مع التهريب والإرهاب، لا صلح لا تفاوض لا اعتراف … بقلم : رشيد الكرّاي

رشيد الكرّاي
رشيد الكرّاي

الجميع الآن من فلول نظام الترويكا يتهافت لتشويه سمعة الحكومة الجديدة أربع وعشرين ساعة فقط بعد تنصيبها بأي طريقة تجوز لهم .
أحداث مدبّرة تلك التي تجري حاليا في المناطق الحدودية بدهاء ومكر الثعالب لتساعد وتصب البنزين فوق النار بالنسبة لمن هم متحاملون أصلا على الفائزين في الانتخابات الأخيرة ويسعون من الآن إلى ربط جميع الأحداث المؤسفة ماضيها وحاضرها وآتيها بالحكومة المنبثقة عن تلك الانتخابات
خلط أوراق غريب جدا وتفكير غير منطقي على الاطلاق في ربط ما يجري في الذهيبة وراس جدير وغيرهما من المناطق الحدودية ، بالتنمية وبمطالب التشغيل ومتطلّبات العيش الكريم ، وأن ينسبوا عربدة وتحدّي مجموعة من بارونات التهريب والإرهاب للدولة وقوانينها ، إلى الشباب التونسي التوّاق لتحقيق أهداف ثورته التي أنجزها هو ولا أحد غيره . ومع ذلك مازالت الأصوات تتعالى للأسف الشديد في جميع المنتديات على الانترنت وفي جميع التعليقات في المواقع الاخبارية ويقولون بكل جرأة “ما يجري ليس في صالح الدولة” ، ولا بد من معالجة الأمر بالحكمة والتروّي ، وأنْ على الحكومة الجديدة أن تلغي إتاوة دخول الأجانب لأراضيها التي أقرّتها الحكومة المتخلّية
لا أعرف عن أيّ حكمة يتجادلون ، وعن أي دولة يتحدثون أصلا ، فكل ما نعرفه أنّه في عهد الفاسد بن علي والترويكا المشؤومة ، لم تكن هناك تونس أصلا !!!
الفصل القديم الجديد من “انتفاضات” أعداء الدولة وعُرّابي عصابات التهريب والتجارة الموازية التي تعانقت اليوم بعد الثورة بالإرهاب والإرهابيين وتجارة السلاح والمخدرات والعملات الأجنبية والرقيق الأبيض والأسود من آل داعش ، افتضحت وأزكمت رائحتها الأنوف ، فهي لم تسْتُر يوما عرْضَ البلد ، بل تبوّل قادتها “المعلنين المتخفّين” على الشرف نفسه ، وسلّموا أنفسهم جثثا هامدة لملكوت الفساد وسلطان الاستبداد والإرهاب ، وسار فيها الكل من شباب مغرّرٍ به ، ومن أصحاب المظلاّت السياسية التي لا تخفى هويّاتهم عن أيّ غبي قبل الذكي ، على شعار “احترامي للحرامي” كما تقول الأغنية
الفصل الجديد من المسرحية الدرامية التي نعيشها في الذهيبة وراس جدير هذه الأيام ، أخرج لنا بعض الماردين من قمقمهم في هيئة مصاصي دماء للإنتقام ولكن ممن تحديدا ؟ إنه الانتقام من تونس التي هي بالطبع ليست أمهم ولكن هي “شقّاقة” نقودهم الوسخة ، فمعظمهم من التابعين لغول نظام الترويكا ، وهم بلا انتماء حقيقي ولا فضيلة ومستعدين للتنازل عن جنسيتهم مقابل أبخس الأثمان …

قد يعجبك ايضا