صفاقس – مشروع تبارورة : بين حلم القطب التجاري العالمي وصعوبة الانجاز

مشروع تبرورة
مشروع تبرورة

بدأ مصطلح مشروع «تبارورة» في التداول بعاصمة الجنوب منذ سنة 1982 ونادت به الأصوات التي تعمل على تغيير وظيفة صفاقس من مدينة صناعية بالأساس إلى قطب سياحي وخدماتي يرتبط بشكل مباشر مع الاتحاد الأوربي ومنفتح على بقية دول العالم من خلال البحر.

«تبارورة» هو مشروع سياحي وبيئي وعقاري تمت المصادقة عليه والانطلاق في انجازه منذ العهد السابق ويهدف إلى تنظيف وتهيئة الشواطئ الشمالية لمدينة صفاقس على طول 6 كم من السواحل وتمتد من الميناء التجاري إلى مسرح سيدي منصور وتبلغ المساحة المخصصة لتشييد المدينة باعتبار الجزء الذي سيتم ردمه من البحر حوالي 420 هكتارا من الأرضي التي ستخصص لبناء منطقة سياحية بطاقة 2600 سرير وأخرى سكنية تتسع لقرابة 22 ألف ساكن إضافة إلى آلاف المكاتب والإدارية والبنوك … وستكون للمشروع نتائج إيجابية أهمها تهيئة السواحل وإزالة التلوث المتراكم على الشاطئ منذ مئات السنين من الميناء التجاري ومحطة الشركة التونسية للسكك الحديدية إلى حدود المسرح الصيفي الذي يمثل بداية المنطقة السياحية بسيدي منصور.

تعطل محير
صفاقس التي يناهز عدد سكانها مليون نسمة في آخر تعداد للسكان بتونس سنة 2014 تفتقر إلى شواطئ نظيفة ويضطر أبناؤها إلى التنقل جنوبا حوالي 35 كلمتر نحوشاطئ الشفار ويتكبد المصطافون مصاريف باهظة وعناء التنقل خلال فصل الصيف من أجل الاصطياف بولايات الساحل بالمهدية ( الشابة ، سلقطة ، رجيش …) والمنستير وسوسة والوطن القبلي … وهوما يفسر الدعوة المستمرة من أجل اتمام انجاز بقية المشروع خاصة في ظل انتشار الاشاعات حول فشل العملية بعد الانتهاء من القسط الأول بدعوى استحالة التوغل في البحر وردم المساحة المقررة لتشييد مدينة تبارورة . وفي هذا الإطار دشّن وزير التجهيز الهادي العربي خلال شهر مارس 2014 المقر الإجتماعي لشركة تبارورة لدفع إجراءات استكمال مشروع المدينة الحلم بالنسبة لأبناء صفاقس .آخر المستجدات عن سير إنجاز الأشغال تشير إلى انطلاق أشغال القسط الثاني من المشروع بردم الحفر المنتشرة بالأتربة وتهيئة الشاطئ المحاذي لتوفير مساحة للانتصاب في فترة تردد المواطنين للترفيه والحصول على مساحات خضراء . وانطلقت شركة دراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس بإشراف الرئيس المدير العام السيد محمد قويدر والجهات الممساهمة في انجاز بقية أشغال المشروع وإعداد مسح طوبوغرافي يشمل كامل المساحة الجغرافية لمدينة تبارورة وإعداد مشروع التهيئة التفصيلي لجزئيه الجنوبي والشمالي كما تم تنظيم أيام دراسية حول الموضوع آخرها بتاريخ 10جانفي 2015.

ميناء سياحي
كما بدأت الجهات المعنية في إعداد مشروع تحويل محطة القطارات من وسط المدينة في اتجاه الغرب على مستوى الطريق السيارة مساكن – صفاقس – قابس ، وعند اتمام مشروع تبارورة سيتم التخلي عن بعض وظائف ميناء صفاقس خاصة المتعلقة بنقل المحروقات والفسفاط والزيوت … لفائدة ميناء الصخيرة وبالمقابل إدماج الميناء بالمدينة الجديدة وربطه بمهام سياحية بالأساس وغلق مصنع السياب قبل نهاية أشغال تهيئة مدينة تبارورة وإن كانت المسألة صعبة ومعقدة لاعتبارات إقتصادية وإجتماعية… وحسب الجهات الرسمية ، فإن ملف مدينة تبارورة يحظى بأولوية لدى أصحاب القرار وسيكون من أول اهتمامات وزارة التجهيز والتهيئة الترابية في الفترة القادمة علما وأن الاتحاد من أجل المتوسط الذي انعقد بمدينة برشلونة الاسبانية شهر سبتمبر 2014 قد منح « علامة الاتحاد « لمشروع تبارورة وهوأول مشروع في حوض البحر البيض المتوسط الذي نال شرف هذا التوسيم . ومن المنتظر أن يحظى بدعم مادي خارجي – خاصة من البنك الأوربي للاستثمار – يناهز ألف مليار لإنجاز القسط الثاني والأخير لتدخل مدينة تبارورة حيز الاستغلال قبل موفى سنة 2020 وستكون لمشروع تبارورة انعكاسات إيجابية على مدينة صفاقس التي ستتحول إلى قطب تجاري وسياحي محلي وعالمي في الآن ذاته يساهم في توفير آلاف مواطن الشغل وتنمية القدرة التنافسية للمنتوجات التونسية في السوق العالمية وتنشيط السياحية الشاطئية والثقافية والاستشفائية …وتعدد الخدمات الإدارية والمالية التي مثل غيابها أبرز عوائق التنمية بصفاقس التي تحلم بأن تتحول إلى قطب سياحي وتجاري عالمي على ضفة البحر المتوسط .

جعفر الخماري / الشروق

قد يعجبك ايضا