مؤتمر مكافحة الارهاب والتطرف العنيف في منطقة جنوب المتوسط يضع حقوق الانسان محور كل المقاربات

اللجنة الوطنيّة لمكافحة الإرهاب

 

انطلقت بتونس بالعاصمة يوم امس الاربعاء اشغال المؤتمر الاقليمي حول “مكافحة الارهاب والتطرف العنيف :نحو مقاربة منسقة لحقوق الانسان في منطقة جنوب المتوسط”، الذي ينتظم على امتداد يومين في اطار البرنامج المشترك بين الاتحاد الاوروبي، ومجلس اوروبا لتعزيز التعاون الاقليمي في مجال حقوق الانسان وسيادة القانون والديمقراطية وبالشراكة مع اللجنة الوطنية لمكافحة الارهاب والهيئة العليا المستقلة للاعلام السمعي والبصري ومنظمة “لا سلام دون عدالة” غير الحكومية.

واكدت بيلار موراليس منسقة سياسة الجوار مع جنوب البحر الابيض المتوسط ورئيسة مكتب اوروبا بتونس، على اهمية “دعم اسس التكوين الاقليمي في مواجهة خطاب الكراهية والعنف والتطرف لوضع سياسات مشتركة لمكافحة كافة اشكال الارهاب والتطرف، بالشراكة والتعاون مع الهيئات والمؤسسات الحكومية ومكونات المجتمع المدني”، مشيرة الى ضرورة اعتماد منظومة حقوق الانسان حتى تكون محور كل المقاربات والسياسات الهادفة الى القطع مع ظواهر مثل الاتجار بالبشر، والعنف ضد المراة والطفل في مواجهة كافة اشكال الارهاب والتطرف.

واعتبرت موراليس ان الارهاب ظاهرة تضرب بلدان ضفتي المتوسط على حد السواء ولابد من تظافر الجهود للتصدي لها، والحد من الانتهاكات التي تطال العديد من الفئات لاسيما الاطفال وحماية حقوقهم الاساسية في الحياة الكريمة والاندماج المجتمعي.

واشارت في هذا الصدد الى اهمية البرنامج التدريبي عن بعد الذي شرع مجلس اوروبا في تنفيذه مع القضاة والمحامين والناشطين في مجال حقوق الانسان في تونس لبلورة تصورات وبرامج في اطار سياسة مكافحة الارهاب القائمة على احترام حقوق الانسان في شموليتها وضمن الاتفاقيات الدولية والمعاييرالمنصوص عليها في المجال،لاسيما معايير المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، واللجنة الاوروبية لمنع التعذيب وسوء المعاملة والعقوبات المهينة للانسانية”.

من جانبه دعا فرانسيسكو اكوستا سوتو، نائب رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في تونس الى تكثيف الجهود للتوقي من آفة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود واتخاذ التدابير اللازمة، عبر تعزيز التوعية والعمل لضمان حق الفرد في الحياة والتصدي للممارسات المتعلقة بالتعذيب وسوء المعاملة وغيرها .

وذكر سوتو بالسياسات المشتركة القائمة لحماية الاطفال باعتبارهم فريسة سهلة للتطرف ولخطاب الكراهية والعنف قائلا “لاحظنا ان الاطفال اصبحوا في كثير من الاحيان ضحايا الارهاب حيث تترك الممارسات المهينة عليهم آثارا جسدية وعقلية يصعب محوها” .

ولفت الى وجوب التنسيق بين مختلف الوزارات والهياكل في مواجهة مثل هذه التحديات خصوصا تلك المتعلقة بالعنف المسلط على الاطفال والشباب على شبكة الانترنت “.

هذا وقدمت فيونوالا ني اولاين مقررة الامم المتحدة الخاصة المعنية بمكافحة الارهاب وحقوق للانسان عبر تقنية الفيديو كلمة ضمنتها الاجراءات المعتمدة على الصعيد الدولي بالشراكة مع الهيئات والمنظمات الدولية للتصدي لظاهرة الارهاب وبلورة سياسات قائمة على احترام حقوق الانسان وخاصة حماية الطفولة في بؤر التوتر واماكن الاحتجاز والمعتقلات .

واعتبرت ان مكافحة الارهاب والتطرف لابد ان يكون ضمن مقاربة حقوق الانسان واحترام الذات البشرية خصوصا عندما يتعلق الامر بالاطفال، مشيرة الى اهمية وضع استراتيجيات جديدة وفعالة لاعادة ادماج الاطفال المهددين في المجتمع لكونهم ضحايا للارهاب والتطرف.

ويبحث المؤتمر الاقليمي في يومه الاول مسائل التاهيل النفسي والجسدي للاطفال ضحايا الارهاب وآليات الادماج والتوعية فيما يخصص اليوم الثاني لمناقشة مسالة “الوقاية من التطرف والارهاب ” وسبل ” مكافحة خطاب الكراهية في الاعلام السمعي البصري” في اطار دورات “هالب” التونسية لمجلس اوروبا لتعزيز ثقافة مهنيي القانون في مجال حقوق الانسان وذلك بحضور ممثلين وخبراء في مجال مكافحة الارهاب والتطرف من الجزائر والاردن ولبنان وليبيا والمغرب وتونس .

وات

قد يعجبك ايضا