صفاقس: إنطلاق مشروع “منتدى متوسطي للإدارة القائمة على النظم البيئية” لفائدة ‘جزر الكنايس’

جزر الكنائس بصفاقس

 

 

أعلن المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار عن انطلاق مشروع “منتدى متوسطي للإدارة القائمة على النظم البيئية” (Mediterranean Forum For Applied Ecosystem Based Management (MED4EBM) الموجه للتنمية المستدامة بالمحمية الطبيعية “جزر الكنايس” الواقعة في معتمدية الغريبة من ولاية صفاقس, والمموّل من الاتحاد الأوروبي باعتمادات تفوق 350 مليون يورو, في إطار برنامج التعاون عبر الحدود في البحر الأبيض المتوسط 2014 – 2020.

وأوضحت منسقة المشروع والباحثة بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار, آمال بللعج زواري, في لقاء صحفي انتظم اليوم الخميس بمدينة صفاقس, أن هذا المشروع الذي سيتواصل إنجازه على مدى ثلاث سنوات, يستهدف فضلا عن جزر الكنايس, ثلاث مناطق ساحلية في ثلاث دول أخرى, وهي على التوالي سواحل العقبة بالأردن وبحيرة تارسيا بإيطاليا ومحمية ساحل صور الطبيعية بلبنان.

ويهدف المشروع بالأساس إلى التحسيس بأهمية حماية جزر الكنايس والحفاظ على خصائصها البيئية الفريدة ومواردها الطبيعية لدى الأوساط الدولية ولدى المجتمع المحلي ومكونات المجتمع المدني, فضلا عن أصحاب القرار, وذلك « وفق منهجية التنمية المستدامة والحماية المتكاملة والمندمجة للمناطق الساحلية, ومن خلال تطبيق تقنيات وأساليب مبتكرة ».

وسيتيح المشروع برمجية إعلامية متطورة كأداة للمساعدة على اتخاذ القرار وتيسير التصرف في المنطقة وفي مواردها الطبيعية والحفاظ عليها لفائدة الأجيال الحاضرة والقادمة, لا سيما وأن محمية جزر الكنايس تعد موقعا مركبا تتداخل فيه عديد المؤسسات, مثل الغابات ووكالة تهيئة الشريط الساحلي وبلدية الغريبة ومعتمديتها والسياحة, فضلا عن أهميته دوليا باعتبار مكانته كموقع متوسطي رطب يتمتع بتنوع بيولوجي كبير (أرض وبحر وطيور وحيوانات وأحياء مائية ونباتات) وكمحطة للطيور المهاجرة.

ويتكون أرخبيل الكنائس من 4 جزر هي “البصيلة” وهي الأكبر من حيث المساحة (480 هكتارا) و “الحجر” و “اللبوة” (موقع أثري) و “الغربية “, وتتميز بعدد الطيور المهاجرة التي تلجأ لها والمقدر عددها بالآلاف, ومن بينها النورسيات والنعام الوردي فضلا عن التنوع البيولوجي البحري والنباتات.

وتتميز جزر الكنائس فضلا عن تصنيفها محمية طبيعية على المستوى الوطني في 1993, بتصنيفها في 2001 على المستوى الدولي « منطقة ذات حماية خاصة » و »منطقة رامسار في 2007 (الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية) و “منطقة زيكو” (منطقة مهمة للحفاظ على الطيور), التي أعلنتها منظمة حياة الطيور الدولية في 2003.

وسيكون من الأدوار الموكل لمشروع “منتدى متوسطي للإدارة القائمة على النظم البيئية” لعبها في الفترة القادمة, القيام بأنشطة اتصالية وتحسيسية مختلفة سيوكل تنظيمها لجمعية تواصل الأجيال التي تشتغل على مجموعة من المشاريع البيئية المركزة على جزر الكنايس, وستوجه إلى أصحاب القرار والناشئة قصد توعيتهم بالمخاطر التي يواجهها موقع جزر الكنايس, وذلك عبر مقاربة تشاركية تفتح مجال المساهمة والإثراء أمام كل المتدخلين في مجال المشروع, ولا سيما مكونات المجتمع المدني المحلي والمنظمات الدولية والمنشآت العمومية المتدخلة والخبراء والمختصين.

كما تتمثل أبرز المخرجات المرتقبة من المشروع, بحسب ما بينته الباحثة أمال بلّعج الزواري, في « دعم قدرات السلط العمومية على التصرف ومراقبة المنظومة الايكولوجية الساحلية بواسطة مقاربة تشاركية », فضلا عن مخرجات تتعلق بالتكوين ودعم القدرات الذاتية للموارد البشرية في منطقة المشروع.

وسيعمل المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار في إطار هذا المشروع على تشريك الجهات المؤسساتية الفاعلة في جزر الكنائس في مختلف أنشطة المشروع, ومن بينها التدريب الفني على استخدام البرمجيات (EBM-ICZM-DSS) والحملات التوعوية والتحسيسية حول أهمية الإدارة القائمة على الموارد.

وات

قد يعجبك ايضا