عجلوا بالإصلاح

مدرسة الهدى
مدرسة الهدى

عندما أقف أمام مدرسة ابتدائية وأتأمل براعمنا وهي تخرج في فرح وتلقائية وعفوية…أقول هؤلاء الملائكة كيف سيكون مستقبلهم يا ترى؟ …قف أنت أمام مدرسة إعدادية أو معهد ثانوي والآلاف تخرج منهما…ألم تطرح سؤالا حول مستقبلهم …قف أيضا أمام أي كلية أو مدرسة عليا وروادها بالآلاف …ألم تسأل وتقول هل سيجدون شغلا وتستوعبهم برامج الأحزاب؟ …أدخل أي مقهى وتأمل روادها …أليسوا من الشباب اليافع؟ أغلبهم عاطلون…يقتلون الوقت باللعب أو النقاش حول المستقبل…ألا تعرف أن عددهم يناهز 650 ألفا…

المخاطر والآفات محدقة به من كل جانب… هل كل هؤلاء من أبناء هذا الشعب الأبي سيجدون حظهم في العمل والشغل؟ أي مستقبل لهم؟ هل تونس قادرة على استيعابهم وتحقيق كرامة الشغل لهم مهما اجتهدت الحكومات وبرمجت؟

أقول وكلي اقتناع أن ذلك مستحيل لأن: ـ

ــــــــ إمكانيات تونس الاقتصادية والدورة الصناعية والتجارية الحالية أو حتى لو تطورت عشرات المرات لا يمكنها تحقيق ذلك لأن طلب الشغل يزداد بالآلاف وبشكل تصاعدي

ــــــــ سوق الشغل مكتف بما لديه ولا يطلب إلا النزر القليل لأنه غارق ومختنق أمام الصعوبات الاقتصادية العالمية.

ــــــــــ السياسة التربوية مفلسة لأن المصاريف كبيرة ولا علاقة بين التكوين وحاجيات سوق الشغل وبالتالي هذه المصاريف تصرف هدرا وبالتالي لا بد من إصلاح هذه المنظومة لنصرف أقل مع جدوى التشغيل والحل في تصوري التركيز على التعليم المفضي للمهن مع التكوين العام طبعا

ــــــــ دورة تونس الاقتصادية ضيقة ولا يمكنها استيعاب العدد الكبير من المتخرجين والحل في بعث سوق مشتركة مغاربية وتوحيد القدرات الاقتصادية والصناعية والمالية بين البلدان المغاربية على منوال السوق الأوروبية المشتركة

أقول أخيرا إن القول بأن تونس تصرف ¼ الميزانية على التعليم دليل نجاح وتفوق وتميز لا يمكن قبوله لأننا بهذه السياسة بصدد تخريج العاطلين بالآلاف لذلك الأجدر صرف هذه الميزانية على التعليم والتكوين المهني بشكل متوازن حتى يصبح تعليمنا نافعا ومجديا ومرتبطا ارتباطا عضويا بحاجة سوق الشغل…مع حسن التصرف في مقدوراتنا كل في موقعه مع اعتماد سياسة التقشف والعمل ولا شيء غير العمل.

 

محمد العش 

قد يعجبك ايضا