صفاقس: اشتهرت بها “قرقنة”… نحو تسجيل طريقة “الصيد الشرافي” ضمن التراث العالمي

الصيد البحري في قرقنة«الشرافي»  أو» الشرفية» ، من أقدم وسائل الصيد البحري التي تشتهر بها قرقنة . وتعود هذه الطريقة في الصيد حسب بعض الوثائق التاريخية إلى العهد البونيقي. في حين ظهر مصطلح «الشرفية « في القرن الـ17 مع ظهور عقود الملكية للملك سنة 1670.

ويرى الدكتور عبد الحميد الفهري أستاذ التاريخ بجامعة صفاقس ، وهو واحد من أكثر المؤرخين الذين اشتغلوا على موضوع « الشرفية « والمدافعين عن هذا الإرث الإنساني أن امتلاك البحر بجزيرة «قرقنة» يعود إلى آلاف السنين. ودليله في ذلك بعض النصوص التاريخية التي تعود إلى القرن الثاني الميلادي. وتتحدث عن الصيد بالحواجز البحرية وجزيرة قرقنة والكنايس والشابة واللوزة جربة ..
وبأكثر تحليل يقول الفهري «لدينا إشارات كافية تعود إلى القرن الـ12 وما بعده تشير إلى هجوم بعض الأهالي من خارج الجزيرة على  قرقنة للاستيلاء على الممتلكات البحرية. وقد اشتكى البحارة والمتصرفون في البحر أمرهم إلى الباي مراد الثاني، الذي حكم من 1662 إلى 1675. فأمر سنة 1662 بتحويل ما تعارف عليه أهالي جزيرة قرقنة بالملكية البحرية إلى ملكية مثبتة معترف بها لدى السلطة آنذاك. فأصبحت العائلات منذ ذلك التاريخ تقوم بتسجيل ممتلكاتها البحرية، تماماً مثلما تسجل ممتلكاتها من الأراضي في البر في وثيقة  (وثيقة الملكية الشرفية)».

وأضاف  أن تسمية «الشرفية» أطلقت على تلك الوثيقة باعتبارها «شرفاً للعائلة المالكة»،مبرزا   أن « الشرافي»، طريقة صيد تقليدية مهددة بالتلاشي. وتقوم على  وضع مسالك ومساحات يحدها من الجانبين سياج من جريد النخل المغروس في البحر بطرق مدروسة. ويشرف عليها خبراء في هذا الميدان لهم معرفة دقيقة باتجاه الرياح والأمواج ووجهة الأسماك عند المد والجزر حتى يسهل الإيقاع بالأسماك . حيث يتبع السمك جانبي الجريد حتى يدخل حلقة كبيرة تسمى لدى البحارة «الدار». ومن ثم يجد السمك نفسه مجبراً على دخول «البيوت»، ومن ثم إلى «الدراين» (جمع درينة)، المصنوعة من السعف ، ليتم لاحقا رفع الأسماك الموجودة داخلها والتي عادة ما يكون مذاقها متميزا وبطنها نظيفا .

طريقة الصيد بالشرافي ، هي الطريقة التقليدية المحافظة على البيئة ، وهي منتشرة حاليا بعديد المناطق الساحلية بالبلاد . وتحظى هذه التقنية بالصيد بمهرجان خاص بها ينتظم بجزيرة قرقنة ويحمل اسمها .

الشروق

قد يعجبك ايضا