الهجرة السرية : سياسة واعلام غير قادرين على مخاطبة الشباب .. بقلم محمد الحمامي

اجتياز الحدود البحرية خلسة - حرقة - حرقان - هجرة غير شرعية
اجتياز الحدود البحرية خلسة – حرقة – حرقان – هجرة غير شرعية

كفاية من المنابر والحوارات التلفزية … الشباب الذين يرغبون في الحرقة غير مدركين للحياة في أوروبا ….أيّها الاعلاميين انتقلوا الى ايطاليا والعديد من الدول الأوروبية وتابعوا من سبق لهم منذ سنوات الوصول لهذه البلدان اذهبوا الى مستودعات محطّات القطار بنابولي وروما وتابعوا الشباب الذي يتّخذ من بعض العربا ت القديمة ملجئا للنوم وتابعوا من يشتغل ب60 أو حتّى 70 أورو بصفة مؤقّتة كأجرة في اليوم وغير قادرا حتّى على توفير مصاريف اليوم من أكلة ولباس …سارعوا للبحث كيف تستغلّهم عصابات المخدّرات وسريعا ما يقعون في فخّ السلطات الأمنية …اذهبوا للسجون واطّلعوا على حجم الأعداد من التونسيين …
نعم الشباب يرغب في الحرقة لأنّه يعتقد أنّ بوصوله الى مثل هذه الدول سيفتح عليه باب السماء وسيمطر عليه أموالا وسيجد الشقراء التي يرغب في الارتبا ط بها وسيعود الى تونس بسيّارة فاخرة ويرتع بين النزل والبحر هذا ما يتغلغل في عقول الشباب الساذج الذي لا يدرك أيّ شيء عن وضع تلك البلدان وخاصّة في السنةات الأخيرة خيث اشتدّ الضغط على المهاجرين جرّاء لارهاب وتنامي أحزاب اليمين المتطرّفة التي تنادي بطرد المهاجرين لا المنابر ولا الحوارات يتابعها هؤلاء الشباب فقط الصورة الحقيقية والمآسي الذي يعيشها هذا الشباب الذي اختار الهجرة دون أن يدرك عن معاناتها شيئا اذهبوا الى أوروبا وعودوا بأشرطة تكشف للجميع مآسي هؤلاء الشباب . العمل في مثل هذه الدول ولو في الخفاء يجعل من أربابه يلتجؤون لدول مثل رومانيا وبولونيا لقدرة شبابها على الانظباط في العمل وكيف يكون لشبابنا الذي يختار الهجرة ثقافة العمل وهو الذي ينام نهارا ويسهر ليلا وكيف يمكن لهذا الشباب الذي لايرضى بالقبول بالعمل بأجرة يومية تناهز ثلاثين دينارا في اليوم ثمّ يبحث عن العمل بالقطاع الفلاحي باوروبا ؟؟؟وهذا ما يدفعهم سريعا للعمل في الممنوعات بغاية الكسب لكن غالبا ما ينتهون الى السجن تلك هي حالنا ونخن اليوم في حاجة للتبسيط والتعريف بالصورة الواقعية لحياة هؤلاء الشباب المهاجر حتّى نساهم في عدول هؤلاء الشريحة على الارتماء في البحر وخطر المجازفة أو الانتهاء في السجن .

بقلم محمد الحمامي

قد يعجبك ايضا