صفاقس: ندوة دولية عن بعد حول زيت الزيتون والمناعة زمن “الكورونا” بمشاركة خبراء محليين ودوليين

زيت الزيتون

نظّمت جمعية مهرجان الزيتونة بصفاقس، اليوم الأربعاء 16 ديسمبر 2020، ندوة دولية عن بعد حول زيت الزيتون والمناعة زمن « الكورونا »، قدّم فيها ثلة من الخبراء التونسيين إلى جانب خبراء دوليين من عديد البلدان على غرار الأردن، ومصر، وفلسطين، واليابان، وإنجلترا، وإيطاليا، وتركيا، رؤاهم وأطروحاتهم بشأن العلاقة بين استهلاك زيت الزيتون والتوقي من الإصابة بالوباء وذلك عبر تقنية « زوم ».

وعرفت هذه الندوة المندرجة ضمن الأنشطة العلمية والتنموية للجمعية مشاركة عن بعد لكل من وزيرة الفلاحة عاقصة البحري ووالي صفاقس أنيس الوسلاتي وممثلي عديد الهياكل الفلاحية والعلمية على غرار معهد الزيتونة والمجلس الدولي للزيوت الذي يترأسه التونسي عبد اللطيف غديرة (المدة النيابية 2020/2023).

وشدد رئيس جمعية مهرجان الزيتونة بصفاقس، فوزي الزياني، على أن كل البحوث والدراسات العلمية تؤكد اليوم العلاقة السببية والعضوية بين استهلاك زيت الزيتون وتدعيم المناعة ومقاومة الفيروسات، معتبرا أن الغاية من تنظيم هذه الندوة هو الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي لها بحوث هامة مثل اليابان وأنجلترا وتونس ومصر وغيرها.

كما أكد على ضرورة مقاربة الموضوع من زاوية تحويل الاستهلاك إلى ثقافة تقوم على احترام المقتضيات الصحية وتعمل الجمعية على نشرها بالشراكة مع مختلف المتدخلين.
واعتبر رئيس الجمعية أن الرهان الاقتصادي ليس بمعزل عن الرهان الصحي والعلمي وهو ما يجعل الاهتمام بمجال زيت الزيتون رهانا استراتيجيا، خاصة بالنسبة لتونس التي تعد أول منتج ومصدر للزيت البيولوجي.

من جهته، أكد الباحث والخبير في مجال زيت الزيتون، محمد بوعزيز، على دور هذه المادة في الحفاظ على صحة الإنسان لا سيما في هذا الظرف الصحي الدقيق ،مشيرا إلى أهمية الأصناف التونسية التي توفر قيمة غذائية عالية، ودعا إلى إيلاء عناية أكبر لها بما من شانه أن يفتح آفاقا أرحب من حيث التصدير واستفادة مختلف الدول منها.
وتحدث هذا الباحث التونسي على المركبات والمنافع الغذائية المتعددة التي يشتمل عليها زيت الزيتون ولا سيما صنف « الشملالي » الذي تختص به ضيعات الزياتين في تونس. ومن أبرز المنافع التي استعرضها تقوية المناعة، ومقاومة مخاطر الإصابة بالزهايمر، وأمراض القلب، وكمضاد للأكسدة، وعلاج عديد الأمراض الأخرى مثل السكري، وتحسين الدورة الدموية، فضلا عن أهميته في العناية بالجلد ومزاياه من النواحي التجميلية.

وذهبت الباحثة المصرية، أماني بسيوني، في نفس الاتجاه حيث أشارت إلى المنافع الكبيرة التي يحتوي عليها زيت الزيتون كمضاد للأكسدة ومعالجة عديد الأمراض وخاصة تقوية جهاز المناعة التي يحتاجها الإنسان عند الإصابة بفيروس « كورونا » وتمنع عنه تطوّر المرض والمرور الى مراحل حرجة منه، وفق قولها.

وأكدت وزيرة الفلاحة، عاقصة البحري، على أهمية قطاع زيت الزيتون في تونس ومراهنة الدولة عليه من خلال مؤشرات الاستثمارات والتصدير التي تبرهن على هذه المراهنة والاهتمام والتي جعلت منها أحد أبرز الدول المنتجة والمصدرة.
وثمّنت نوعية وجودة المنتوج التونسي والخصائص المميزة لزيت الزيتون التونسي الذي يؤهله لربح رهان المنافسة التي يعرفها القطاع على الصعيد الدولي.
وقدمت الوزيرة أبرز الأرقام والمؤشرات التي تعطي فكرة عن أهمية النشاط الاقتصادي والاجتماعي لقطاع زيت الزيتون في تونس.

يذكر أن تونس تعد حوالي 70 مليون شجرة زيتون مغروسة على مساحة جملية تناهز مليون و700 ألف هكتار وتعد أول منتج ومصدر لزيت الزيتون البيولوجي.

وقدّم المدير التنفيذي للمجلس العالمي للزيوت، عبد اللطيف غديرة، من مقر المجلس بإسبانيا بسطة على وضع السوق الدولية لزيت الزيتون وموقع تونس فيها مبرزا في ذات الوقت أهمية الخصائص الصحية والغذائية لمنتوجها وأصناف الزيتون فيها.
وبخصوص وضع الإنتاج، أفاد غديرة أن 3 ملايين طن زيت في العالم تنتجها حاليا 60 دولة منها 9 دول متوسطية تؤمن غالبية المنتوج، مبينا التطور الكبير لاستهلاك هذه المادة في السنوات الخمس الماضية. ولفت في هذا الصدد إلى أن 75 بالمائة من الاستهلاك تتقاسمه إيطاليا واسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

ودعا المدير التنفيذي للمجلس العالمي للزيوت إلى الإقبال على استهلاك زيت الزيتون الذي يرفع من مستويات الحصانة الذاتية التي تقي من الإصابة من خطر الإصابة بفيروس « كورونا ».
ويعد المجلس الدولي للزيتون منظمة دولية تجمع كل الأطراف المعنية بإنتاج واستهلاك زيت الزيتون وزيتون المائدة على الصعيد العالمي، وكانت تونس من مؤسسيه وقد انخرطت فيه منذ سنة 1956.

بدوره، دعا الباحث بجامعة كمبردج البريطانية سيمون بوول إلى ضرورة بذل مجهودات أكبر للتعريف بمزايا زيت الزيتون التونسي وإشراك الهياكل العلمية المختصة في المجال.

وأكدت رئيسة الشبكة النسائية الأردنية لزيت الزيتون، نهاية المحيسن، على أهمية الزيت الزيتون البكر الممتاز الذي يتم إنتاجه في الأردن وكامل المنطقة المتوسطية بالنسبة للعادات الغذائية والرفع من المناعة في جسم المستهلك.
واستعرضت جملة من المبادرات التي قامت بها الشبكة في الفترة الفارطة في هذا الصدد وبغاية « الحفاظ على نسيج الموروث الشعبي حول شجرة الزيتون عبر الأجيال ». ولفتت إلى ضرورة إشراك مختلف الأطراف العلمية والاجتماعية والعلمية في مختلف الدول العربية.

وتحدث الإيطالي والمختص في تذوق زيت الزيتون على الصعيد العالمي، جينو ساليتي، عن أهمية الجوانب الصحية في مجال زيت الزيتون الذي ثبتت أهميته علميا في حماية صحة الأفراد وتقوية نظام الحصانة لديهم، كما توقع تغيرا في مشهد انتاج وترويج زيت الزيتون بعد جائحة « كوفيد 19″.
وأشار في هذا الصدد إلى توقف الاستثمارات المبرمجة في المجال خلال جائحة « كورونا »، فضلا عن انعكاساتها على الأسعار المتداولة التي عرفت انخفاضا كبيرا مقابل ارتفاع كلفة الإنتاج بما يهدد جودة الإنتاج، وفق تقديره.
وأشار، في المقابل، إلى تطور مؤشرات التجارة الالكترونية التي عوّضت في عديد الوضعيات التجارة التقليدية في الأسواق والمساحات الكبرى والفضاءات التجارية. ودعا الحكومات والمؤسسات الى ضرورة اتباع استراتيجيات تضع امتيازات جديدة على الصعيد المالي وتدعم الجهود التسويقية حتى لا تتراجع الأنشطة المهنية المتعلقة بإنتاج وبيع زيت الزيتون وخاصة منه البيولوجي الذي يقبل عليه اليوم المستهلك.

وكان والي صفاقس، أنيس الوسلاتي، قد أشار في افتتاح الندوة إلى أن محور هذه التظاهرة الهامة محل اهتمام من الدوائر الرسمية في تونس وصفاقس على وجه الخصوص بالنظر على مكانتها في الخارطة الفلاحية للبلاد وأهمية غابة الزيتون التي تتوفر عليها وما تتيحه من فرص وإمكانيات للتحويل والتصدير.

وات

قد يعجبك ايضا