تاكسي بوبلاصة … بقلم مواطن من صفاقس المتروكة

التاكسي في صفاقس

لا تبتئس فقد أدركت بسلام محطة باب القصبة أو باب الجبلي أو غيرها من المحطات المنتشرة هنا وهناك. السيارة الصفراء أوصلتك الى حيث ترغب وربّما في وقت قياسي فلا تبتئس.

نعم لا تبتئس إذا اجتاز السائق كافة الأضواء الحمراء ثم مرّ في الزقاق اليميني وترك الأولوية ثم عاد ليواصل الطريق من الجهة الأخرى.

لا ترهبك رائحة الغاز التي قد تنبعث في أول “ركزة” وقد تضطر الى مجالسة قارورته إذا امتلأت المقاعد الثلاث الخلفية، ستجدها حتما متكأ جيدا يمنحك رائحة أصلية.

لا تنزعج اذا ارتفع صوت الراديو ليُعزف الراب بطريقة رهيبة اذا كان السائق شابا يافعا أو لتستقي أخبار زيتونة الأثير اذا كان المقود بين يدي كهل في مقتبل العمر.

حتما سيقف التاكسي في قلب الطريق أو ينعرج دون إشارة لالتقاط راكب آخر كلما سنحت الفرصة ولعله يقف بطريقة غريبة تعطل مسير الجميع فيسمع كلاما لست في حاجة لفهمه وادراكه فمغزاه أنّك بين يدي مغامر وحسب.

لا تقلق إذا لم تسترجع الباقي من القطع الصفراء فهم لا يعيرونها اهتماما بل يعوّلون على حيائكم فلا تنبسون ببنت شفة وتسلّمون بأنّ المهم هو الوصول في الوقت.

لا تستغرب تناسق بطء الحافلات العمومية مع سرعة تاكسي بوبلاصة وكأنّ الأمر منتظم بين هؤلاء وأولئك اذ يحضر التاكسي في ساعات الذروة وتؤمن الحافلة التنقلات بقية الأوقات.

لعلني أنصحك بقول عمر الفاروق رضي الله عنه قياسا بركوب البحر فأقول … التاكسي بوبلاصة راكبه مفقود فاذا نزل فهو مولود. أحمد الله وقل يا حسرة على النقل العمومي المنتظم.

قد يعجبك ايضا