بسام الوكيل : على الدولة أن تفي بوعودها التنموية تجاه صفاقس .. وهذه رسالتي لأحباء “السي آس آس”

بسام لوكيل
بسام لوكيل

دعا رجل الأعمال والوجه الرياضي المعروف بسام الوكيل في الجزء الثاني من الحوار المطوّل والشامل الذي أجرته معه حقائق أون لاين، الماسكين بزمام الحكم في الدولة التونسية حاليا إلى الإيفاء بالوعود التنموية السابقة تجاه ولاية صفاقس على غرار إنجاز المدينة الرياضية وغلق مصنع السياب وتركيز المترو الحضري فضلا عن المضي قدما في استكمال مشروع تبرورة الذي وصفه بـ”المصيري” في علاقة بمستقبل الجهة.

الوكيل الذي يترأس في الوقت الراهن اللجنة العليا للدعم في فريق النادي الرياضي الصفاقسي أكد انه غير معني برئاسة الفريق في الفترة القادمة خلفا للطفي عبد الناظر لاعتبارات مهنية وأدبية، مبرزا انه سيواصل اتباع سياسة الحياد الإيجابي مع جميع الرؤساء من خلال الدعم المالي والمعنوي.

كما اعتبر ان فريق عاصمة الجنوب حاليا هو على السكة الصحيحة من أجل استرجاع أمجاده وصولاته محليا وافريقيا وعربيا، موجها رسالة مفتوحة إلى جميع أحباء النادي الصفاقسي الذي يراهن خلال هذا الموسم على لقب البطولة رغم انسحابه المرير من كأس تونس.

(لمتابعة الجزء الأول من الحوار انقر هنا)

وفي ما يلي النصّ الكامل للحوار الذي كان بلا قفازات:

قمتم مؤخرا بتحركات على الصعيد الجهوي في صفاقس ومركزيا في تونس العاصمة من أجل مطالبة الدولة والسلطةالحاكمة بالايفاء بتعهدات سابقة تتعلق بمشاريع تنموية قديمة من تبرورة والمدينة الرياضية والميترو الحضري وغلق مصنع السياب. هل أثمرت هذه الجهود نتائج ملموسة؟

بالنسبة لهذه المشاريع وغيرها، نحن في اللجنة العليا للدعم في النادي الرياضي الصفاقسي أهم مشروع حريصون عليه هو إنجاز المدينة الرياضية التي صاحبتها وعود كبرى منذ عهد بن علي وحتّى من قبل الحكومات التي تولت مقاليد الحكم بعد الثورة.

اليوم من خلال التحركات نجد تفهما خاصة من قبل والي صفاقس و وزير الرياضة ماهر بن ضاء اللذين للأمانة لمسنا لديهما تجاوبا واستعدادا للتقدّم بالمشروع في أقرب فرصة.

وأنا أعتقد أنّ المدينة الرياضية هي أوّل مشروع سيتحقّق في صفاقس إن شاء الله. ونحن نسعى لكي لا يكون مجرد حبر على ورق ، من خلال المرور من الوعود إلى التطبيق.

إلى حدّ الآن الأمور تسير في الاتجاه الايجابي. وسنلتقي مجددا بوزير الرياضة من أجل تقديم مشروع يتعلق بمكان الأرض المتوفرة بعد أن يتمّ التحيين على مستوى الولاية بغرض الدخول مباشرة في التطبيق وفقا لكرّاس الشروط، وحتّى المخطّط المعماري جاهز وسيتمّ تكييفه على ضوء قطعة الأرض التي هي على ملك الدولة.

الموضوع الثاني الذي قمنا بتحركات من أجل التسريع في إنجازه هو مشروع تبرورة. وهو مشروع ليس بالسهل بالنظر إلى أنّه في ظلّ الوضعية الحالية التي يتواجد فيها مصنع السياب لا يمكن لأيّ مستثمر أن يهتم بالمسألة.

وعلى الرغم من الاجراءات التي تم اتخاذها فإنّ النزيف الذي يتسبّب فيه التلوث الصادر عن مجمع السياب مازال قائما وهو مضرّ بالبيئة وبالشريط الساحلي.و تبرورة لا يمكن جعله مشروعا استثماريا كبيرا إلاّ في حال ما تمت حلحلة اشكالية السياب. وللاسف الوعود التي تم قطعها في الماضي إلى حدّ الآن لم تتحقّق.

في صفاقس هناك مليون مواطن متضرّر من تلوث مجمع السياب. واليوم هناك اعتراف ضمني بوجود سموم يستهلكها يوميا المواطن في صفاقس. والمظيلة أين من المنتظر نقل المصنع لا توجد بها كثافة سكانيّة وهي منطقة صناعية.

بحيث لانجاز مشروع تبرورة الذي هو حلم لأجيال متعاقبة من مواطني جهة صفاقس لا بدّ من حلّ معضلة مجمع السياب.ومشروع تبرورة يمكن أن يكون مصيريا في مستقبل صفاقس من خلال استقطاب مستثمرين.

الموضوع الثالث يتعلق بمشروع الميترو وقد تم بعث شركة للدراسات على مستوى وزارة النقل. نحن سنتابع الملف ولن نتوانى عن المطالبة بايفاء الدولة بوعودها. صفاقس اليوم لها الحقّ في مشروع نقل حضري عصري يستجيب لحاجيات تطوّر نمط الحياة للمواطنين.

هناك مشاريع أخرى تتعلّق بالجسور ونحن بصدد انتظار مشروع الميزانية للخماسية القادمة لكي نتأكد من صحّة الوعود.

في علاقة بالنادي الرياضي الصفاقسي،رغم الخروج من سباق كأس تونس، هل تعتقد أن الفريق حاليا هو على السكّة الصحيحة من الناحية الاستراتيجية؟

في الحقيقة، المرء يحتاج إلى القيام بخيارات استراتيجية. لا أقول انّ الهزيمة أمام فريق المستقبل الرياضي بالمرسى كانت خيارا استراتيجيا ولكن نحن كنّا نعاني من غياب 6 لاعبين أساسيين بسبب التزامات مع المنتخب الوطني في مسابقة الشان، فضلا عن وجود إصابات لدى البعض. لم يكن من الممكن القيام بنتيجة أفضل من تلك التي تحقّقت.

اليوم لابدّ من التركيز جيّدا على البطولة. في الوقت الحالي وفي ظلّ الامكانيات المتوفرة يجب ايلاء سباق البطولة الأهمية الضرورية. للأسف نتيجة يوم الاحد الفارط فرضت نفسها.

ونحن يومها تقريبا خضنا المقابلة بالفريق الثالث وليس الثاني في ظلّ الغيابات العديدة لعناصر مؤثرة في الفريق ككلّ.ونحن حاليا بصدد تكوين فريق جديد. وقد استقطبنا مجموعة جيّدة من اللاعبين. والمدرب قدّم إضافة. لهذا نحن لا نستطيع أن نطالب اللاعبين بتحقيق شيء هو أكثر من طاقتهم.

إذا ما سألتني عن موسم 2017، حينها أقول لك بالامكان المراهنة ليس فقط على الكأس بل ايضا على البطولة ومسابقة دوري أبطال إفريقيا. أعتقد وقتها ستكون اللحمة أفضل والمستوى البدني للاعبين ممكنا تحسينه، وحتّى المردود الجماعي للنادي سوف يتحسّن.

جميع الفرق الكبرى تمرّ بمثل هذه المرحلة. ويجب التحلي بالصبر ومنح النادي الصفاقسي بعض الوقت لكي يحقّق القفزة المرجوة. يجب أن نتذكر أيضا شهر أوت الماضي والوضع الصعب الذي كان فيه الفريق قبل انطلاقة الموسم.

يجب التركيز على سباق البطولة على الأقل لكي في أسوأ الحالات نتحصل على المرتبة الثانية في حال لم تتحصل على اللقب من أجل المشاركة الموسم القادم في دوري أبطال إفريقيا.
في ظلّ صراع المواقع والأجنحة بين “كبارات” النادي الصفاقسي والذي يرى البعض أنّ مردّه تجاذبات سياسية ألقت بظلالها على الفريق، أين تتموقعون؟

أنا أقف في موقع حيادي تام إزاء الجميع. كلّ الرؤساء الذين تداولوا على رئاسة النادي في السنوات الماضية كنت إلى جانبهم و مددت لهم يد المساعدة دون أيّة حسابات.

أنا ليس لديّ أيّة مشكلة تذكر من أيّ رئيس يشرف على النادي الرياضي الصفاقسي. بالعكس أنا أشكر كلّ من يتولى هذه المسؤولية الجسيمة والعويصة.منذ عهد منصف السلامي وصلاح الزحاف و بقية الرؤساء الذين تداولوا على رئاسة الفريق في الـ 15 سنة الماضية كانت علاقتي معهم جميعا جيّدة.

اليوم صحيح أنّ كلّ رئيس يغادر رئاسة النادي يسعى للمحافظة على الحظوة التي يتمتّع بها لدى الاحباء وكذلك يريد أن تكون له كلمة ورأي بشأن الفريق. هذا يحصل في جميع النوادي.

نحن للأسف في صفاقس نستعمل كثيرا الصحافة لنقد بعضنا البعض وللتواصل فيما بيننا. وأنا في اعتقادي من الافضل أن نجتمع مع بعضنا البعض في غرفة واحدة وبالامكان “تفريغ الشكارة”.
ألا يمكن أن يعكس هذا الأمر ظاهرة صحيّة ديمقراطية صلب الفريق وبين رجالاته؟

نحن ما نطلبه من الاخوة في حال وجود “صابون” يمكن أن نقوم بغسله خارج النادي. لابدّ من تصفية الأجواء داخل الفريق رفعا للمعنويات وتنقية لكلّ الخلافات.

هل أنتم من بين المعنيين بالمنافسة على رئاسة النادي الصفاقسي لخلافة لطفي عبد الناظر في المرحلة القادمة؟

مستحيل.

لماذا؟

جاءت الفرصة في وقت سابق ورفضتها لأنّ ارتباطاتي المهنية لا تسمح لي بالتفرغ للتسيير اليومي للنادي الصفاقسي. مثل تلك المهمة يجب التفرغ لها لأن الفريق ليس بالنادي الصغير والهيّن. وأنا لا أبحث عن رئاسة من أجل “الوقار والمجد”.

نحن دائما نتساءل من سيمسك بهذه المهمة الصعبة وفي الاخير نجد الضالة في أحد أبناء النادي. أنا دائما على ذمّة الفريق من خلال الدعم والوقوف إلى جانب الرؤساء.

أنا أحبذ دائما العمل الجمعياتي الجماعي والتداول على المناصب. لو كنت مقيما في صفاقس كان من الممكن أن أتولى رئاسة النادي. أنا أظن أنّه من الأفضل أن أدعم النادي من موقعي هذا وليس من موقع تولي الرئاسة.

في الختام وكرسالة مفتوحة، ماذا تقولون لجميع أحباء فريق عاصمة الجنوب؟

أعتقد حاليا أنّنا نملك فريقا جيّدا هو قادر في المستقبل على تحقيق نتائج إيجابية. لا يجب التشكيك في طاقة اللاعبين أو إمكانيات المدرب بناء على نتيجة تحقّقت في مقابلة واحدة.أنظر اليوم ماذا حصل في ريال مدريد و مانشستير يونايتد ففي كرة القدم لا يمكن أن تفوز دائما وأبدا.

أحيانا تحصل أخطاء تحكيمية أو الفريق لا يكون في “فورمة”. يجب دائما منح الفريق فرصة لكي يتدارك. لا يمكن قطّ الفوز بجميع المقابلات. المهم اليوم هو أن يستعيد النادي الرياضي الصفاقسي طابع اللعب الذي عرف به تاريخيا.

أنا في الماضي حينما كنت صغيرا كنت قبل الحديث عن النتائج أتحوّل إلى ملعب الشادلي زويتن في تونس العاصمة لكي أشاهد طابع اللعب الذي عرف به الفريق مع محمد علي عقيد وحمادي العقربي.

أنا أتوقع أنّ طابع اللعب الخاص بالنادي الصفاقسي بدأ يعود بصفة تدريجية. يجب منح الفرصة للاعبين الحاليين والنتائج ستأتي في المحصّلة بشكل طبيعي.
هل من انتدابات قيّمة في الفترة القادمة؟

إن شاء الله. نحن لدينا برنامج طموح جدا. نريد خلال الموسم الحالي المرور بالنادي الصفاقسي من فريق عادي يعاني من مشاكل ماديّة إلى فريق متزن عتيد له قدرات لانتداب لاعبين هو في حاجة لهم في مراكز معيّنة.

نريد أن يكون الفريق في المستقبل يدخل غمار كلّ موسم رياضي بمجموعة متوازنة من اللاعبين. يجب أن نتجاوز اشكال بيع اللاعبين لكي نغطي العجز المالي. نريد أن نتفادى كلّ هذه المطبات ونحن نسهر حاليا على خلق موارد قارة للفريق ضمن خطّة استراتيجية.

لابّد من المحافظة على اللاعبين الأساسيين ليس في الميدان فقط بل أيضا على بنك الاحتياط.ومن لا يملك بنكا احتياطيا قويا لا يستطيع المراهنة على الألقاب قاريا أو محليّا.

الاستثمار يجب أن يكون في بنك الاحتياط لكي يكون قويا في حال التعرض لاصابات أو اقصاءات أو عقوبات أثناء الموسم.

أنا أطلب فقط من جماهير الفريق التحلي بالصبر وعدم المطالبة بالمستحيل. المهم هو تحسن مستوى الفريق و طابع اللعب صلب المجموعة لكي يتحقّق الانسجام بين اللاعبين.

يجب أن تقف الجماهير مع الفريق وتقوية الثقة في اللاعبين والاطار الفني والنتائج الايجابية ستتحقّق.

إنّ سرّ نجاح النادي الصفاقسي افريقيا وحتّى على الصعيد العربي- و العرب يصفون الفريق بأنّه جوفنتس العرب – يتمثل في طابع اللعب ومستوى الفرجة الراقية التي يخلقها اللاعبون داخل الميدان. نحن حاليا نسعى لاسترجاع ذلك ولابدّ من الابتعاد عن التجاذبات الجانبية التي لا تفيد الفريق.

حاوره : محمد اليوسفي / حقائق أون لاين

قد يعجبك ايضا