معلمة في العوينة تؤدي امتحانات الثلاثي الثالث في حديقة المدرسة

تلاميذ من مدرسة العوينة يؤدون امتحاناتهم
تلاميذ من مدرسة العوينة يؤدون امتحاناتهم

أكبر فيك سيدتي المعلمة شجاعتك وإصرارك.. لست مع من يشق صف المجموعة وهو مدفوع لذلك دفعا لست مع من يضرب الغير في الظهر لغاية يريد تحقيقها ولمأرب يريد الوصول إليه لست مع من يخذل المجموعة وهو مسلوب الإرادة لا حول ولا قوة له. لست مع هؤلاء لأن يد الله مع الجماعة…ولكن…ولكن… يكبر في عيني من يخرج عن الصف والإجماع لغاية إنسانية نبيلة …رفيعة المقصد والهدف… دون خلفيات ولا حسابات …وخاصة لأنه مؤمن برأي مخالف للجماعة …طبعا رغم قلتهم فإنهم :

ـــ يستحقون التقدير لأنهم قوم غير تبع …

ـــ يستحقون الاحترام لأن لهم من الشجاعة والكبرياء والتحدي ليكرسوا على أرض الواقع مبادئهم …

ــــ يستحقون الشكر لأنهم يمارسون حقهم في الرفض … يكبرون في عيني لما يتطلبه موقفهم من شجاعة… وقوة شخصية …وإيمان بالمبدإ عاشوا ويعيشون من أجله …ومن خلاله ويطبقون الممارسة الديمقراطية الحقة وفي أنبل تجلياتها…

ما جعلني أعبر عن هذه الخواطر ما سمعته من ابنتي والفرحة تغمرها أن معلمة بمدرسة العوينة بتونس العاصمة …خرجت عن الإجماع ومارست حقها في العمل كما مارس غيرها حقهم في الإضراب …منعها المدير من دخول القسم وإجراء الامتحان في ظروف طبيعية وهو تصرف يتضارب مع وظيفته الإدارية ودوره الحيادي …وأمام إصرارها توجهت إلى الحديقة الخلفية …نعم إلى الحديقة الخلفية … أجرت امتحانها ولو بصورة رمزية وبحضور الأولياء لحمايتها…كم فرح تلاميذها ومارسوا حقهم في إجراء امتحانهم وليقيموا مسيرة ثلاثية من العمل والاجتهاد …غمرتهم فرحة لا توصف وهم يفرغون منه ويسلمون أوراق الامتحان في امتنان لمعلمة شجاعة …متحدية …صلبة… مستعدة لكل أنواع الهجومات… والغزوات… وخاصة الأوصاف منها لأننا لم نتعود على ممارسة حق العمل كما نطبق حق الإضراب وهي ثقافة لا نعرفها ولم نكتسبها… كبرت في عيني سيدتي ولساني عاجز عن شكرك لأنك كرست على أرض الواقع وبتحد مبادئك غير عابئة بما سيقولون… ويصفون… ويدعون…

كان الله في عونك لتتحملي قسوتهم لأنهم غير عارفين ومتبصرين بمبادئ الديمقراطية ….

محمد العش

قد يعجبك ايضا