صفاقس: ” العشاش – بوجربوع” مخاوف من فشل تحولها من منطقة ريفية إلى منطقة بلدية

 

إلى والي صفاقس : أهالي منطقة بوجربوع يعانون إنقطاع المياه منذ سنواتخارج حدود المنطقة البلدية لصفاقس الكبرى (معتمديات صفاقس المدينة وصفاقس الغربية وصفاقس الجنوبية وساقية الزيت وساقية الدائر وطينة)،تواجه طموحات المتساكنين في البلديات المحدثة وخاصة منها المحدثة مؤخرا بمقتضى التقسيم الترابي الجديد وعددها 7 بلديات تحديات مختلفة وعميقة ولّدت لدى البعض المخاوف من الفشل في التحول من منطقة ريفية إلى منطقة بلدية.

ومن بين هذه البلديات المحدثة وأكثرها عرضة للإشكاليات الناجمة عن الطابع الريفي وعديد التحديات الأخرى المتعلقة أساسا بصعوبات التأسيس بلدية “العشاش

بوجربوع العوادنة ماجل الدرج” الواقعة بالدائرة الانتخابية صفاقس 1 وهي واحدة من ضمن 13 بلدية جلّها من البلديات الريفية، وهي بلدية تمتد على 340 كيلومترا مربعا وتعدّ 17804ساكنا موزعين على العمادات الأربع للمنطقة والمذكورة في اسم البلدية.

ويكمن أول مشكل تعاني منه هذه البلدية الناشئة في تسميتها التي تحيل إلى جمع أربع مناطق متجاورة تقع بمعتمدية منزل شاكر (واحدة من أفقر المعتمديات في الولاية) تحت

مسمّى واحد، حيث يخفي هذا الاسم الطويل خلافا عميقا بين متساكني مختلف العمادات المذكورة الذين يتمسكون ب”أحقية” ذكر مناطقهم في التسمية ما اضطر القائمون على

الأمر إلى الجمع بين كل المناطق في التسمية. غير أن المشكل لم يقع حله في واقع الأمر بمجرد اللجوء إلى هذه التسمية وذلك نظرا لتمسك كل جهة ب”أحقية” احتضان مقر

البلدية التي سيقع إحداثها بما جعل هذه البلدية تفتقد إلى الآن إلى مقر ونيابة خصوصية.

ولم تتوصل لجنة تم تشكيلها من طرف المجلس الجهوي لولاية صفاقس إلى حل يرضي مختلف الأطراف المتنازعة ما جعل الإشكال يتواصل إلى اليوم وقبل مدة قصيرة من

الاستحقاق الانتخابي البلدي لتبقى بلدية “العشاش بوجربوع العوادنة ماجل الدرج” البلدية الوحيدة التي تفتقر إلى مقر يأويها وإطار يشغلها.

وقد أكّد رئيس دائرة البلديات بولاية صفاقس لطفي الغرياني في تصريح ل (وات) عدم توصل لجنة منبثقة عن المجلس الجهوي إلى حلول تؤدي إلى تحديد اختيار وتوافق

حول مكان لمقر البلدية المحدثة أمام “تعنت” الأهالي وتمسكهم بما يعتبرونه حق كل منهم في احتضان المقر.وإن كان هذا المشكل بحسب منسق الهيئة الفرعية للانتخابات صفاقس 1 ناجح بلغيث لا يعيق عملية الانتخاب في هذه البلدية التي تعرف ترشح 4 قائمات حيث ستتم عملية الاقتراع في المدارس الابتدائية ولا علاقة له بالمقر فأنه سيظل قائما ويشكل عقبة كبيرة بعد الانتخابات حيث سيجد المجلس المنتخب نفسه في غضون بضع أسابيع دون مقر ودون إمكانيات عمل بما من شأنه أن ينعكس على المصلحة العامة وحق المواطنين في هذه المناطق في العمل البلدي بمختلف اختصاصاته ومجالاته التنموية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

وتخشى عديد الأطراف من أن يتحول مشكل “العروشية” إلى مشكل حقيقي يصطدم به مسار اللامركزية في هذه المنطقة وغيرها من المناطق من الجمهورية فيما توجّه أطراف أخرى انتقادات حادة للسلط العمومية بالعجز حيال مثل هذه الوضعيات وعدم القدرة على فرض حلول موضوعية تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة قبل المصلحة الفئوية الضيقة. وإضافة إلى هذا المشكل الكبير، تعاني بلدية “العشاش بوجربوع العوادنة ماجل الدرج” على غرار باقي البلديات المحدثة بالجهة (العامرة، الحزق اللوزة، النصر بمنطقة الغرابة، الناظور سيدي علي بالعابد، العوابد الخزانات، الحاجب) من الإشكاليات المتصلة بصعوبات الوسط الريفي ولا سيما ضعف المرافق العمومية ومؤشرات التنمية والتشغيل وهو ما يزيد من ثقل مسؤولية المجالس البلدية القادمة ويصعب مهامها في القطع مع التهميش والنسيان وتحقيق نقلة نوعية طال انتظارها لعقود من الزمن.كما تفتقر مناطق العشاش وبوجربوع والعوادنة وماجل الدرج إلى عديد المرافق التي من شأنها أن تساهم في تقريب الخدمات العمومية والحياتية (ماء صالح للشرب وتغطية صحية وخدمات إدارية) من مواطني هذه المناطق الذين يطالبون كذلك بإحداث مدرسة إعدادية وملعب بلدي وتجهيزات إعلامية للمدارس الابتدائية وبخطوط منتظمة للنقل العمومي ومشاريع فلاحية من شأنها توفر مواطن شغل وتخلق حركية تنموية للجهة.

وتحتل هذه البلدية المرتبة الثالثة من مجموع 13 بلدية في دائرة صفاقس 1 من حيث مؤشر المسجلين الجدد لهذه الانتخابات الذين بلغ عددهم 2831 ناخبا وناخبة وهو ما يعد وفق رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات بهذه الدائرة مؤشرا حقيقيا على مدى مراهنة المواطنين في هذه البلدية الناشئة على الانتخابات البلدية.

وتتوزع القائمات المترشحة لهذه البلدية إلى قائمتين حزبيتين (حركة نداء تونس- حركة النهضة) وقائمتين مستقلتين (الوفاق- التجديد) تتنافس على الظفر بالمقاعد الثمانية عشر لأولمجلس بلدي في تاريخ المنطقة علما وأن عدد المسجلين بالقائمات الانتخابية يصل تحديدا إلى 8670 ناخبا ويبلغ عدد مراكز الاقتراع 13 وعدد مكاتب الاقتراع 19.

وفي حين يعلق المواطنون في هذه المنطقة الريفية آمالا عريضة على المجلس البلدي الجديد حتى يساهم في تحقيق بعض طموحاتهم في التقليص من آثار إشكاليات التهميش

المتفاقمة على أصعدة عديدة والشروع في إنجاح مسار اللامركزية على غرار الدول المتقدمة، يتساءل الكثيرون عن قدرة الانتخابات البلدية القادمة كتجربة جديدة في تبديد المخاوفمن أن تصطدم هذه البلدية وغيرها من البلديات الفتية بحجم المشاكل التي يعاني منها محيطها ومتساكنوها بما قد يخلف لديهم خيبة أمل في تحويل مناطق ريفية كانت ترجع بالنظر إلى المجلس الجهوي عبر مجالس قروية إلى بلديات متروكة لحالها بلا مظلة ولا دعم مادي ولا بشري.

(وات)

قد يعجبك ايضا