صفاقس: اكتظاظ بمركز الفحص الفني يثير استياء المواطنين

مركز الفحص الفني للسيارات بصفاقس

يعرف مركز الفحص الفني بصفاقس المدينة، خلال هذه الفترة الصيفية، تماما مثل مركز الفحص الفني بساقية الزيت، اكتظاظا كبيرا وطوابير للسيارات تمتد يوميا على مئات الأمتار وهي ظاهرة ما انفكت تثير امتعاض المواطنين الذين يزدحمون كل يوم منذ ساعات الفجر الأولى، ليحجزوا أماكن لهم في الطابور، قد تتوّج بالظفر بإجراء الفحص وقد لا تكفي للوصول إلى المركز قبل أن يغلق أبوابه.

يمتد طابور العربات بالنسبة إلى مركز الفحص الفني بصفاقس المدينة، من داخل المركز إلى خارجه، ليصل إلى حدود ميناء الصيد البحري محاذيا للطريق، حيث يقضي أصحاب السيارات الخفيفة الخاصة وسيارات الأجرة “تاكسي”، ساعات طوال من الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة.

وقد عبّر محمد بن حميدة، صاحب سيارة تاكسي، عن استغرابه وامتعاضه من طول المدة التي يتطلبها إجراء الفحص الفني لعربته خلال هذه الفترة الصيفية، على غير العادة، إذ مضت قرابة ثلاث ساعات على مكوثه في الطابور، دون أن يصل إلى باب المركز الذي صارت تفصله عنه ما لا يقل عن 10 سيارات مصطفّة أمامه، الواحدة خلف الأخرى.

كما أبدى خشيته من أن يقفل باب المركز في وجهه، “بعد هذه الساعات الطوال من الانتظار المملّ”، وذلك بحلول الساعة منتصف النهار التي يغلق المركز فيها أبوابه أمام أصحاب السيارات، لتحظى فقط العربات الموجودة داخل أسوار المركز بخدمات إجراء الفحص.

بدوره اشتكى محمد علي بن عمار، من آثار الشمس الحارقة، إذ مضى على انتظاره تحت أشعتها، “دون واق أو مظلة رأس”، أكثر من أربع ساعات وقال إنه غادر منزله، بمعتمدية بئر علي بن خليفة، منذ الخامسة والنصف صباحا، ليلتحق بالطابور وها هي الساعة تشير إلى منتصف النهار إلا عشرين دقيقة، دون أن تصل بعد سيارته إلى ممر الفحص.

من جهته صبّ مواطن آخر، جام غضبه على المركز والأعوان المشتغلين فيه، متّهما إياهم بعدم الاكتراث لمعاناة المواطنين المنتظرين تحت أشعة الشمس.. صاح بأعلى صوته ملوّحا لنقص الأعوان في المركز وعدم اشتغال بعض ممرات الفحص الأربعة التي يعدّها هذا المركز: “هم ينعمون بالعطل ونحن نصطلي بنار الشمس وحرقة الانتظار”.

وبخصوص عدم اشتغال المركز بطاقته القصوى، من المعدات والموارد البشرية، أكد مصدر مسؤول بالوكالة الفنية للنقل البري بصفاقس، أن أحد الممرات الأربعة فقط في حالة تعطل عن العمل، مشيرا إلى إشكالية تقادم المعدات وتعطّبها بشكل متواتر، بسبب الرطوبة والتملح الناتجين عن طبيعة المكان، حيث ينتصب مركز الفحص الفني في منطقة “سبخة”، غير بعيد عن منطقة الملاحة والميناء. وقد أكدت الأعوان أن هذا القرار الذي اتخذ منذ سنوات كان غير مدروس وفي غير محلّه.

كما أفاد هذا المسؤول بأنه يتم يوميا فحص ما بين 400 و500 عربة، كمعدّل، وذلك في مركزي الفحص الفني المتوفرين بكامل ولاية صفاقس، مشيرا إلى أن ظاهرة الاكتظاظ التي تعرف ذروتها في الفترة الصيفية، ناتجة عن عدة عوامل، لخّصها في ارتفاع الطلب خلال هذه الفترة من السنة وتعطّب بعض الآليات من وقت لآخر والنقص في الأعوان، “بسبب عدم تعويض المغادرين بسبب بلوغهم سن التقاعد وتواصل غلق باب الانتداب”.

ومع ذلك بقي أمام متساكني الجهة وقاصديها، بصيص من الأمل في التقليص من معاناة أصحاب السيارات بسبب الاكتظاظ في مركزي الفحص الفني بصفاقس المدينة وساقية الزيت، ويتمثّل في مشروع المركز الجديد المزمع تشييده بمنطقة المحرس، حيث قامت الوكالة الفنية للنقل البري بعد، باقتناء الأرض على أن يشرع في الإنجاز خلال سنة 2019

وات

قد يعجبك ايضا