صفاقس : أم ملتاعة تروي تفاصيل وفاة ابنتها الرضيعة بسبب الاهمال الطبي

رضيع
رضيع

قالت أستاذة التقنية المعطلة عن العمل السيدة مفيدة الحمروني أن الاهمال وراء وفاة ابنتها بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس حيث خضعت الى 3 عمليات جراحية كان يمكن تجنبها لوتمت معالجتها منذ قدومها لقسم الأطفال بتاريخ 30 أفريل 2015 الفارط .
وتروي الأم الملتاعة تفاصيل مأساتها قائلة : بعد مرور 23 يوما على ولادة ابنتي آية، بدأت في البكاء الشديد لأسباب مجهولة. وقد تزامن هذا التاريخ مع اضراب أعوان الصحة . فقمنا بنقلها الى عيادة خاصة ، لتتم احالتها على قسم الأطفال بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس . لتبدأ المأساة هناك، ومكثت 3 أيام دون أن يكشف عن حالتها أي اطار طبي في ظل غياب تام للمسؤولين والأطباء. ولم تتناول فلذة كبدي أي دواء يذكر ولم يزرها أي طبيب بالرغم من صيحاتي التي هزت أركان المستشفى في أكثر من مناسبة، وسرعان ما تعكّرت حالتها الصحية الى درجة الخطورة حين بدأت الدماء تسيل من مؤخرتها. وسارعت باحاطة الأطباء علما بما يحدث لها، ولم يتم الاستجابة لندائي بالكشف عليها الا بشق الأنفس، لتثبت الكشوفات أن لها عقدة في أحد الأمعاء الدقيقة .
وخضعت ابنتي الى عملية جراحية استعجالية بقسم جراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، ولم تدخل الى غرفة العناية المركزة هناك والتي ظلت مغلقة أمام المرضى مثلما هو معمول به في مثل هذه الوضعيات حيث يقيم الرضيع في غرفة معقمة بعد كل عملية جراحية، لتجد نفسها في قسم الأطفال المرضى لتكون عرضة للعدوى من أمراض مختلفة. وتعمقت مأساة فلذة كبدي، لأجد نفسي مضطرة الى التكفل بنفقات تنظيف الغرفة وتعقيمها … ولقد منعت من الاقامة معها عندما لاحظت حالة الاهمال المزرية هناك … وهو ما أثار حقدي وغضبي. لقد كنت أراقب تدهور حالتها الصحية من خارج النافذة، فأسارع الى اعلام المسؤولين بذلك لكن دون جدوى. مما تسبب لها في الاصابة بمرض الزكام ورفض الأطباء التدخل لعلاجها … وبعد مرور 8 أيام تدهورت حالتها من جديد، حيث بدأت في التقيّؤ بصفة مسترسلة … وفي كل مرة يرفض جميع الأطباء فحص ابنتي التي عانت كثيرا من الاهمال. وفي الأثناء، اكتشفت أن المستشفى الجامعي بالمنستير هو المختص الأول في مثل هذه العمليات الجراحية، وطالبت بضرورة اخراج آية ونقلها للتداوي بالمنستير لكن قوبل طلبي بالرفض .
ولم يتم تغيير الضمادة التي ألصقت عليها بعد العملية الا بعد مرور 13 يوما عندما قدم الدكتور مهدي بن ضولمراقبة حالتها الصحية، وتشاء الصدف أن ابنتي تقيّأت أمامه، عندها سارع الاطار الطبي الى فحصها … وخضعت المسكينة الى عملية جراحية ثانية يوم السبت 16 ماي وهي التي لم تتجاوز 45 يوما من العمر. وتم اعادتها من جديد الى قسم الأطفال رغم أن الاجراءات الطبية تقضي بايواء مثل هذه الحالات بقاعة العناية المركزة . وتواصل تدهور وضعها الصحي وكشفت الفحوصات أن جرثومة قد أصابت جسد ابنتي آية. واعترف الاطار الطبي بأن الجرثومة ناتجة عن تدهور الخدمات الصحية بقسم الأطفال. وهوما أفقدني صوابي وأدخلني في حالة من الهذيان وهستيريا أثرت على أعصابي وحالتي النفسية. ويتواصل معها تدهور حالة ابنتي آية، وبدأت الدماء تنزف من مكان العملية الجراحية الثانية وبقي الجرح مفتوحا لمدة 3 أيام كاملة دون أي علاج بالرغم من توسلاتي. ولم يستطع جسدها الضعيف مقاومة المضادات الحيوية التي التجأ اليها الأطباء في محاولة يائسة للتخلص من الجرثومة القاتلة. ويوم 26 ماي، خضعت ابنتي آية الى عملية جراحية ثالثة … ويوم 3 جوان تدهورت حالتها الصحية من جديد. ومن الغد، حاول الأطباء اقناعي أن ابنتي قد توفيت بسبب مرض نادر … ولم أقتنع بتبريرات الاطار الطبي. وأطالب السلط المعنية بفتح تحقيق جدي حول الحادثة وتمكيني من الملف الصحي لابنتي واتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الأطفال الذين يتلقون العلاج بهذا المستشفى ووضع حد لحالة الاهمال ومعاناة المرضى هناك».

جعفر الخماري / الشروق

قد يعجبك ايضا