بالأرقام : مستوى التلوث في صفاقس

سياب صفاقس
سياب صفاقس

يعتبر مستوى التلوث بولاية صفاقس عالي جدا نتيجة تركيز صناعات ملوثة لم تخضع خلال عقود إلى مواصفات بيئية محددة فيما يتعلق بالإفرازات الغازية و السائلة والصلبة واحترام شروط المحافظة على المحيط.

و تمثل السياب أكبر مثال لهذه الصناعات التي تسببت في تدهور كبير للبيئة فكانت نتائجها وتأثيراتها السلبية على الوسط الطبيعي والمتساكنين واضحة وجلية رغم الإجراءات المتخذة للتقليص من انعكاساتها المستمرة.

ويعتبر مصنع SIAPE أكبر مصانع المجمع الكيميائي التونسي في الميدان وأقدمهم(1952) ، حيث يساهم بـنسبة %42 من الإنتاج الجملي لهذا المجمع وخاصة إنتاج مادة TSP ويفرز:

  • مياها صناعية ملوثة وذات حموضة مرتفعة (pH=2) متأتية من عمليات ترسيب الفوسفوجيبس وعمليات غسل الغازات إذ تقدر كمية المياه الملوثة بـ 450 م3 في الساعة و تصرف مباشرة في المحيط البحري عبر قنال أرضي يشق الملاحات ثم يلتقي مع قنال تصريف المياه المعالجة لمحطة التطهير للديوان الوطني للتطهير لصفاقس الجنوبية التي تصرف ما يزيد عن 30.000 م3 في اليوم.
  • مادة الفوسفوجيبس : وهي المادة الصلبة الأكثر تلوثا ويقدر إفرازها بـ 4200 طنا يوميا، تكدس حاليا بمصب متاخم للبحر على مساحة 20 هك وعلى ارتفاع يقدر بحوالي 50 مترا.
  • تلوث هوائي : ويتمثل في انبعاث غازات أكاسيد الفليور والكبريت وغيرها.

وقد كان منتظرا أن يتم غلق مصنع السياب مع موفى سنة 2011، غير أن أحداث الثورة غيرت جميع المعطيات و طرح إشكال التعويض للعملة وكيفية إعادة إدماجهم في مواطن شغل أخرى مع الإشارة أن المؤسسة قامت في الفترة الأخيرة بتوسيع نشاطها وخرق القانون عبر القيام بتثمين نفايات مصنفة خطرة وانتاج مادة SSP بدون ترخيص و بطريقة مخالفة للطريقة المعهودة.

و يمثل التصريف العشوائي لمادة المرجين شكل آخر من أشكال التلوث الصناعي الذي يتواصل بالجهة حيث لم يجد حلا جذريا مناسبا رغم تواجد عدد 2 مصبات مهيأة بطاقة استيعاب تناهز 250 ألف م3، علما أن إلقاء مادة المرجين بالوسط الطبيعي له عواقب وخيمة على نوعية المياه والمنظومات الإيكولوجية لبعض المواقع المستخدمة لخزن هذه المادة.

بعض الصناعات الكيميائية وغيرها مثل النسيج والجلد والأحذية لها هي الأخرى انعكاسات سلبية على البيئة. وقد سجلت نوعية الهواء تدهورا بسبب الإنبعاثات الصادرة عن المواقع الصناعية وكذلك نتيجة كثافة حركة المرور التي تشهدها المدينة خاصة في أوقات الذروة.

النفايات المنزلية سواء الصلبة منها أو السائلة تسبب كذلك ازعاجات بيئية هامة (نسبة الربط بالشبكة العمومية للتطهير تبلغ 74% بالمدن المتبناة و 72,2% بالوسط الحضري) علما أن الديوان الوطني للتطهير يتبنى 12 بلدية من جملة 16 وهي: صفاقس والعين وقرمدة والشيحية وساقية الزيت وساقية الدائر والمحرس وطينة والحنشة وعقارب وقرقنة وجبنيانة ويبلغ عدد سكانها 615 ألف ساكنا.

وتشتمل الشبكة العمومية للتطهير بالمدن على:

  • 1280 كلم من القنوات
  • 77433 صندوق ربط
  • 31 محطة ضخ
  • 7محطات تطهير (صفاقس الشمالية وصفاقس الجنوبية والمحرس والحنشة وعقارب وقرقنة وجبنيانة).

غير ان استخدام البالوعات لتصريف المياه المستعملة له عواقب وخيمة على المائدة المائية حيث أن غياب شبكة التطهير ببعض المناطق الحضرية تسبب في تلوث المائدة المائية عبر استعمالها كمصب للآبار الضائعة بالمساكن و المؤسسات الصناعية. كذلك وحتى بالمدن المتبناة من الديوان الوطني للتطهير، يمكن الوقوف على هذه الظاهرة الناتجة عن ضعف نسبة الربط بالشبكة.

وبالرغم من تركيز منظومة متكاملة للتصرف في النفايات المنزلية والمشابهة، فإن المصبات العشوائية لهذه الفضلات تتسبب في تدهور البيئة وتحدث ازعاجات مخلة بجودة الحياة خاصة في مدينة صفاقس.

المصب البلدي لفضلات الردم بطريق ميناء الصيد البحري تجاوز طاقة استيعابه القصوى وأصبح يشكل مصدر إزعاج و نقطة سوداء كبرى بالمدينة بسبب استقباله لمختلف أنواع الفضلات.

و يشكل تواجد وحدات الدواجن قرب المناطق السكنية مصدر ازعاج للمارة والمتساكنين بسبب نبعاث روائح كريهة خاصة خلال الفترة الصيفية فضلا عن إلقاء الفضلات بصفة عشوائية في مجاري الأودية والأراضي البيضاء وعلى مستوى الطريق السيارة صفاقس- قابس مع الإشارة أن جل هذه الوحدات منتصبة بصفة فوضية و لا يعرف إلى الآن عدد المداجن النشيطة بالولاية.

و تمثل الأنشطة البترولية والغازية كذلك مصدرا هاما للملوثات الهوائية والصلبة بولاية صفاقس حيث يتم التخلص من الوحل البترولي المعالج والذي لا يستجيب للمواصفات المطلوبة، بمصب فضلات الردم بطريق مينا الصيد البحري.

هذا بالإضافة إلى تلويث المياه البحرية نتيجة صرف مياه المسلخ البلدي ومسلخ الدجاج و وحدات تكييف وتصنيع منتوجات الصيد البحري دون معالجة أولية.
فوق هذا وذاك، فإن مشروع تبرورة الذي فتح باب الأمل أمام متساكني الجهة للمصالحة مع البحر في ظل غياب شواطئ للسباحة بالمدينة، بقي هو الأخر رهين إزالة التلوث واستصلاح السواحل الجنوبية للمنطقة.

موقع تاريخ صفاقس
مقتطف من “محضر لجنة التنمية المستديمة” / نوفمبر 2015

قد يعجبك ايضا