صفاقس: لقاء حواري حول “رسالة الإمام الخطيب” ودوره في مكافحة الإرهاب

مسجد علي النوريببادرة من الإدارة الجهوية للشؤون الدينية بصفاقس، انتظم اليوم السبت بأحد نزل هذه الولاية لقاء حواري حول “رسالة الإمام الخطيب” ودوره في مكافحة الإرهاب تميز بمشاركة مكثفة للأئمة والوعاظ.

ويندرج هذا اللقاء الذي تتواصل فعالياته غدا الأحد ضمن سلسلة من الأنشطة واللقاءات التحسيسية التي انطلقت الإدارة الجهوية في تنظيمها منذ نوفمبر الفارط وتتواصل إلى نوفمبر القادم في مختلف أنحاء الولاية بغاية مقاومة الإرهاب عبر الخطاب الديني كما أوضح ذلك المدير الجهوي للشؤون الدينية بصفاقس فتحي الحاج إبراهيم.

وعدّد الواعظ بالإدارة الجهوية للشؤون الدينية صالح السعداوي في محاضرة بعنوان “رسالة الإمام الخطيب والاستقرار الاجتماعي” خصال الإمام الخطيب وأسس رسالته في المجتمع، معتبرا أن هذه الرسالة تحقق الأمن والأمان للمواطن وتكرس الرفق واليسر في الدين وتحرم كل الأساليب والطرق التي تروع الناس وتهددهم في أمنهم وسعادتهم.

واعتبر ان المقصد العام من التشريع في الإسلام هو حفظ نظام الأمة وصلاحها وإصلاحها من خلال إرساء مناخ آمن يساعد على الفضيلة وتحقيق الخير للناس.
وشدّد السعداوي على ضرورة ألا يغفل الإمام الخطيب أن ينبه من خطورة الإرهاب باعتباره “يبث الرعب في النفوس ويروع المؤمنين وهي ممارسة لا يوجد لها أساس في الدين بل يمقتها ويحرمها.

وأكّد أيضا ضرورة أن يعتمد في دحض حجج الإرهابيين بآيات قطعية من النص القرآني كقوله تعالى “من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” فضلا عن الاستشهاد بشمائل الرسوم الكريم وأعماله التي تبين مدى حلمه ورفقه وسماحته وانتهاجه للموعظة الحسنة وعدم الإكراه في الدين.
وأبرز المحاضر خطورة الظاهرة الإرهابية على المجتمع وعلى الدين واصفا إياها بالتشويش على القرآن والدين الإسلامي الذي يعد دين التعايش بين الناس بمختلف معتقداتهم وقناعاتهم وبين الشعوب.

واستعرض سلسلة من القصص والشواهد المستقاة من القصص القرآني والسيرة النبوية وسيرة الصحابة والسلف والتي تبرز معاني احترام مبادئ التعايش والتسامح والتآخي بين المسلمين وغيرهم من غير المسلمين. وعبّر السعداوي عن أمله في أن يساهم الميثاق الخاص بالإمام الخطيب الذي تكفلت وزارة الشؤون الدينية بإصداره في مساندة الأئمة في رسالتهم النبيلة في التذكير بدورالدين كمنبع للراحة والطمأنينة وليس للترويع والقتل.

وكان مستشار وزير الشؤون الدينية الصحبي بن منصور أكد في كلمة افتتاحية نيابة عن الوزير الذي تعذر عليه الحضور في الندوة أن غاية الوزارة من إنجاز ميثاق شرف الإمام الخطيب هو المساهمة بشكل مشترك في ترشيد الخطاب الديني والتأسيس لخطاب بديل يستجيب لروح التشريع ويتلاءم مع بنود الدستور وكذلك مساعدة الإمام في إنجاز خطبة شرعية وقانونية لا إشكال فيها بحسب قوله.

وقال في هذا السياق إن الوزارة “تحرص دائما على أن تكون بمنأى عن أي توظيف حزبي لا سيما خلال السنة الجارية التي هي سنة انتخابية وهي مطالبة من خلال إطاراتها الإدارية والمسجدية بتطبيق سياسة الدولة في الشأن الديني والمستمدة من الدستور الذي ينص على حياد المساجد”. واعتبر أن بنود الميثاق الجديد تهدف الى المحافظة على قدسية المنبر وتصب في صميم الدين الإسلامي والدستور وتشكل أي تضييق على حرية تعبير الإمام المكفولة في إطار القانون ومبادئ الدين التي تنهى عن الثلب والتجريح والتحريض على العنف والكراهية والبغضاء.

ويشتمل برنامج هذا اللقاء الحواري على سلسلة من محاضرتين أخريين يتناول فيهما على التوالي الأستاذ جلال المعلول موضوع “رسالة الإمام الخطيب بين الوظيفة والتوظيف” والأستاذ محمد المدنيني “رسالة الإمام الخطيب والتربية الروحية”. كما يشتمل البرنامج ثلاث ورشات تتعلق بمواضيع المداخلات وتشفع بصياغة سلسلة من التوصيات حول رسالة الإمام الخطيب.

قد يعجبك ايضا