يوم حزين في مدارسنا

دفتر الثلاثي الثالث فارغ
دفتر الثلاثي الثالث فارغ

كم تعددت وتنوعت واختلفت أسباب ودواعي أيام الحزن في بلدي …لا نكاد ننسى مصيبة حتى تحل علينا أخرى فننسى الأولى حتى تأتي الثانية أشد شراسة وتنكيلا بعواطفنا أولا فلم نعد نعطي قيمة للعواطف والمشاعر لأنها ديست وتمرغت في التراب وانتكست عديد المرات …أما الأخطر والأشد وقعا هي المصائب والرزايا التي تمس مقدراتنا على قلتها وآخرها قطاع السياحة ورغم هشاشته فإن الزلزال الذي وقع في سوسة من جراء المذبحة التي وقعت في أحد النزل نالت منا وأخذت من سمعتنا ومكانتنا الكثير عكس ما كنا نروج له من أمن وأمان واطمئنان في ربوع بلادنا الحبيبة…

هذا الحدث الأليم وما سينتج عنه من نتائج سلبية اقتصادية واجتماعية آمل أن تكون مخلفاتها أقل ما نتوقع …ولكن ما وقع في مدارسنا يوم 29/6/2015 يوم توزيع بطاقات نتائج الثلاثية الثالثة على التلاميذ حدث يؤرخ …حدث هام ضاع في زحام الرزايا باعتباره حدث لا تعرفه بقية شعوب العالم التي تحترم مدارسها ومعلميها وأبناءها التلاميذ …إنه يوم يبقى راسخا في كل الأذهان والشرائح العمرية والاجتماعية لأنه يبرز خذلانا لا قبله ولابعده خذلان…يوم أن توجه أبناؤنا إلى مدارسهم ليتسلموا بطاقاتهم الخالية من النتائج والملاحظات بعد 3 أشهر من العمل والاجتهاد …علموا بذلك مسبقا قبل التوجه إلى مدارسهم وقد توجهوا إليها بلا روح ولا حماس يجرون أرجلهم جرا …وتسلموا دفاترهم دون روح ولا حرارة في صورة مؤلمة من الحزن والأسف باد على محياهم وعلى ملامح معلميهم وأوليائهم ليقرؤوا ” الانتقال الآلي بقرار من وزير التربية ” أما عن حفل اختتام السنة الدراسية فذاب وتلاشى وضاع بين زحام الاختلاف …أليس هذا اليوم يوم الجائزة؟…أسألكم بالله هل هذا وضع عادي؟ هل وزارة الإشراف واعية بهذه الحالة التي وصلنا إليها؟ وهل أهل السياسة والسلطات الثلاث راضون بما تحقق وحصل من وضعية كارثية على أبنائنا وما يخلفه من انطباع سيئ عن المدرسة والمعلمين وشعور بالخذلان ؟

أحبك بلدي وأحب من يحبك ويدعو إلى حبك …أحبك بلدي ولا أحب من يعاديك ويغدر بك …أحبك تونس لأنك تؤنس …احبك لأن حبك في أعماق قلبي …وكم يعذبني ما آل إليه حالك على جميع الأصعدة تتجاوز طاقات التحمل …

محمد العش 

قد يعجبك ايضا