كرسي رئيس الجمهورية : أمامنا اختيارين .. بقلم الدكتور الناصر بن عرب

الدكتور محمد ناصر بن عرب

سوف يختار شعبنا عن قريب رئيسا للجمهورية. وأمامنا اختيارين. الأول : نبيل القروي الذي يتميز بقدرة إعلامية ضخمة عبر قناته الخاصة نسمة. وللتذكير كان نبيل القروي يروج كل مساعدة مادية للمحتاجين في الأرياف والجبال التونسية عبر قناة نسمة فذاع صيته وتخيلت فئة من الشعب أن نبيل القروي كان يؤدي واجب الزكاة للتقرب من الله فأحبه المحتاجون المظلومون المنسيون من الدولة ومن التنمية . وتحصل نبيل القروي على الرتبة الثانية في الدور الأول للانتخابات الرئاسية فضلا عن هذه التبرعات وعن إحسانه. لكن وقع إيقافه وسجنه وعلمنا جميعا أنه خالف القانون الجبائي ولا يسدد الضرائب النسبية لأرباحه الخيالية. يربح أموالا طائلة ويصدر أغلبها لشركات أجنبية وهمية، تيقن القضاء أنها شركاته الخاصة وهذا إجرام يعاقب بالسجن حسب القضاء والقانون في الجمهورية التونسية. تهريب المال لضخها خارج الوطن من طرف نبيل القروي يساهم في إثراء الدول الأجنبية و يحرم الشعب التونسي من التنمية والاستثمار والتشغيل وبالتالي يتواصل الفقر والاحتياج في وطننا فيقوم نبيل القروي بالزكاة والتبرع والمساعدة للحصول على عطف الضعفاء وإبراز صيته كرجل خيري.

والثاني يسمى قيس سعيد. تحصل على الرتبة الأولى في الدورة الأولى لهذه الانتخابات الرئاسية. أستاذ في القانون .تقدم لهذا الترشح دون مساعدة مالية من أي طرف من رجال الأعمال ويقال أنه رفض المنحة المالية القانونية من الدولة الخاصة لكل مواطن متشرح للرئاسة.ويبدو أنه التزم بالحفاظ على هويته العربية الإسلامية. يتحدث ويخاطب الناس باللغة العربية طبق الدستور التونسي. يتميز بأخلاق رفيعة وتواضع مرموق. يكره الظلم والاستغلال والاستبداد والرجعية. يطمح لرقي الشعب التونسي وإخراجه من البؤس والفقر. ويصبو إلى التخلص من التبعية. يريد اكتساب الذات والحد من تلاشي الهوية. يريد إعادة العز والثقة والكرامة في نفوس التونسيين. يحث الناس على الاعتماد على النفس .يرفض أن نتواصل في طلب مساعدة البنك الدولي والاعتماد على الغير. يريد أن تكون العلاقة بين الدول الأجنبية وتونس علاقة شراكة بالند للند وليس لصالح الدول الأجنبية فقط. يرغب في إرساء منظومة سياسية جديدة تقوم على إعادة قراءة التاريخ وفرز الغث والسمين من تجارب الأنظمة التونسية والأجنبية السابقة حتى تتقلص الفوارق بين القاعدة والقمة ويتم رفع شأن المواطنين. يريد إعادة النظر في منظومة التربية والتعليم لرفع مستوى المعلم والمتعلم. يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويعطي لكل ذي حق حقه ويرغب في منع الرشوة وإذا تفحصنا في هذه الخصل عند قيس سعيد نجدها مدونة في شعائر الإسلام : الإخلاص والاتقان في العمل، الاستقامة والمعاملة الحسنة والأدب والأخلاق السامية. التعايش السلمي مع الآخرين في ظل التسامح والمساواة. التواضع واحترام الأبوين. التضامن والاتحاد لما هو أفضل. الوقوف ضد السرقة والغش والرشوة والتصدي للانحرافات الاجتماعية والأخلاقية…وقيم الإسلام الإنسانية عديدة …

أرجو أنني لم أبالغ في تقديم ما أعرفه على كلا المترشحين لمنصب رئاسة الجمهورية التونسية ونأمل أن نذهب جميعا لصناديق الاقتراع ونختار الرئيس المؤهل لوطننا العزيز.

بقلم الدكتور الناصر بن عرب

قد يعجبك ايضا