 1978 لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين برئاسة أحمد المستيري, وقد تولى في تلك الفترة إدارة مجلة « ديمقراطية » المعارضة.

عاد قائد السبسي إلى الحكومة في 3 ديسمبر 1980 كوزير معتمد لدى الوزير الأول محمد مزالي آنذاك, ليعين في 15 أفريل 1981 وزيرا للخارجية, وعرف بدوره الدبلوماسي الهام في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة في غرة أكتوبر 1985.

انتخب سنة 1989 عضوا بمجلس النواب, قبل أن يتقلد منصب رئيس المجلس خلال الفترة الممتدة من 1990 إلى 1991, ليعود اثر ذلك إلى ممارسة مهنة المحاماة.

عين في فيفري 2011 وزيرا أول في الحكومة المؤقتة التي تم تشكيلها عقب ثورة 17 ديسمبر 2010 – 14 جانفي 2011.

في 16 جوان 2012 أعلن الباجي قايد السبسي عن تأسيس حركة نداء تونس التي فازت في الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 اكتوبر 2014 وتحصلت على 86 مقعدا في مجلس نواب الشعب.

انتخب الباجي قايد السبسي في 21 ديسمبر 2014 رئيسا للجمهورية التونسية اثر حصوله على 55 فاصل 68 بالمائة من أصوات الناخبين في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

في 31 ديسمبر 2014 الباجي قايد السبسي يقدم استقالته رسميا ونهائيا من مسؤوليته كرئيس لحزب حركة نداء تونس مما فسح المجال للصراع بين قيادات الحزب ودخوله في أزمة عجلت بتصدعه.

وفي 24 سبتمبر 2018 الباجي قايد السبسي يعلن خلال حوار تلفزي مع القناة التلفزية الخاصة « الحوار التونسي » عن انتهاء التوافق بينه وبين حركة النهضة بطلب منها.

وفي 8 نوفمبر 2018 الباجي قايد السبسي يعلن خلال ندوة صحفية عدم موافقته على التمشي الذي اعتمده رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد بخصوص التحوير الوزاري المعلن يوم 5 نوفمبر 2018 قائلا « أنه اتسم بالتسرع ولم يحترم عددا من المسائل الإجرائية وانه تم بطريقة غير جيدة ».

وفي 13 آوت 2018 الباجي قايد السبسي يقترح في كلمة بمناسبة العيد الوطني للمرأة، سن قانون يضمن المساواة في الإرث بين الجنسين مع احترام إرادة الأفراد الذين يختارون عدم المساواة في الإرث.

وقد وافته المنيّة يوم 25 جويلية 2019 بعد تعرّضه إلى وعكة صحيّة حادة، وقد أقيمت له جنازة وطنية سبقها موكب تأبين بقصر قرطاج حضره عدد من قادة ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المؤقت للجزائر عبد القادر بن صالح وملك اسبانيا فيليب السادس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس جمهورية مالطا جورج فيلا والرئيس البرتغالي مارتشيلو ريبلو دي سوزا.

وات

قد يعجبك ايضا