صفاقس: حملة بيئية لجمع الفضلات البحرية من حوض ميناء الصيد البحري

مشروع ميناء الصيد البحري بسيدي منصور

 

ببادرة مشتركة من جمعية تواصل الأجيال وجمعية المرصد الجهوي الإيكولوجي بصفاقس، احتضن فضاء ميناء الصيد البحري بصفاقس، اليوم الثلاثاء، حملة بيئية لجمع الفضلات البحرية من حوض الميناء، وذلك في إطار مشروع مقاومة التلوث البحري المموّل من الاتحاد الأوروبي، وشبكة المدن المتوسطية ماد سيتيز، والرامي إلى خلق تصرف مستدام ومشترك للنفايات البحرية البلاستيكية بالتعاون مع الأطراف الفاعلة.

وقد انخرطت في هذا الجهد البيئي الهام عديد الهياكل والمؤسسات والجمعيات الناشطة في المجال البيئي من بينها وكالة الموانئ وتجهيزات الصيد البحري، ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي، وجامعة صفاقس، وبلدية صفاقس، وعدد من المؤسسات البيترولية، ومؤسسات تثمين النفايات، واتحاد المؤسسات الصغرى والمتوسطة، والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، والكشافة التونسية وغيرها.

وتوفقت الفرق المجندة للقيام بعملية تنظيف حوض الميناء إلى جمع كميات من النفايات المختلفة بما فيها البلاستيك والمعادن والزجاج والشباك والملابس وكل ما يمكن أن يلقى في عرض البحر، كما بينت ذلك في تصريح لوكالة تونس فريقيا للأنباء، رئيسة جمعية تواصل الأجيال، سناء كسكاس، التي أوضحت ان 80 بالمائة من النفايات متأتية من البحر وليس من الساحل.

وبالتوازي مع تنظيف حوض الميناء، اشتملت التظاهرة على سلسلة من الأنشطة التحسيسية الموازية، منها ورشة لتثمين النفايات أشرفت عليها الحرفية والمختصة في التثمين، سلمى الشريف، وجدارية فنية في إطار تحسين محيط الميناء أنجزها أستاذ الفن التشكيلي، عبد الستار الرقيق، وعمل فني في اختصاص النحت باستعمال القوارير البلاستيكية اشترك في إنجازه كل من المركب الشبابي بصفاقس، والكشافة التونسية، والمرصد الجهوي الإيكولوجي، وجمعية تواصل الأجيال.

من جهة أخرى، قام منظمو الحملة بتوزيع أكياس على مراكب الصيد البحري الراسية بالميناء لتشجيع أصحابها على تجميع النفايات والقيام بالفرز الانتقائي، كما انخرطت المؤسسات المنتصبة بجوار الميناء ضمن جهود الحملة بتنظيف محيطها.

وتعد المخلّفات البلاستيكية، بحسب خبراء البيئة، من أخطر المشاكل الإيكولوجية في الوقت الراهن، حيث تهدد الحياة البرية والبحرية، لذلك تحاول دول العالم منذ سنوات تخفيض نسبة إنتاج البلاستيك، في مسعى لتخفيف الضغط قدر المستطاع على النظام البيئي الذي يواجه تحديات أخرى، مثل الأمطار الحمضية، والمبيدات الزراعية، والمخصبات الكيميائية، وفق ما بينته جمعية تواصل الأجيال في ورقة إعلامية نشرتها بمناسبة التظاهرة.

وتشير هذه الوثيقة إلى انه في حين يعتقد البعض أن جل النفايات موجودة على اليابسة، تؤكد الدراسات والبحوث بأن أغلب كميّة النفايات البلاستيكية ينتهي بها الأمر إلى مياه البحر وعلى السواحل، فآلاف الأطنان من بقايا الزجاجات والحقائب والأغلفة والأكياس، تستقر في بطون الأسماك والطيور والسلاحف …. وتتابع: وما البقايا البلاستيكية الظاهرة على السطح سوى جزء صغير للغاية من هذه النفايات، فالأدهى والأمرّ هو الجزيئات البلاستيكية متناهية الصغر التي تغوص في القاع وتأكلها الأسماك وغيرها من حيوانات الحياة البحرية وينتهي بها الحال إلى أطباقنا اليومية.

وات

قد يعجبك ايضا