الدورة الخامسة لمهرجان المحرس للثقافة والتراث: جمود في الرؤية وتنميط في البرنامج

مهرجان المحرس للثقافة والتراث

 

انتظارات المتابعين للواقع الثقافي والجمعياتي بمدينة المحرس من ولاية صفاقس كانت كبيرة خلال السنوات الأخيرة في ان يشهد المهرجان نقلة.. لهذا ورغم تكاثر التظاهرات الثقافية كميا الا ان جلها خلقت ميتة ولم تبن أسس وآليات استمرارها ومن بين أعرق التظاهرات وذات الخصوصية نجد مهرجان المحرس للثقافة والتراث الذي حاول المشرفون عليه بعد تطويره بل وحتى «تدويله» الا انهم سقطوا وعوض تطوير المضمون، في مقاربات ومقارنات لا تجوز خاصة مع المهرجان كان له عدد هام من المتابعين من الداخل والخارج حيث يعتبر هذا الأخير من أكبر التظاهرات في الجهة التي تعنى بثقافة وتراث الجهة وله أولوية في الدعم من قبل الوزارات ذات العلاقة فضلا عن التنوع الثقافي والتراثي بجهة المحرس.

هذا وقد مثل بعث جمعية قارة خلال السنوات الماضية تعنى بمهرجان المحرس للثقافة والتراث أملا في أن يسوسها مثقفون قادرون على إدخال دينامية لا فقط في مستوى هذا المهرجان بل في المشهد الثقافي المحلي عموما الا أن تركيبة هذه الجمعية خيبت الآمال حيث ضمت عناصر لا علاقة لها بالثقافة ولعل البرنامج الهزيل والمشوش الذي قدمته الجمعية قبل أيام قليلة عبر صفحتها الرسمية خير دليل.

فقد تم التركيز حسب البرنامج أكثر على التنشيط الفاقد لكل روح إبداعية والفلكلور ومعارض محنطة دون روح ليؤكد غياب التصور وطرح عديد الانتقادات والتساؤلات من قبل عدد من المتابعين للثقافة والتظاهرة بالجهة حول مستقبل هذا المهرجان بل وضرَورة القيام بتقييم واع فالنية لا تكفي لخلق تغيير جذري في ثوابت وخاصة متغيرات هذه التظاهرة ففاقد الشيء لا يعطيه.

فهل سيجسد المهرجان في دورته الخامسة خصوصيته باعتبار أنه يشمل الجوانب الثقافية والتراثية والسياحية؟

قد يعجبك ايضا