في الذكرى الاولى لاغتيال محمد الزواري في صفاقس : فريق الدفاع يؤكد أن ملف القضية يكتنفه الغموض

محمد الزواري - الضحية الذي قتل أمام منزله بطلق ناري
محمد الزواري – الضحية الذي قتل أمام منزله بطلق ناري

أكّد وجدي العايدي، منسّق فريق الدفاع عن عائلة الشهيد المهندس، محمد الزواري، الذي أغتيل في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة أمام منزله بمدينة صفاقس، على خلفية علاقته بالجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، اليوم الجمعة خلال ندوة صحفية بمدينة صفاقس بمناسبة الذكرى الأولى لعملية الاغتيال، أن ملف القضية لا يزال في مرحلة التحقيق واستكمال الاختبارات من قبل عميد قضاة التحقيق بالقطب القضائي للإرهاب المتعهد بالقضية عن طريق فرقة مكافحة الإرهاب في القرجاني (العاصمة)، لافتا إلى أن القضية يكتنفها الكثير من الغموض والتعقيدات.
وشدّد في الندوة التي رافقته فيها المحامية سهى الشواشي وحضرها أخ الشهيد وأمه وعدد من أفراد عائلته وأصدقائه وممثلي عدد من الجمعيات والمنظمات، على أن فريق الدفاع رغم طول الإجراءات والبطء المسجل في القضية خيّر العمل في صمت وعدم التشويش على القضاء وسير التحقيق على أن يقدّم مجموعة طلبات في الفترة المقبلة من شأنها أن تمكن من إحراز تقدم في سير القضية وترفع الغموض الذي يكتنفها.
وكانت حركة حماس أعلنت بعد عملية الاغتيال أن الزواري من كوادر جناحها العسكري وأن جهاز الاستخبارات الصهيوني « الموساد » هو من ارتكب جريمة الاغتيال، الأمر الذي أكدته لاحقا جهات إعلامية ورسمية إسرائيلية بشكل مباشر وغير مباشر.
وأضاف العايدي أن التأكيد سيتم بعد ورود كل الأعمال الفنية والمعلومات المتقاطعة والمتعلقة بالمكالمات الهاتفية وتسجيلات الفيديو والإنابات الدولية التي صدرها القضاء التونسي لعدد من الدول لكشف الحقائق التي حفت بعملية الاغتيال كجريمة ارتكبت في حق دولة بأكملها ونالت من سيادتها الوطنية، فضلا عن كونه اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني، وفق تعبيره.
وأبرز عزم هيئة الدفاع على المضي قدما إلى آخر المطاف في الكشف عن حقيقة الاغتيال وملابساته والجهات الضالعة فيها تونسية كانت أم أجنبية وذلك حتى باللجوء إلى القضاء الدولي إن لزم الأمر وبعد استيفاء القضاء التونسي لعمله كاملا ، مبينا، في هذا الصدد، أن القطب القضائي لمكافحة الإرهاب كان أصدر بطاقات جلب دولية ضدّ عدد من الأشخاص الأجانب كما صدرت إنابات دولية لاستقصاء معلومات من عديد الدول مثل تركيا ومصر والمجر ولبنان وكوبا وغيرها.
وعبّر عن استغرابه من دخول مجرمين بكل حرية الى تونس وارتكاب جرائم اغتيال ثم مغادرة البلاد بكل يسر وسهولة ، معتبرا أن عملية الإفراج عن شخص يحمل الجنسية الروسية اشتبه في تورّطه بالجريمة يحيطها كثير من الغموض ستعمل هيئة الدفاع على استجلائه.
واستغرب قرار الإفراج عن ثلاثة أشخاص تم إيقافهم في وقت سابق مع تحجير السفر عليهم ومن بينهم الصحفية التي كانت قامت باستجوابات مع محمد الزواري لفائدة جهات بدت على علاقة بالجريمة.
وحول وجود هيئة دفاع ثانية يترأسها الأستاذ، عبد الرؤوف العيادي، وقامت، صباح اليوم، بعقد ندوة صحفية في تونس العاصمة ، أوضح العايدي أن فريق الدفاع يتكوّن من عديد المحامين المعروفين، على غرار عميد المحامين السابق، محمد الفاضل محفوظ، والعميد الحالي، عامر المحرز، والأستاذ، حاتم المزيو، رئيس الفرع الجهوي للمحامين بصفاقس والأستاذ، نعمان مزيد والأستاذة، سهام المبروك الشواشي، وغيرهم ممن انظموا لهيئة الدفاع التي كلفتها عائلة الشهيد بمقتضى تكليف رسمي، وفق قوله.
وتابع قائلا، في هذا السياق، إن « اعتماد التكليف الرسمي بحجة عادلة في تشكيل فريق الدفاع كان بتنسيق مع عائلة الشهيد وبهدف تفادي تشتت الجهود وتعدد فرق الدفاع في نفس القضية ودرء لكل توظيف ممكن من الناحية السياسية أو الإيديولوجية، معتبرا أن مخاوف الفريق كانت في محلها بالنظر الى ظهور من بادر بالدفاع عن الشهيد خارج إطار الهيئة المشكّلة في إشارة للأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي استبق وعقد ندوة صحفية في تونس العاصمة صباح اليوم الجمعة.
من جهته قال شقيق الشهيد رضوان الزواري إن « عملية الاغتيال « الجبانة » التي اقترفها الموساد هي اغتيال لفكر لرجل سخر وقته للدراسة والبحث وبعث ديوان طيران الجنوب وقام بعديد الاختراعات والاكتشافات التي لم تهتم بها الجهات الرسمية ».
واستنكر ما اعتبره غياب الجدية في المحاكمة وفي استرداد حق الشهيد وحق تونس داعيا الى ملاحقة الجاني أيا كان ومهما كان مكانه.
وكانت المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس شهدت، صباح اليوم، سلسلة من التظاهرات التنشيطية والعروض الفنية بمساهمة عدد الجمعيات ومنها جمعية أحباء بيت المقدس في مدنين وفرع جمعية أنصار فلسطين في قابس والرابطة التونسية للتسامح وعمادة المهندسين وقامت هذه الجمعيات بتكريم عائلة الشهيد ممثلة في زوجته وأمه وشقيقه.
كما تنتظم، غدا السبت، تظاهرة فكرية وتنشيطية في ساحة باب الديوان للرابطة الوطنية للتسامح في إطار ذكرى اغتيال الشهيد محمد الزواري وتنطلق مسيرة من أمام جامع اللخمي بعد صلاة العصر يشارك فيها أئمة وجمعيات ومنظمات.

قد يعجبك ايضا