على إثر انتهاء مهامه، سفير تونس بإيطاليا يؤكد “علاقتنا مع روما تظل متميزة واستراتيجية “

علم - تونس - ايطاليا

روما, 16 سبتمبر – (وكالة نوفا) – وصف سفير تونس في إيطاليا معز السيناوي العلاقات التونسية الإيطالية بال”متميزة والاستراتيجية” مؤكدا بأنها لن تتغير بعد الإنتخابات البرلمانية المبكرة في إيطاليا المقررة في 25 سبتمبر.

وأضاف السيناوي الذي انتهت مهامه يوم أمس بعد ست سنوات “من التعاون المكثف بين بلدينا في جميع المجالات” بأن العلاقات بين البلدين “لن تتغير مهما سيكون اسم الفائز في الانتخابات النيابية وشكل الحكومة المقبلة”.

ونوه بأن إيطاليا “تعد شريكًا رئيسيا بالنسبة لنا، وتربطنا بها روابط تاريخية وإنسانية وثقافية وسياسية واقتصادية قوية مكنتنا من تجاوز حوادث على غرار مسألة النفايات المصدرة بشكل غير قانوني من إيطاليا إلى تونس في عام 2020”.

ولفت إلى أنها “كانت مسألة شائكة، تمكنا من حلها بعد عامين بفضل الإرادة السياسية والمجهودات الكبيرة والعمل الثنائي الذي أدى إلى إرجاع النفايات إلى إيطاليا في فبراير 2022 “.

ويضيف السيناوي “وبالتالي، فإن العلاقات الإيطالية التونسية متينة، كما تجلى ذلك خلال فترة تفشي الجائحة خاصة بعد أن أظهرنا قدرة على التعاون والتضامن بين بلدينا وشعبينا على المستوى الصحي بإرسال فريق من أطباء وممرضين من تونس إلى إقليم لومبارديا في أبريل 2020 في فترة اتسمت بالتفشي الكبير للوباء في إيطاليا وكذلك تضامن الحكومة الإيطالية مع الشعب التونسي بإرسال معدات طبية ولقاحات لمواجهة انتشاره”.

الدبلوماسي التونسي لم يخفي في المقابل أنه عاش لحظات صعبة في هذه السنوات الست قائلا إن “كل مكالمة هاتفية تلقيتها تخبرني بحادث غرق مركب أو وفاة مهاجرين تونسيين كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا في البحر مثلت لحظة صعبة للغاية على المستوى الإنساني”.

وأضاف ان “مساعدة اقارب المفقودين في الحصول على معلومات بشأن اختفاء احبائهم كانت صعبة للغاية من الناحية الإنسانية”.

أما أفضل اللحظات التي عاشها السفير التونسي السابق اقترنت ب”بلوغ العلاقات بين البلدين أعلى مستوياتها لا سيما عند إجراء استعدادات لزيارة رئيس دولة”.

وأشار “خلال فترة أدائي مهامي، كانت هناك زيارتان، الأولى زيارة الرئيس الراحل الباجي قائي السبسي في 8 و 9 فبراير 2017 و الثانية للرئيس الحالي قيس سعيد الذي حلّ بروما في 16 و17 يونيو 2021 وكليهما شكلت تتويجا للعلاقات الثنائية بين البلدين “.

في المقابل، ثلاث أحداث ظلت عالقة في ذهن السيناوي بشكل خاص، يذكر أن “أولها كانت لحظة وصول الطائرة العسكرية إلى ميلانو وعلى متنها أطباء وممرضين تونسيون بمبادرة من رئيس الجمهورية قيس سعيد لدعم ومساعدة إيطاليا وإقليم لومبارديا الذي كان يعيش حينها أوقات عصيبة جراء تفشي الجائحة، لذلك كان الجو سرياليًا وعند توجهنا بالسيارة من روما إلى ميلانو كانت الطرقات خالية”.

وأضاف بأن الحدث الثاني المثير كان تنظيم أول معرض كبير في روما مخصص لتاريخ وحضارة واحدة من أقوى وأروع مدن العالم القديم: قرطاج.

وقال “بالتأكيد افتتاح معرض قرطاج الأسطورة الخالدة، الذي أقيم في حديقة الكولوسيوم الأثرية في الفترة من 27 سبتمبر 2019 إلى 29 مارس 2020، شكل لحظة استثنائية لن أنساها”.

وذكر بأنه لأول مرة “تم عرض أكثر من 400 قطعة أثرية تم جلبها من 36 متحفًا أثريًا وطنيًا من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط”.

ونوه بأنه “كان معرضا فريدا من نوعه، استقبل طيلة فترة الخمسة أشهر تقريبًا مع بداية انتشار جائحة كوفيد، أكثر من 2.3 مليون زائر وشهد العديد من الأحداث والاجتماعات الجانبية “.

أما الحدث المهم الثالث فكان بالنسبة لمعز السيناوي ارجاع 213 من 282 حاوية نفايات وصلت بشكل غير قانوني إلى تونس في عام 2020 وذلك إلى ميناء ساليرنو، في 19 فبراير 2022.

كان ذلك ” نتيجة مفاوضات طويلة جدًا وعملية معقدة آمل أن تكتمل قريبًا بإرجاع الـ 69 حاوية المتبقية “.

أعرب الدبلوماسي التونسي عن شكره الخاص للجالية التونسية في إيطاليا “على الوحدة الاستثنائية وروح التضامن” التي تحلت بها خلال الوباء من خلال استجابة استثنائية بتقديم المساعدة المتبادلة وإرسال المساعدات إلى تونس.

“أود أن تستمر هذه الروح وتقوى، خاصة بين شباب الجيلين الثاني والثالث من الطلاب والإطارات، لا زال هناك أمل في التغيير والتحسين”.

وأشار إلى أن الجالية التونسية نمت في السنوات الأخيرة حيث ارتفعت بحوالي 200 ألف شخص في الست سنوات الماضية مشيرا ” حاولت التواصل مع الشباب بشكل خاص والتعربف بهم وتنظيم لقاءات “.

في الأثناء، بحسب بيانات وزارة الداخلية الإيطالية المحينة إلى غاية 15 سبتمبر، يحتل التونسيون صدارة الجنسيات الوافدة بشكل غير قانوني إلى إيطاليا بواقع 14036 وافداً منذ بداية العام، مقارنة ب 12511 وافد في نفس الفترة من عام 2021.

وبحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، منعت السلطات التونسية أكثر من 23500 تونسي من الوصول إلى السواحل الإيطالية وأحبطت حوالي 1800 عملية اجتياز منذ بداية اليسنة.

في تعليقه على هذه الأرقام، أكد السيناوي بأن “تونس ملتزمة للغاية بمكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث يتم احباط العشرات من محاولات الهجرة كل يوم ويتم إيقاف العشرات”.

وشدد في ختام حديثه للوكالة الإيطالية بأنه لا يمكن “أن نتساهل مع المتاجرين بالبشر، ولكن ليس بشعارات الحملات الانتخابية نحن بحاجة إلى التفاوض للتوصل إلى اتفاق شامل ينظم الهجرة ويفتح النوافذ أمام هجرة قانونية تسمح للتونسيين بالقدوم إلى إيطاليا لا لأنهم مدفوعون باليأس وإنما بفضل الفرص المتاحة لهم “.

(نوفا)

قد يعجبك ايضا