الدكتور رياض الحاج طيب يقدم كتابه الثاني ‘أزمة النقل الحضري بتونس: حاضرة صفاقس نموذجا’

أزمة النقل الحضري بتونس : حاضرة صفاقس نموذجا " - رياض الحاج طيب - صفاقس

 

صدر يوم الجمعة 25 مارس 2022 الكتاب الجديد للدكتور رياض الحاج طيب بعنوان: “أزمة النقل الحضري بتونس: حاضرة صفاقس نموذجا” حيث تولى تقديمه في حفل اشرفت على تنظيمه حمعية التنمية المتضامنة بصفاقس والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس وشهد الحفل حضورا متميزا من عدد من المسؤولين والمواكبين للشأن المجتمعي بالجهة من بينهم رئيس بلدية صفاقس منير اللومي ورئيس دائرة صفاقس المدينة منير العفاس والرئيس المدير العام للشركة الجهوية للنقل بصفاقس هشام اللومي.

وخلال هذا الحفل تم عرض مصور لاهم افكار الكاتب الى جانب قيام الخبيرين المختصين في النقل حسن عبيد وطارق البوعزيزي بتقديم الكتاب والتوقف عند دقة المعلومات التي تضمنها لا سيما وان المؤلف غاص في جوانب ازمة النقل الحضري بالبلاد مقدما ارقاما واحصائيات الى جانب استشرف الحلول الممكنة والتي يمكن ان تفيد صناع القرار
حيث تطرق كتاب “أزمة النقل الحضري بتونس: حاضرة صفاقس نموذجا” إلى تطور ازمة النقل الحضري خاصة بالمدن التونسية الكبرى.

وتولى الدكتور رياض الحاج طيب شرح اسبابها ونتائجها متناولا الحلول المقترحة من طرف الدولة عبر السياسة الوطنية الجديدة للتنقل الحضري التي صادقت عليها الحكومة سنة 2020 والتي تقوم على جملة من الإصلاحات القانونية والهيكلية إلى جانب الارتقاء بالحوكمة في مجال التنقل الحضري وطنيا وجهويا ومحليا.

وتساءل الحاج طيب في كتابه ان كانت الدولة ستنجح في تجسيم هذه السياسة الجديدة لإخراج قطاع التنقل الحضري من الأزمة التي تردى فيها منذ أكثر من ثلاثة عقود قبل ان يعود الى عرض تحليل استشرافي للقطاع لأفق 2040 بناء على عدة سيناريوهات مستقبلية ممكنة.

وتوقف المؤلف عند حاضرة صفاقس التي خصها بتحليل عميق تناول إنزلاق قطاع التنقل الحضري نحو منظومة غير مستدامة منذ التسعينات من القرن الماضي أدت إلى أزمة حادة تشهدها صفاقس إلى يومنا هذا مع انعكاساتها السلبية على خدمات النقل المسداة للمواطنين وعلى تعدد ظاهرة الإنخناق المروري خاصة بوسط المدينة الى جانب تدهور السلامة المرورية والبيئة العمرانية وجودة الحياة وعزا تطور أزمة التنقل الحضري بصفاقس إلى السياسات الخاطئة التي وقع اعتمادها وطنيا ومحليا حيث قامت على تشجيع استعمال السيارات وخاصة منها “الشعبية” من خلال توفير التمويلات والبنية التحتية من طرقات وتجهيزات وذلك مقابل التقصير الحاد في دعم النقل الجماعي العمومي وأنماط النقل المستدام.

وعلى صعيد اخر عرض هذا الكتاب جملة من الدراسات المنجزة والمشاريع المبرمجة والمفاتيح الضرورية للانتقال بنجاح إلى منظومة مستدامة للتنقل العمراني خلال العشريتين القادمتين تمكن صفاقس من الارتقاء إلى مستوى حاضرة متوسطية في المستقبل ومن الانخراط في قائمة المدن المميزة ذات تنقل مستدام.

ومجددا تساءل رياض الحاج طيب ان كانت السلطات الوطنية والجهوية وخاصة منها المحلية باعتبارها الأكثر قربا من مشاغل المواطن ستتمكن من الإنتقال الناجع والسريع نحو منظومة التنقل المستدام وقال ان هذا السؤال سيبقى مطروحا وقائما خاصة في ظل الوضع الراهن غير المستقر على كل الأصعدة وختم بالتاكيد على أن الأمل في مستقبل أفضل سيبقى واردا في إطار الإصلاحات التي تعتزم الدولة القيام بها في الفترة القادمة.

قد يعجبك ايضا