صفاقس : دخل المصحة لألم في ساقه فغادرها جثة

محمد قصارة
محمد قصارة

حاملا هموم سنوات من الانتظار والألم والحيرة اتصل المواطن “فتحي بن علي بن محمد قصارة” بزميلنا “علي البهلول” في جريدة الصباح، وكان زاده الوحيد عشرات من الوثائق الطبية لشقيقه الذي توفي في ظروف مسترابة منذ صبيحة 21 سبتمبر 2008 وطالب بضرورة كشف الحقيقة التي تأخرت أكثر من اللزوم على حد تعبيره.

وذكر المهموم أن شقيقه شعر بآلام حادة في الرجل اليسرى صباح يوم 13 سبتمبر 2008 فتم نقله إلى القسم الاستعجالي بالمستشفى الا أن زوجته أرادت أن يتم علاجه بإحدى المصحات الخاصة مبينا أنه بعد التحاليل تبين أنه مصاب «بجلطة « في الرجل اليسرى وأن حالته تستوجب إجراء عملية جراحية على الفور.

نزيف دموي
وأضاف الشقيق أنه دخل بعد العملية ليطمئن على أخيه ففوجئ بقدمه اليسرى تنزف بشكل كبير فاستفسرعن سبب ذلك فطمأنه الإطار أن لا شيء يثير الخوف.

تدهور..
وذكر فتحي أن ساق شقيقه بقيت تنزف مدة ثلاثة أيام والإطار الطبي لم يحرك ساكنا رغم تدخلاته واستفساراته، مشيرا الى أن قدم شقيقه انتفخت بشكل مثير للدهشة، حينها فقط أخضعه الأطباء لعملية جراحية ثانية ولكن منذ ذلك الوقت بدأت حالته الصحية تتعكر حتى وصل مستوى ضغط الدم إلى أدناه ،وفق قوله، ما دفع الإطار الطبي الى نقله الى قسم العناية المركزة مساء يوم 20 سبتمبر 2008.
يصمت محدثنا برهة ويكفكف عبراته ثم يواصل سرد مأساة هزت كل العائلة بالقول أنه في حدود الساعة الرابعة من صباح يوم 21 سبتمبر 2008 تم إعلامه بوفاة شقيقه، مضيفا انه لحظة غسله اكتشف وجود 18 «غرزة» في رجله اليسرى كما وجد جرحا آخر عميقا ومكشوفا في نفس الرجل طوله 20 صم.

الصدمة
واكد أنه فوجئ حينها وصدم ولكنه لم يخبر أحدا وبعد أيام من دفن شقيقه ذهب الى المصحة لاستلام الملف الطبي الحامل للعدد 08015496 ولكن المصحة رفضت ذلك بتعلة عدم وجود إذن قضائي مذكرا أن الطبيب الجراح الذي أجرى العملية لشقيقه سافر إلى فرنسا وباشر طبيب ثان حالته بعد العملية مضيفا أنه طلب من الطبيب الثاني الذي باشر حالة شقيقه أن يحدد له سبب الوفاة ولكنه رفض ذلك حسب قوله.
وقد أشار محدثنا أنه بعد التعتيم الذي وجده من المصحة لمعرفة سبب وفاة شقيقه قدم قضية عدلية ضد المصحة والإطار الطبي وقد عينت المحكمة ثلاثة أطباء لإجراء اختبار.

التقرير الطبي
وباطلاع «الصباح» على تقرير الأطباء الذين تم تعيينهم من طرف المحكمة الابتدائية بصفاقس والذي ورد تحت عدد 53514 تبين أن محمد قصارة توفي نتيجة نزيف حاد بعد العملية: choc hémorragique survenu dans les suites d une complication survenue après le geste chirurgical

وذكر محدثنا أن سبب الوفاة واضح وهو نزيف دموي وبالتالي فإن الإطار الطبي -على حد تعبيره- يتحمل مسؤوليته في ذلك مستندا الى الفصول 31 و 32 و 33 من مجلة واجبات الطبيب والتي تلزم الطبيب من حين دعوته لإسداء علاج لمريض وقبوله القيام بهذه المهنة أن يقدم ما في وسعه جميع العلاجات المطلوبة سواء بنفسه أو بإعانة غيره من ذوي الكفاءة.

وأكد شقيق الهالك على أنه يجب كشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات بعد سبع سنوات من الوفاة لأنه بقي طيلة المدة المنقضية على الجمر -حسب وصفه- ولم يهدأ له بال إلا لحظة الكشف عن حقيقة موت شقيقه.

قد يعجبك ايضا