رسالة مفتوحة الى يوسف الشاهد حول تململ الحاصل في تحيا تونس

يوسف الشاهدسيد الرئيس، أذكر ذات يوم من شهر سبتمبر 2016 كنت قد توجهت برسالة الى السيد الباجي قايد السبسي دعوته فيها لإنقاذ النداء ، فما أشبه اليوم بالبارحة فهاأنذا  أتوجه إليكم اليوم بهذه الرسالة استشعارا مني بخطر ما ، قد يعصف بما تبقى من أحلام في بناء مشروع قيل أنه “تجميعي منفتح على العائلة الوسطية الحداثية التقدمية الدستورية….”

سيدي الرئيس و أنا أخاطبك بهذه الكلمات لا أعلم علم اليقين إن كنتم فعلا قد حسمتم أمر انتمائكم “لتحيا تونس” من عدمه . لكن رغم ذلك لا أرى مانعا في مخاطبتكم بوصفكم الشخصية الزعاماتية التي انبنى حولها المشروع ، و التي ولدت على إثرها فكرة بعث مشروع سياسي جديد بعد النجاح في ضمان الإستقرار الحكومي و خوض معركة البقاء أم الرحيل تلك التي أمنها مجموعة من النواب غادروا أحزابهم و كتلهم حيث واجهوا شتى أنواع الإنتقاد و التخوين و الشتيمة ، و اسمح لي ان أؤكد بالمناسبة أنه مهما قيل عنهم سرا و جهرا من طرف بعض “القصبويين” و بعض المهاجرين فإنهم فقط و للتاريخ من حسموا نتيجة “المعركة” و هنا لا أدعي أنهم صفوة القوم و عباقرة السياسة و أولئك الذين لم يجد الزمان بمثلهم . و ليسوا بملائكة و لا شياطين و لكن اصطلح على تسميتهم بكتلة الشاهد ، و تكبدوا عناء الرحلة ليتحولوا في نظر الكثيرين من “مناضلي” الحزب عبئا ثقيلا و صارت ازاحة 95% منهم مطلبا و غاية لأسباب يعرفها القاصي و الداني .

سيد الرئيس أبدا ليس هدفي من هذه الرسالة نصرة نواب الكتلة و لا أدعي أن “التنكر” لهم قد يكون سببا وحيدا في فشل المشروع لا قدر الله و الذي صرحنا بأنه “ولد كبيرا ” و لكن واجبي و غيرتي عليه يدعواني في هذه المرحلة الحرجة ان اتوجه لكم و بإلحاح بضرورة العمل على لعب الدور التاريخي في تصحيح المسار و تعديل البوصلة بالتنسيق مع السيد الأمين العام و ذلك قبل فوات الأوان و بعيدا عن وسوسة عشاق لقاءات النزل الفاخرة و الصالونات الملكية و ربطات العنق الأنيقة ، و القبل المزيفة ..

إنني و نيابة عن ميئات المنخرطين قيادة و قواعد نطلب و بإلحاح أن لا يخدعنكما حديث المتسلقين و الوصوليين الذي يعد انتماءهم واهن و ضعيف أهون من بيت العنكبوت يتزعزع من أول امتحان و يتلاشى في أول الصدمات فلتكن أياديكم ممدودة لشعار أعلناه و اعتبرناه توجها من توجهات الحزب الا وهو التجميع ، هذا المشروع و الذي للأسف أصبح يضم الكثير من دعاة التفرقة من الذين يجهلون او يتجاهلون حقيقة الميدان و فن التواصل و قدرة الإستقطاب .

سيد الرئيس : دوركم ريادي في قيادة المبادرة الحقيقية و التي ظلت ضعيفة و محتشمة الاوهي التجميع و سياسة اليد المدودة للجميع لتحقيق الممكن و إصلاح ما يبدو للبعض غير ممكن و مستحيل و ارى أن الفرصة متاحة و الوقت لم يعد يحتمل مزيد الإنتظار و أرى أنكم الأقدر في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب رغم أن هذا التوجه و المسار قد يزعج الكثيرين . لكن تونس أكبر من طموح الساسة و برامج الأحزاب ..فالوضع لم يعد يحتمل اذ تأتينا الاشارات من هنا و هناك . فلا يجب ان نتجاهلها و نتعالى عليها .
و أختم رسالتي اليكم بقول المتنبي :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم و تأتي على قدر أهل الكرام المكارم

و السلام عليكم و رحمة الله

قد يعجبك ايضا