صفاقس: ندوة حول الانقطاع المبكر عن الدراسة

توتّر طفل

 

مثلت سبل مقاومة ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة وانعكاساتها الاجتماعية والنفسية والتربوية على الطفل والعائلة والمجتمع، محور ندوة فكرية انتظمت يوم الجمعة بصفاقس تحت شعار “صغيري مستقبل بلادي” ببادرة من الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس.

وتميزت الندوة بمشاركة ثلة من الإطارات التربوية والخبراء في المجال الاجتماعي، وممثلي المنظمات والمؤسسات التربوية والتكوينية، إلى جانب قرابة ثلاثين من الأمهات، و40 من الأطفال من المعنيين بالانقطاع المدرسي، تم اختيارهم بصفة تشاركية من مختلف معتمديات الولاية.

وتندرج هذه التظاهرة في إطار برنامج مكافحة الانقطاع المبكر عن التعليم وعمالة الأطفال “بروتاكت” الذي تموّله منظمة العمل الدولية عن طريق مكتبها بتونس ويجري تنفيذه في ولايتي صفاقس وجندوبة.

ويهدف المشروع إلى الحدّ من الانقطاع المبكر عن التعليم من خلال تكوين الاطارات على كيفية التعامل والتأثير على هذه الفئة الهشة لدمجها وتأطيرها حتى تكون فاعلة داخل المجتمع، ولمساعدتها على الولوج إلى سوق الشغل أو مراكز التكوين، وخلق فرص جديدة لهم، وتنفيذ نماذج إعادة الدمج التربوي وبدائل أخرى في عديد التجمعات المحلية عبر مناطق ولاية صفاقس المختلفة.

ولفت المدير بمندوبية التربية صفاقس 2، مراد الزواغي، إلى وجود “تناقض مثير يبرز في صفاقس حيث أنها تحتل المراتب الأولى وطنيا في التميز التعليمي لكنها في الوقت نفسه تتخطى المعدل الوطني في الانقطاع عن الدراسة”.

في المقابل، فاقت نسبة النجاح في مؤسسات التكوين بولاية صفاقس 90 بالمائة ونسبة الادماج زادت عن 70 بالمائة ولم تتجاوز البطالة 12 بالمائة بحسب سلوى اللواتي عن الإدارة الجهوية للتكوين المهني، التي أشارت الى بعث هيكل جديد تحت مسمى “مدرسة الفرصة الثانية” والذي تم في إطاره إحداث 3 مدارس في العاصمة والقيروان وقابس.

وقدّمت بالمناسبة عرضا مفصلا لمنظومة التكوين المهني شرحت فيه شروطه وآلياته وحوافزه ودوره الهام اجتماعيا واقتصاديا وخاصة في مجال انتشال ضحايا الرسوب المدرسي.

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس، أنور التريكي، على أهمية تضافر الجهود لمكافحة ظاهرة الانقطاع المبكر عن التعليم، مشيرا الى حرص تونس منذ الاستقلال على خلق ثروة تعليمية وهو ما شهد بمرور الزمن تقهقرا في العدد والمضمون، معبّرا عن استعداد منظمة الأعراف الدائم للانخراط في كل جهد يضع حدا لهذه الظاهرة ويقي الأجيال الجديدة من مخاطر الانقطاع.

من جهتها، استعرضت رئيسة مشروع “رائدات” التابع لوزارة شؤون المراة والاسرة والطفولة، ألفة اللوز القرقوري، ما يوفره هذا المشروع من فرص لمساعدة النسوة على بعث مشاريع خاصة تكون حصنا للأطفال المنقطعين من آثار الانقطاع المدرسي والضياع، وقد تفاعلت مع أسئلة واستفسارات الحاضرات حول سبل الاستفادة من هذا البرنامج الدامج.

وشدّدت المديرة بمندوبية التربية صفاقس1، نعيمة النيفر، لدى تقديمها عرضا موثقا عن المؤسسات التربوية في دائرة المندوبية والرسوب المدرسي ونسبه في مختلف المراحل وأسباب ذلك، على ضرورة أن يقع التعامل مع الظاهرة بطريقة غير نمطية ومن منطلق ” تلميذ مختلف ، في ظروف مختلفة، مع آمال مختلفة”..

واستعرضت المديرة الجهوية للشؤون الاجتماعية، نبوية النائلي، التشريعات والبرامج والآليات والهياكل التي أنشاتها الدولة لمكافحة ظاهرة الانقطاع عن التعليم ومعالجة أسبابه.

قد يعجبك ايضا