صفاقس : من ينقذ كبد “حازم” ؟

حازم بن محمد
حازم بن محمد

«ربّي إنّي مسنّي الضرّ و أنت أرحم الرّاحمين»…هو دعاء لا يكاد يفارق شفتي الطفل الصغير حازم بن محمد ابن الحادية عشرة ربيعا (اصيل معتمدية الصخيرة من ولاية صفاقس) والذي أبى،رغم صغر سنه و حداثة عهده، أن يعلن استسلامه للمرض بسهولة أو يغادر مقاعد الدروس إلاّ مكرها او غائبا عن الوعي بفعل المرض الخطير و القاتل الذي ابتلي به و المتفشي عادة في صفوف متعاطي المشروبات الكحولية.

مرض التليّف الكبدي أو تشمّع الكبد الذي ابتلي به الطفل حازم هو مرض يحتلّ،حسب المعهد العالمي للصحة، المركز الثاني عشر في قائمة الأمراض المسببة للوفاة، و متفشّ بالأساس في صفوف المدمنين على تعاطي المشروبات الكحولية،حيث يصاب بهذا المرض ما بين 10 % و20 % من متعاطي الكحوليات والسبب أن الكحول تقوم بتثبيط عملية الأيض ( عملية مسؤولة عن انتاج الطاقة داخل خلايا الجسم) للبروتينات والدهون والكربوهيدرات مما يؤذي الكبد كثيراً….

صغير أعياه المرض
وفي توصيف الحالة الصحية التي يمرّ بها حازم، يقول شقيقه الاكبر حمدي بكل حسرة و أسى «يعاني اخي الصغير،عافانا و عافاكم الله، من مرض التليّف الكبدي والذي يعرف أيضا بتشمع الكبد، و هو مرض يحدث على فترات طويلة حيث يصيب خلايا الكبد السليمة بندوب بشكل يتسبب في اعاقة الكبد عن القيام بوظائفه بشكل طبيعي، (مثلا قد يعجز الكبد عن إنتاج المواد المخثرة للدم بالشكل الكافي وتوقفه عن السيلان في حالات الجروح)، مما يؤخر وقف النزيف عند حدوثه..».

و اشار حمدي الى ان المرض استفحل بشقيقه الذي صار يشعر بالتعب الدائم مع ارتفاع حرارة الجسم ونزيف الدم من الأنف، بالاضافة الى فقدانه الشهية وانخفاض وزنه و الاحساس بأوجاع في البطن و اصفرار في لون الجلد…

و يضيف حمدي،طالبا من الله لطفه و شفاءه: اضافة الى هذه المضاعفات قد يؤدّي تليف الكبد أيضا الى الوفاة لا قدر الله، خاصة لما يتسبب فيه هذا المرض من اعاقة للتدفق السليم للدم من الأمعاء عن طريق الكبد، كما انّ الكبد المصاب يفشل في غالب الحالات، في لعب دوره الاساسي والمتمثل في تنقية السموم و مخلّفات الأدوية التي قد تتراكم في الدورة الدموية.

حالة اجتماعية صعبة
و لخطورة حالة شقيقه و عجز والدته المريضة عن الاعتناء به، يقول حمدي انه اضطرّ مكرها الى الانقطاع عن الدراسة ليظلّ قريبا من حازم و يعتني به خاصة أنه اكبر اخوته الخمسة و عائلهم الوحيد بعد ان لقي والدهم مصرعه في حادث شغل سنة 2011.

و اكد حمدي ان شقيقه بلغ مرحلة صار فيها من شبه المستحيل انقاذ الكبد و تجنب مضاعفات إصابته بهذا المرض الخطير، مبينا ان الحالة المتقدمة و الخطيرة التي بلغها تتطلب تدخلا طبيا عاجلا للقيام بعملية زرع كبد، آملا من اهل المعروف و الاحسان ان يقدموا له يد العون لإجراء عملية زراعة كبد لشقيقه الذي يذبل امامه يوما تلو الآخر من دون ان يقدر على فعل شيء.

فؤاد مبارك / التونسية

قد يعجبك ايضا