بخصوص انعكاسات ظاهرة التلوث البحري بصفاقس: الإعلان عن مشروع ”الجندرة والتنمية المستديمة”

صفاقس - البلاستيك - التلوثأطلق عدد من الباحثين والخبراء المختصين في مجال البيئة صيحة فزع من تفاقم مخاطر وانعكاسات التلوث البحري على الكائنات الطبيعية وعلى الإنسان كما انتقدوا بشدة محدودية نجاعة تدخلات الهياكل الإدارية المعنية بقضايا البيئة بشتى اختصاصاتها وذلك بمناسبة مائدة مستديرة حول انعكاسات ظاهرة التلوّث البحري بالفضلات البلاستيكية نظمتها جمعية تواصل الأجيال بصفاقس اليوم الجمعة.

وتميزت هذه المائدة المستديرة المندرجة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي بمشاركة عدد من المختصين في المجال البيئي وممثلي البلديات ومؤسسات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات، حيث تمّ الإعلان عن مشروع “الجندرة والتنمية المستديمة” الرامي إلى في تنمية القدرات وتكوين ممثلين عن مختلف الهياكل المتدخلة في المجال البحري من حيث مقاومة التلوث والتصدي لسلوكياته.

وقدّمت الجامعية الباحثة بجامعة صفاقس أمال الشافعي أمثلة حية مستوحاة من قصص صادمة ناتجة عن التلوث البحري وعن سلوكيات مضرة للنظام البيئي تحول دون عملية التكاثر بالنسبة لمختلف الكائنات الطبيعية ونبهت في هذا السياق من خطورة بعض الفضلات والملوثات التي تتضمنها محطات معالجة الفضلات والتي تنعكس على هرمونات الأسماك ومنها إلى الانسان.

واستعرضت الأستاذة الشافعي مجموعة من الأمراض والعاهات التي تتعلق بصعوبة الإنجاب أو التشوهات الهرمونية المتعلقة بالجنس أو البلوغ السابق لأوانه وغيرها.

وشدّدت على ضرورة إطلاق صيحات فزع حقيقية وبلا هوادة لتعميق الوعي بالتحديات التي تطرحها مختلف أشكال التلوث على التنوع البيولوجي وصحة الإنسان، مبيّنة أهمية المحافظة على سلامة عملية التكاثر لضمان استمرارية وتجدد المخزون الحيواني في الوسط البحري.

من جهته وصف سمير خضيرة عن الوكالة الوطنية لحماية المحيط الفضاء البحري بالمصب الذي تتجمع فيه كل النفايات والفضلات بما فيها البلاستيك معتبرا أن الوضع الراهن ينذر بالخطر نظرا الى حجم المخاطر والأمراض والعاهات التي تتسبب فيها الفضلات والمعلبات والمعادن بأنواعها الملقاة في البحر.

وتساءل خضيرة عن جدوى تعدد الهياكل الإدارية التي تعنى بالبيئة في تونس في مقابل تفاقم المشاكل والاخلالات منتقدا تجزؤ المهام وعدم استكمال الجهود الرامية لمقاومة التلوّث بسبب الخلل في عملية الرقابة وعدم التوصل إلى تنفيذ خطة وطنية متكاملة للسيطرة على ظاهرة التلوث الناجم عن النفايات البلاستيكية.

وشدد على ضرورة وضع منظومة متكاملة تجمع بين التحسيس والوقاية والوعي وتفعيل القوانين والزجر والمراقبة والتشاركية بين مختلف المتدخلين.

وطالب المندوب الجهوي للسياحة توفيق القايد بالردع وتفعيل القوانين لمقاومة السلوكيات الملوثة منتقدا بقاء البرامج البيئية في تونس شعارات جوفاء وحبرا على ورق وفق تعبيره.
واستعرض عددا من التجارب الفاشلة ومنها تجربة الفرز الانتقائي للفضلات التي لم تنجح حتى في المؤسسات السياحية على الرغم من أن السياحة يمكن أن تكون مدخلا لإرساء عقلية بيئية ناجعة في تونس بحسب تعبيره.

وكانت رئيسة جمعية تواصل الأجيال بصفاقس سناء تقتق كسكاس شددت في مفتتح أشغال هذه التظاهرة على جسامة الانعكاسات السلبية المتزايدة للفضلات البلاستيكية في البحار والمحيطات وما تمثله من خطورة على التنوع البحري وتهديد بعض الكائنات البحرية على غرار السلحفاة البحرية التي يحتفي العالم بها يوم 24 ماي من كل سنة .

وأكّدت ضرورة تشبيك العلاقات وتنسيقها بين مختلف الأطراف المتدخلة في مجال البيئة من إدارات متخصصة في البيئة والمحيط وجماعات عمومية محلية ومنظمات مهنية وجمعيات بغاية إضفاء مزيد من النجاعة على تدخلاتها في مقاومة ظاهرة التلوث البحري بالفضلات البلاستيكية كما بالأنشطة الصناعية والبترولية وفق قولها.

وتجسيما لهذا التوجه تم الإعلان خلال المائدة المستديرة عن مشروع “الجندرة والتنمية المستديمة” الرامي إلى في تنمية القدرات وتكوين ممثلين عن مختلف الهياكل المتدخلة في المجال البحري من حيث مقاومة التلوث والتصدي لسلوكياته.

يذكر أن الجمعية أطلقت مشروع “الجندرة والتنمية المستديمة” بمناسبة هذه المائدة المستديرة وذلك بالشراكة مع برنامج المرأة والبيئة (صندوق إفريقي ينشط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وقدم المدير العام للمركز الدولي لتكنولوجيا البيئة التوفيق القرقوري مداخلة عن مفهوم الاقتصاد الدائري ضمن استراتيجية المركز في تعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر إنتاجا واستهلاكا ومقاومة التلوث البلاستيكي في البحر.

وذكر القرقوري أن الاقتصاد الدائري الذي أقر في جانفي 2018 يندرج ضمن استراتيجية للاتحاد الأوروبي بخصوص البلاستيك.

وأضاف قوله إن هذا الأنموذج من الاقتصاد يتميز بفكر شمولي يسعى الى الزيادة في القيمة الاقتصادية للمنتجات والخدمات والحد من آثارها السلبية من خلال استخدام الموارد الطبيعية والايكولوجية على نحو أكثر نجاعة.
واستعرض عددا من التجارب العالمية في مقاومة البلاستيك.

وات

قد يعجبك ايضا