تحويل هذه البناية الى متحف جهويا حديثا يليق بتاريخ صفاقس وآثارها : بقلم محمد الحمامي

المبنى المعروف بـ"شركة صفاقس قفصة" التاريخي

من المخجل أن يتحدّث أيّ مواطن يقيم بصفاقس عن مجال الثقافة ومن المؤسف أن تكون ثاني مدينة بعد العاصمة تفتقر لأدنى مقوّمات الفنون من قاعات سينما ومسارح وقاعات عروض كبرى ودور للشعراء ومتحف جهوي حديث يتماشى وحجم الآثار الثمينة بالجهة والتي أطالتها أيادي الفساد في النظام السابق ووقع تحويل جزء منها إلى متحف باردو .

منذ سنتين وأكثر ورفقة بعض الأشخاص حاولنا جاهدين على إقناع السلط الجهوية بضرورة تأهيل البناية التاريخية والجميلة مقرّ الولاية القديم من أجل تحويلها إلى متحف جهوي بمواصفات حديثة وقادرا على استيعاب جميع القطع الأثرية للمدينة ويبرز الخصائص والمراحل التاريخية التي شهدتها المدينة علما وأنّ العديد من الخبراء الأجانب اعتبروا أنّ مخزون آثار منطقة طينة تادرا وعلى غاية من الأهميّة وهو ما دفع بوزارة الثقافة لإطلاق مشروع طينة ولأسباب مجهولة وقع التخلّي عنه لاحقا بعد القيام بعدد من الحفريات .

الكلّ يدرك أنّ واقع المدينة ثقافيا مهملا لكن علينا أن نحاول بكلّ الوسائل دفع السلط الجهوية إلى العمل على تبنّي بعض الاقتراحات التي تكون صائبة ألا يحقّ لجهة صفاقس أن يكون لها متحفا متكاملا ؟ أليس المكان قابلا لتأهيله وصيانته ليصبح رمزا تاريخيا للجهة ؟ أعتقد أنّ كلّ مواطن يمرّ اليوم من أمام هذه البناية ينتابه الأسف والإحباط نتيجة تهاوي شكلها ومظهرها … أنا وأنتم وكلّ مواطن مدعو اليوم للضغط على المنظّمات والجمعيات والتنسيقية من أجل دفع السلط الجهوية لإعداد دراسة وملفّ لهذا المشروع علينا جميعا أن نبعثر جميع مخطّطات الفساد الذي يطال هذه المدينة من أجل استغلال مواقعها التاريخية بغاية كسب المال.

إن صيانة هذا المبنى وإعادة ترميمه وتأهيله لا يستدعي نزيفا من الأموال مقارنة بما أنفقته البلدية على نافورة الماء والأشغال المتكرّرة لشارع الهادي شاكر والمشروع الكارثي التي تبنّته وزارة الشؤون الثقافية تحويل الكنيسة لمكتبة رقمية باعتمادات تفوق 30 مليار .

بقلم محمد الحمامي

قد يعجبك ايضا