مهرجان صفاقس الدولي : مسرحية “دوبل فاس” مواصلة للرداءة الكوميدية رغم الهبة الجماهيرية ..
تتواصل فعاليات وعروض مهرجان صفاقس الدولي في دورته 41 ،بعرض مسرحية “دوبل فاس لكريم الغربي وبسام الحمراوي .
عرض شهد حضور جماهيري غفير وسط لخبطة تنظيمية وغياب التنسيق المحكم بعد منع عدد من الجماهير من الدخول إلى المسرح الصيفي سيدي منصور بتعلة عدم توفر أماكن شاغرة فضلا على تفشي ظاهرة الدخول المجاني .
أكثر من 9 آلاف متفرج حضروا سهرة البارحة ،فمن ليس له علم ببرمجة المهرجان سيعتقد انها سهرة للفنانة ماجدة الرومي أو كاظم الساهر او جوليا بطرس زمن الفن الجميل ، ليدرك فيما بعد ان هؤلاء بمختلف شرائحهم العمرية جاؤوا من أجل مسرحية تجارية حافظا فيها الغربي والحمراوي على نمط الهزل المبتذل الذي لا يرتقي للعمل الفني الابداعي الكوميدي بمجموعة من الفقرات “سكاتش” تم تجمعيهم دون محتوى هادف ولا رسائل ايجابية يمكن ان تسهم في النهوض بالوعي الجمعي خاصة في صفوف الشباب ، عرض لم يكن مختلفا كثيرا عن عرض مسرحية موش موجود لكريم الغربي في الموسم المنقضي مع بعض التغييرات في علاقة ”بالدخلة ” وبعض المفردات والأحداث المستجدة ،مادون ذلك هو سقوط في الإبتذال والميوعة طيلة فترة العرض رغم التفاعل الإيجابي والضحك من الجماهير ،في مشهد ثقافي فني يبعث على القلق والحيرة عن مصير الذائقة الفنية لدى التونسيين و عن مدى تقبل مثل هذه الأعمال ” الفنية ” التي يعتبرها بعض النقاد انها تتعارض مع الأعمال المسرحية الكوميدية الابداعية الهادفة كأعمال نصر الدين بن مختار رحمه الله ولمين النهدي وسفيان الشعري رحمه الله وغيرهم ، معتبرين انها لا يمكن ان تكون نموذج ينسج على منواله الأجيال القادمة فيما يعتبرها آخرون من صلب الواقع التونسي ..
جدير بالذكر أن الحمراوي والغربي لهم من الموهبة والحضور الركحي المميز الشي الكثير لكنهما فشلا في توظيف قدراتهم لغياب العمق في الطرح والمحتوى بأسلوب هزلي والاكتفاء بسفاسف الأمور والمقارنات بيننا كتونسيين وبين الغرب بطريقة فيها من الاساءة الشي الكثير للمرأة التونسية ووضعها موضع السخرية والاستخفاف بقدراتها وحصر اهتماماتها في اللهفة على الزواج وتشبثها بالعادات والتقاليد في صورة مشينة ومهينة ..
أمير السعداوي