إلى أي حد يمكن أن تكون للمعلم حياة مستقلة؟

معلم أثناء عمله
معلم أثناء عمله

كان هذا التساؤل يطرح علينا في سنة التربص بعد التخرج ومعناه أية حياة خاصة يمكن ان يعيشها المعلم دون غيره من ابناء المجتمع ؟ أي يعيش حياة إجتماعية لا يتبنى فيها ممارسة وعملا إلا الإيجابي منها…معنى ذلك ليس له الحق في ممارسة حياة خارجة عن الأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة والحياء والوقار والكلمة الطيبة والصدق والأمانة والضمير الوقاد والإيثار ولو به خصاصة ألخ ألخ ترى لماذا؟

إن وظيفة التعليم من أدق وارقى وأخطر المهن لأن المعلم مؤمن على تربية النشئ وتعليمه وهو القدوة الحسنة لمنظوريه …يكمل ما كان قد تم البدء فيه من تربيةٍ منزلية للفرد ،ويتولى تصحيح المفاهيم المغلوطة ، وتعديل السلوك الخاطئ ، ويعلم الصغار عادات وقيم وأخلاق وسلوكيات الإيجابية للمجتمع الذي يعيشون فيه… ينشر فيهم الوعي الصحيح بمختلف القضايا ، وكيفية التعامل السليم مع من حول الإنسان… ومن أدواره تنشئة الصغار تنشئة الاجتماعية السليمة ، وتربيتهم ، وتهيئتهم ، وإعدادهم للحياة…فإذا لا يكون على قدر كبير من الحكمة ومتشبع بالاخلاق الطيبة والسلوكات الحسنة فكيف سيتشرب منه تلاميذه ؟ أليس التلميذ من روح المعلم؟… طبعا إلى جانب دوره التعليمي الذي يدخل في باب اختصاص وظيفته وهي مهمة بيداغوجية …

ولتقريب ذلك للأذهان أسرد عليكم القصة الواقعية التالية: أعرف وليا ابتلي بشرب الخمر عفانا وعفاكم الله منه…أحيانا وإثر الانتهاء من عمله يتوجه إلى الحانة فيحتسي ما لذ له وطاب ويعود إلى البيت في حالة غير طبيعية دون مراعاة لنفسية أبنائه رغم اللوم والعتاب الذي يلقاه من زوجته ولكن ما من مجيب…المهم ذات يوم وبينما هو في الحانة دخل معلم ابنه إلى نفس الحانة مع ثلة من الأشخاص …وما إن رآه الولي حتى استغرب وكاد يخرج من عقله وغادر الحانة مزمجرا متوعدا المعلم بكشف المستور وفضحه لأنه تجرأ على ذلك وفي اعتقاده هذا السلوك لا يقبله ممن يعلم ابنه …وقبل العودة إلى بيته مر ببيتي وسرد علي الحكاية لأن الزميل يشتغل معي في نفس المدرسة…وكان لي معه حوار طويل ومع الزميل أيضا …وخلاصته: ما يرضاه الولي لنفسه لا يقبله على المعلم …كما أن المعلم مجبور على اتباع حياة مستقلة لا يشاركه فيها غيره…من هيأة محترمة وهندام لائق وتعامل حضاري وتواصل إيجابي مع الغير وضمير مهني وقاد وأخلاق عالية وسلوك حسن ومنطق سليم وعدل بين تلاميذه…طبعا تطبيقا ل: كاد المعلم أن يكون رسولا…لكن هيهات…ثم هيهات …ثم هيهات

محمد العش

قد يعجبك ايضا