الصفاقسي وشعور الاستهداف

سور صفاقس - المدينة العتيقة
سور صفاقس – المدينة العتيقة

من خلال قراءاتي وتصفحاتي وجلساتي انتابني شعور لا لبس فيه ولا شك ان الصفاقسي يرى دائما نفسه مستهدفا من قبل الجميع .وعلى جميع الأصعدة ومحسودا وأن صفاقس مستهدفة ولا يراد لها الخير ولا الصلاح.

هذا الشعور ازداد وتضخم وإن لم نقل استفحل في السنوات الأخيرة لأن نافذة الديمقراطية فتحت على مصراعيها وكذلك حرية التعبير …فإن كنا نلمح سابقا والقلة ممن تجاسر وصرح وعبر فأغضب وغضب عليه…بعد الثورة وصل بالبعض إلى حد التعبير أننا لا نرى خيرا ولا فائدة من الانتماء إلى هذه البلاد لأن ما نقدمه لها وما تأخذه منا لا يساوي استفادتنا من منوال التنمية ومن التطور قياسا بغيرنا من الولايات وخاصة العاصمة منها… وهذا الشعورحسب تقديري يعود للأسباب التالية:

–  إحساس الصفاقسي بالاضطهاد والاستثناء لما تعرض له من عقاب جماعي زمن الحماية ضريبة المقاومة الشعبية البطولية ضد المستعمر وما نتج عنها من عقاب جماعي بفرض ضريبة الهزيمة على اهالي صفاقس قدرت ب 10 ملايين ريالا تونسيا ساهم فيها كل الشرائح وأصحاب المهن والفلاحين مما أثقل كاهلهم وأفقر العديد منهم

– لم يعش زمن الاستعمار في طمأنينة لما يتعرض له من هجمات اللصوص وقطاع الطرق برا وبحرا ولم يجد الحماية من القياد لذلك اعتمد على نفسه في حماية عائلته ومختلف شؤونه وممتلكاته

– وتيرة التطور والتقدم الصناعي والتجاري التي شهدته الجهة وتعيشه لم يقابله تحسنا ولا تطورا للبنية التحتية بنفس الوتيرة مقارنة ببعض الجهات

– تصريحات ومواقف أهل السياسة منذ الاستقلال إلى 14 جانفي 2011 تصب في تهميش الصفاقسية وفي استثناء الجهة من دفع للتنمية سريع كما شهدته بعض الولايات حديثة الإنشاء

– مداخيل الجهة ومقدرات شركاتها وباطن أراضيها يستقطع منها لفائدة بعض الجهات عنوة خاصة في عهد بورقيبة

– أبناء الجهة من محترفي السياسة منذ الاستقلال إلى اليوم همهم المناصب وإرضاء المسؤولين والعمل ضد الجهة ولا يتم الرضاء عليهم إلا بتجنب التفكير أو الحديث في مصائب الجهة ونقائصها

– الشعور بالتفوق المبالغ فيه وأنهم خير من في البلاد جلب لهم المعاداة

– المجهود المبذول على جميع الأصعدة من قبل أبناء الجهة والإنجازات التي تحققت جعلت المسؤولين في الحكومات المتعاقبة يرون أن هذا كاف وشاف للجهة ولا بد من التفكير في الجهات الضعيفة برصد الإمكانات لها وهذا الرأي لا نراه عادلا والأصح أن منوال التنمية يطبق بصفة عادلة ومتوازنة وما يتحقق خارج ذلك فهو إيجابي للجهة

– التلوث وعدم حماس الحكومات من التحرك في اتجاه إصلاح المحيط ومقاومة خطر التلوث كرس الشعور بالاستهداف والتعرض للعقاب الجماعي.

– الإحساس بأن صفاقس تتأخر على جميع الأصعدة وسياسة الإنجازات قطرة قطرة تطبق والتشجيع على الانتصاب خارج الولاية تتكرس مما أضعف الجهة إقتصاديا لا شك ولا اختلاف ان صفاقس قاطرة اقتصاد البلاد وفي تأخرها المبرمج وتهميشها إضعافا لنهضة البلاد وتطورها لذلك من الحكمة إيلاؤها الاهتمام المناسب والتشجيع المتواصل والتحفيز حتى يعود إليها إشعاعها لما فيه خير البلاد والعباد

محمد العش

قد يعجبك ايضا