صفاقس : رهينة السياسة وخارج رهان الساسة وورقة لكسب الامتحان

وسيم الزواري .ناشط في المجتمع المدني

بقيت صفاقس في دائرة التهميش وظلت ولا تزال رهينة اوراق سياسية تلعبها الاحزاب من اجل كسب ورقات انتخابية وأموال لتمويل حملاتهم وصياغة برامجهم ليبقى سكان المدينة خارج اللعبة السياسية وبعيدا عن مراكز القرار وصناع لقيادات من خارج المكان .

مدينة المليون ساكن ليس لها حق حزب يطمح لأجلها ومن اجلها .

اهالي صفاقس خارج اللعبة السياسية وكأنهم مصابون بعقم يجعل من الجهة لا تلد رجل باستطاعته قلب الاوراق او مجموعة تتقن السياسة وتفرض الحل وتصنع القرار وتدخل المعركة من اجل اخراج عاصمة الجنوب من دائرة التهميش والوعود الزائفة.

تبقى صفاقس حقل ورقم يستعمله اهل السياسة لكسب المعركة الانتخابية عبر استعمال اوراق مشاريع تتعدد وتقف قابعة دون حراك في مكانها جامدة لا تتحرك ولا تدخل حيز التنفيذ وحتى ان انطلق فيها مشوار الحضيرة وحجر الاساس تظل معطلة الى موعد السباق ليعيدها المترشح على قائمة حزبية او مستقلة وهم قلة وحتى ان وجدوا فهم من خارج الديار وليسوا من ابنائها ينعادوا الى الوجود والى خانة الوعود لتجد مشروع تبرورة على سبيل المثال حلم المدينة في مكانه قابع امام المد والجزر والكذب على الذقون وينتظر رفع الغبار وجرأة اهل صفاقس في تحريكه ضعيفة .

المدينة الرياضة ومثلها مطار صفاقس وما يتطلبه من جرأة لأجل تحريكه وقرار وزارة النقل من اجل تعدد سفراته والرحلات وتطويره . في نفس السياق ميناء صفاقس يحول الى مستودع لاستقبال الحاويات وتفرغ السلع على مستوى ميناء رادس وقرار غلق السياب يترنح ويصبح كرة في يد الحكومة تقذفها حسب التحركات والامثلة تجعلك تبكي واقع مدينة تدفع للدولة وتهدي للسياسة والساسة والاحزاب نجاحات ومقاعد دون ان تأخذ شيء .

مدينة تعج بالطاقات وفيها من الشباب نوابغ وذكاء وقدرة على الخلق والابتكار وجرأة في صناعة الثروة الا ان السياسة لا تستهوي الناس في صفاقس وحتى من دخل اللعبة السياسية يسير بسيقان عرجاء ويصبح رهينة طائعة لاحزاب تجعله يخدم مصالحها وينسى مدينته ويصبح في بعض الاحيان ورقة تلعب ضدها .

كل مقومات اللعبة السياسية يملكها اهل المكان بطاقات مالية وعقول ذكية وباستطاعتهم قلب الموازين وتعديل الكفة وكسب فرض القرار.

كأن الخوف يسكن الرجال ليتجمعوا في شكل لوبيات وتنسيقيات تحلم وبارون يتقاسم المشاريع ويركب الريح لتحرم المدينة من التنمية و من اجل تهميش معتمدياتها وقراها وتفرض الاحزاب سلطتها وتكسب رهاناتها برجال صفاقس ليبقى كسب رهان الاقلاع خارج الدائرة وحرمانها من حق التنمية الحقيقية مفقود لتذهب المشاريع وتروح وتجني صفاقس وعودا لا تنفذ .

باستطاعة صفاقس ان تصنع حزب او حركة او هيكل سياسي يستطيع قلب اللعبة وكسب مواقع وكراسي وتحديد مصير المدينة وافتكاك الحق وصناعة التنمية الحقيقية وخلق قاطرة تجر باقي الولايات المجاورة على خطاها .

هي صفاقس تعطي الكثير وتملأ خزائن الدولة وتحافظ على الاستقرار وتبكي مواقع سياسية وتندب حظها .

لا زال البعض من رجال صفاقس يسيرون من بعيد ووراء الستائر يحركون ويتحركون ويخافون الظهور ويضلون من الوراء يركبون تهميش المدينة ويبكونها ويعودون الى صور قديمة بيضاء وسوداء لينعوا الماضي ويفقدون الحاضر .

لسنا ضد من يختفي او يخاف او يعمل وراء الجدران ولا نوجه ما كتبناه في اتجاه اشخاص ولكننا نطمح من اجل مدينة تنزف حرمان وتبكي حظوظها وتنام .

وسيم الزواري .ناشط في المجتمع المدني

قد يعجبك ايضا