صفاقس : أسباب مجهولة وراء حلّ شركة إحياء جزر قرقنة

جزر قرقنة
جزر قرقنة

يبقى حلّ شركة إحياء جزر قرقنة غامضا ومجهولا رغم اسهامات هذه المؤسّسة التنمويّة والاقتصاديّة في تطوير الجزيرة بما أنجزته من مشاريع ولا سيّما في مجالات السياحة والنقل البحري والسكن والتجارة والتوزيع.

ويعدّ حلّ هذه الشركة خسارة فادحة لقرقنة وجريمة اقتصاديّة في حقّها وهي من المؤسّسات الأولى الّتي عرفت النور في عهد الوزير الأول الهادي نويرة الّذي دعّمها وأولتها حكومته كلّ الاهتمام والعناية من أبناء قرقنة باسهاماتهم الماليّة المتتالية والمجسّمة في الترفيع في رأس مالها دوريّا.

وقد آلت هذه المؤسّسة على نفسها عمليّة الاحياء والتنمية في قرقنة طيلة سنوات عديدة غيّرت بكلّ جديّة وجه الجزيرة. ولقد لعبت شركة أحياء جزر قرقنة SOMVIK دورا رياديّا منذ إحداثها فتولّت احداث وحدات سياحيّة وفندقيّة بالجزيرة كما اقتحمت ميدان النقل البرّي الرابط بين صفاقس وقرقنة باقتنائها باخرتين (الحبيب والرملة) كانت الأولى في ميدان النقل البحري كما بعثت الشركة آنذاك شركة أخرى تختصّ في التوزيع التجاري بتزويد الجزيرة بالمواد الاستهلاكيّة فتولّى توزيعها على التجار بطريقة الجملة.

ولم تتوقّف جهود هذه المؤسّسة على هذا ، بل امتدّ نشاطها إلى الجانب العقاري وقد تجسّم في تشييد أحياء سكنيّة داخل الجزيرة تولّت بيعها للمواطنين بأسعار معقولة كما تجسّمت مساهمة شركة أحياء جزر قرقنة في مجال النقل البحري في المنطقة بالعمل على بعث شركة مختصّة في هذا المجال وهي اليوم تلعب دورها وتعرف بالشركة الجديدة للنقل بقرقنة SONOTRAK ولقد اعتمد المتسبّبون في حلّ شركة احياء جزر قرقنة طريقة المرحليّة وبادروا في بداية الأمر بالتفويت في الوحدات السياحيّة الممثّلة في كلّ من نادي الإقامة والنزل الفاخر كما واصلوا سياستهم في بيع بقيّة ممتلكات الشركة من عقارات وأسهم ماليّة من رأس المال بأسعار زهيدة. لقد آن الأوان لدائرة المحاسبات ووزارة الماليّة والهيئة الوطنيّة للخوصصة بالوزارة الأولى أن تفتح ملفّ حلّ الشركة وطرق التفويت في ممتلكاتها ومكاسبها للخواص باعتماد مسالك يصعب فهمها.

لقد تحوّلت شركات الاحياء والتنمية التي أنشئت في السابق ـ باستثناء شركة إحياء جزر قرقنة ـ إلى دواوين تنمويّة على غرار ديوان تنمية الجنوب بمدنين وديوان تنمية الشمال بسليانة وديوان تنمية الوسط بسيدي بوزيد وديوان تنمية الوسط الغربي بالقصرين. واليوم قرقنة في حاجة إلى هيكل تنموي تسند إليه مهام العمل على دفع التنمية كالجزيرة وتحريك سواكنها.

مسعود الزيدي / الشروق

قد يعجبك ايضا