نحو إيقاف ” عندي ما نقلك “

علاء الشابي
علاء الشابي

يبدو أن الأمور تسير نحو النهاية بأسرع من المتوقع بخصوص برنامج ” عندي ما نقلك ” لمقدمه ” علاء الشابي ” و الذي مر بثلاث محطات تلفزية ” تونس  سبعة  ” ” التونسية ” ” الحوار التونسي ” فبعد سنوات من البث يبدو أن ” عندي ما نقلك ” الذي غير سياسته نحو المواضيع الأكثر إحراجا من المسكوت عنها في المجتمع التونسي مستفيدا من روح الثورة التونسية  القائمة على تقديس حرية التعبير كهدف و مكسب يبدو أنه يواجه في هذا الموسم موجة كبيرة من الانتقادات على أسس أخلاقية و دينية بعد تعرضه لزنا المحارم في أكثر من حالة و لحالات الخيانة الزوجية بشكل كبير و حالات الإغتصاب و الحمل خارج أطر الزواج الشرعية بالإضافة طبعا إلى الطبق الرئيسي المتعلق بحالات النفقة و عقوق الأبناء هذه المسائل في مجملها و إن كان الوعي الجماعي في تونس موقنا بوجودها  فإن نفس هذا الوعي لم يتعود أن ينافش ذلك على رؤوس الملأ بتعلة الروابط الأسرية التي تستنكر ذلك .

رغم أن هذا البرنامج ساهم إلى حد بعيد خلال السنوات الماضية في التدخل بالحسنى بين الكثيرين و في لم شتات عائلات عدة بتجنيبها الطلاق أو جمعها بعد غياب قهري بل و نجح في بعض الأحيان في تعويض جملة من السلطات بالقيام بدورها كالبحث عن مفقودين داخل تونس و خارجها و التوسط في القيام بعمليات إثبات النسب و دحضها و العثور أحيانا على مفقودين لعشرات السنين و لكن رغم هذا يبدو أن رصيد ” علاء الشابي ” و برنامجه عالي المشاهدة بدأ بالفعل في التراجع بل يبدو أن هذا الرصيد قد بلغ مرحلة ” الروج ” بعد الحلقات الأخيرة التي دفعت ببعض المواطنين الى تقديم شكايات الى القضاء التونسي لإيقاف بث البرنامج  بتعلة إنحدار المستوى بين الضيوف الذي بلغ حد تبادل السباب و الشتائم بشكل علني بل حتى ذكر بعض الأسماء الغائبة عن الأستوديو بسوء دون اللجوء الى تقنية الإخفاء أو التمويه و آخر هذه الدعاوى هي تلك التي تقدم بها الكاتب التونسي ” فوزي الديماسي  ” جاء فيها : ” برنامج ” عندي ما نقلّك ” في غياب ترشيد الخطاب الإعلامي للضيوف ، والتعاطي مع قضايا المجتمع بنظرة تجارية صرفة يمثّل خطرا على منظومة قيمنا ، إذ يساهم في نشر قيم التخلّف ، والانحطاط ، والحيوانية . كما أنّ هذا البرنامج يصوّر كل أسبوع المجتمع التونسي في صورة مجتمع نصفيّ ، أي يتعاطى مع الحياة بقيم تنتمي إلى النصف الأسفل . وكأنّنا نعيش في تونس على طريقة حيوانات الغابة بلا قيود / أو كإنسان ما قبل اكتشاف النار … وعليه نتقدم إلى جنابكم سيدي وكيل الجمهورية بسوسة بخطابنا هذا دفاعا منّا عن قيم الاعتدال ، والتسامح ، والبناء ، (بناء العقل الوطني ، المواطني ) بطرق سليمة تجذّر قيم الإنسان ، والجمهورية ، بعيدا عن الخطابات الهامشية ، هذه الخطابات التي جعلها البرنامج من قيم هامشية منبوذة إلى ” قاعدة ” , بعدما كانت داخل مجتمعنا تمثّل الاستثناء . “

فهل يكون القضاء فيصلا في تونس لإيقاف برنامج تلفزي يتمتع بنسبة مشاهدة محترمة أم أن قاعدة ” بيننا جهاز تحكم و من لم يعجبه فليغير القناة هي التي ستكون الحاسمة أم أن مثل هذه التحركات قد تدفع بالشابي و بالقائمين على القناة أن يراجعو تصورهم للبرنامج ككل إما  بتطويره أو بإيقافه .. من يدري ؟

قد يعجبك ايضا