بقلم عبد الرؤوف الهنتاتي : قضية سقوط سقف إحدى مقاهي صفاقس دفن في أرشيف المحكمة ..

صفاقس : سقوط سقف مقهى الديوان
صفاقس : سقوط سقف مقهى الديوان

الحمدلله على كل حال على قدر الله والحمد لله على عدم سقوط أرواح ليلتها من شدة الواقعة ونحن في لا نأخذ العبر إلا بعد حصول كوارث أن تجرأ مسؤولونا على ذلك. نعود للتذكير بالواقعة التي اهتزت لها صفاقس ذات ليلة من ليالي رمضان من السنة الماضية وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة. ليلتها كان سطح مقهى الديوان يعج بالساهرين وفجأة انهار جزء من هذا السقف الغير مرخص لاستغلاله من قبل صاحب المقهى المذكور لكن كما نعلم ونحن نعيش فترة اللاقانون والتحيل لكسب المال بطرق غير مشروعة. ..في فترة فقدان هيبة الدولة والقانون والمحاباة ووو. .حصل ما حصل :سقوط ثمانية أشخاص بين اطفال وشباب وكهول سبعة منهم من عائلة واحدة. ..حضرت قوات الأمن والحماية المدنية وسيارات الإسعاف. ..تصوروا ما هو موقف آب أو زوج أو زوجة وكل الساهرين وهم يهرعون إلى الشارع للاستطلاع على مخلفات الحادثة. ..ربما جثث و ربما إصابات بليغة. ..حالة من الهستيرية عمت الجميع وكنت أحدا منهم لاني بشر ولأن المصابين من عائلتي ومن بينهم ابني. التحق الجميع بالاستعجالي وتمت الفحوصات واجري التحقيق من قبل السلط الأمنية والطبية وصاحب المقهى لم يكلف نفسه عناء الحضور أو الاتصال حتى أن النادل وكان من بين المصابين لم يجد من يهتم به وهو في حالة سيئة. ..هذا للتذكير. .بعد يومين اتصل بي شخص يقول انه شقيق صاحب المقهى ليطلب منا سحب القضية. ..أخبرته بأن المسألة ليست مجرد سقوط حجارة أو في أقصى الحالات قطعة أجر بل سقف كامل لفضاء غير مرخص له وهو ما ذكر وتأكد في المحضر المحرر. ..فلمست من كلامه ما كنا تعودنا سماعه وخلنا انه ولى بغير رجعة بعد الثورة ما معناه توة. ..اترك لكم الفهم. واليوم تأكدت من صحة موقفه بعد أن تبين بعد مرور سنة أننا. …لقد وقع تكليف محامي وتقديم قضية مسجلة بالمحكمة. ..لكن وحسب من بلغنا أن القضية بلغة رجال القانون والمحامين خاصة بمثابة التيار الهوائي أو courant d’air. وبمعنى أسهل دفنت في أرشيف المحكمة. وهنا احترز لأننا على يقين من أن القضاء في تونس 14 جانفي 2011 قد استرجع مكانته وحريته وعليه أن يثبت ذلك ويعطي لكل ذي حق حقه.

للتذكير كذلك أن الفضاء المذكور فتح من جديد أمام العموم و من قبل نفس المستغل. آقول في الأخير وانا من أبناء القصبة وباب الديوان واعرف جيدا الفضاء الذي كان يستغله أعوان التنظيف ومن المفتخرين بالمدينة العتيقة وسورها الشامخ ووو…كنت قبل أربعة أيام فقط من حدوث الواقعة اصطحبت ضيوفا لي من سويسرا واستدعيتهم إلى نفس الفضاء وانا كلي اعتزاز بمدينتي التى تنتظرها تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. ..جلسنا في نفس المكان. ..تخيلت لو حدث ذلك يومها ماذا سيكون موقف السلط الجهوية والحكومية وصولا إلى الرئاسة. …وكيف سيكون موقف الحكومة السويسرية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية. ..وتتحول المسألة إلى عمل إرهابي وداعش. …مما يزيد في أزمة السياحة في تونس هذا إلى جانب التعويضات المالية التي قد تفرض على بلدنا الغارق بطبيعته. ..مجرد جرح قط أو كلب في بلد كسويسرا يستوجب مقاضاة وتعويضات. …خلنا أن الإنسان في تونس اليوم أصبحت له مكانة وان المحسوبية والمعارف كما يقال قد زالت. …نتمنى ذلك. فرجاؤنا يا سادة الساهرين على القضاء وتطبيق القانون على الجميع إثبات أن تونس العزيزة تبقى قبل كل شيء دولة القانون. مرة أخرى الحمد لله على السلامة وأعتقد أن صلاة العشاء والتراويح كانت باقدار الله عز وجل مانعا لحصول كارثة. اللهم احفظ تونس والتونسيين من المصائب مهما كان ماتاها وكن في عون رجال الحق لاظهار الحق الذي لا يعلو عليه شيء. والسلام.

عبد الرؤوف الهنتاتي

قد يعجبك ايضا