ثنية عطية: من هو عطية؟

دورية تركية انكشارية تجوب الازقة
دورية تركية انكشارية تجوب الازقة

كان يطلق على طريق منزل شاكر ثنية ترياقة وهو الاسم القديم لبلدة منزل شاكر  أو ثنية عطية والثنية قديما تعني الطريق الذي تقصده القوافل. فمن هو عطية؟

هو ابن عطية جلي وبحسب مصادر أخرى عطية بن عطية جلي وهو أحد القياد الذين حكموا صفاقس في العهد التركي. حيث ولاه هذا المنصب مراد باي سنة 1672 واشتهر ابن عطية بظلمه وبطشه وخاصة بعدائه للشيخ أبي الحسن الكراي. بنى لنفسه قصرا فخما في ضواحي صفاقس على طريق ترياقة تشبها بملوك تونس. وكانت بدعة لم يسبقه فيها أحد آنذاك لان القياد كانوا يسكنون القصبة قبل دار الجلولي حتى أصبحت الطريق تسمى باسمه أي طريق عطية.

ومما ذكر عن أفعاله المشينة أنه كان لا يعفي أصحاب الزوايا من الضرائب كما ينص على ذلك القانون وكان يعتدي على ممتلكاتهم خاصة منهم أبا الحسن الكراي. وشارك في اشعال الفتنة السياسية في العائلة الحاكمة بعد موت مراد باي. وبعد أن فر ابن عطية سنتين إلى الجزائر رجع لقيادة صفاقس سنة 1677.

لما سمع أهل صفاقس بخبر رجوعه كرهوا ذلك وخافوا من بطشه ففر الوجهاء منهم إلى زاوية سيدي علي الكراي للاحتماء بها. دخل ابن عطية صفاقس ومعه 60 فارس من المماليك والصبايحية وأخرج بالقوة كل من احتمى بزاوية الكراي وأهانهم ثم أخرج بالقوة أبا الحسن الكراي وأهانه.

وبعد 5 أيام وصل الخبر إلى محمد باي فغضب عليه وأرسل إله أحد رجاله وهو ابن الانكشاري ليعاقبه. فر ابن عطية إلى زاوية سيدي علي الكراي وأقام بها أياما إلى أن قتل هو وأتباعه بالسيوف والرصاص وكانت نهايته شنيعة جزاء على ظلمه.

وهكذا حكم ابن عطية صفاقس مدة 6 سنوات ورغم قصرها بقي اسمه مشهورا بسبب قصره وقصص ظلمه.

________________________________________________________________________________________________

د. وليد العش. موقع تاريخ صفاقس

 

قد يعجبك ايضا