صفاقس: البحارة يطالبون السلط بالالتزام بتعهداتها

ميناء للصيد بسيدي منصور - صفاقس

 

طالب عدد من البحارة ونشطاء المجتمع المدني بمعتمدية الغريبة, من ولاية صفاقس, السلط العمومية بالالتزام بتعهداتها المتمثلة في تهيئة مجرى مائي بجزر الكنايس, وتعزيز شروط نجاح المسلك البيئي السياحي بهذه المحمية, التي تنجز بها حاليا سلسلة من التدخلات والبرامج ذات الطابع البيئي التنموي, تشرف على تنفيذها وتأطيرها جمعية تواصل الأجيال في إطار انفتاحها على المحيط.

وطالب هؤلاء البحارة والنشطاء البيئيون والمدنيون، أيضا، خلال ملتقى انتظم, اليوم الجمعة 27 نوفمبر 2020, لتقديم مشروع “التصرف المشترك في جزر الكنايس من أجل مساهمة محمية بحرية وساحلية مستدامة”, بتوفير التنوير العمومي والماء الصالح للشراب للمنطقة, فضلا عن ضرورة التصدي للصيد الجائر بهذه الجزر التي تتميز بجملة من الخصائص البيئية الفريدة والمصنفة منطقة هشة بيئيا.

ولدى إجابته على المتدخلين، قال رئيس بلدية الغريبة, علي بن الجيلاني الشواشي, إن البلدية ستسعى لدى السلطة الجهوية (المجلس الجهوي) ووكالة تحماية وتهيئة الشريط الساحلي ووزارة المالية لتوفير الاعتمادات اللازمة لتفعيل قرار تهيئة المجرى المائي وتدعيم المجهود الذي بذل في التنوير العمومي.

وشددت رئيسة جمعية تواصل الأجيال, سناء كسكاس من جانبها, على ضرورة التصدي لعديد سلوكيات الاستغلال المفرط للثروات الطبيعية, ولا سيما المحار والأسماك لتمكين هذه الثروات بالتجدد الآلي, وبالتالي استدامة النشاط الاقتصادي وفق ما تقتضيه الضوابط العلمية, داعية مكونات التجمع المدني والبحارة للانخراط في العمل التشاركي المنظم والمهيكل والاستفادة من مختلف المشاريع التي تم إقرارها لفائدة جزر الكنايس بتمويل من عديد المنظمات البيئية الدولية.

وتم خلال هذا الملتقى, الذي حضره, فضلا عن مكونات المجتمع المدني والبحارة, عديد الهياكل الأخرى, على غرار بلدية الغريبة, ووكالة تهيئة وحماية الشريط الساحلي والمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار, ومندوبية التنمية الفلاحية, تقديم مشروع “التصرف المشترك في جزر الكنايس” الذي تموله منظمة “ماد بان”, التي تهتم بالمحميات البحرية, علما وأن هذا المشروع يقضي بإشراك كل الجهات المتدخلة في الجزر من اجل إرجاع تصنيف الكنائس كمحمية بحرية وساحلية والتعريف بها كوجهة غنية بالتنوع البيولوجي.

وتعتبر جزر الكنائس الممتدة على مساحة 5850 هكتارا والمتكونة من أربع جزر, من أهم المناطق الرطبة في العالم نظرا لتنوعها البيولوجي, إذ تشكل ملاذا لآلاف الطيور, فضلا عن أهميتها كمحمية بحرية ونباتية ثرية ومتنوعة, واحتضانها لمواقع أثرية ما أهلها لتكون محمية طبيعية منذ سنة 1993 ومنطقة مصنفة “زيكو” منذ سنة 2003, ومرسمة على قائمة “رامسار” منذ سنة 2007.

وتتضافر كل الجهود حاليا لتصنيفها كمنطقة محمية بحرية وساحلية, وإرجاع تصنيفها كمنطقة متمتعة بحماية خاصة في المتوسط.

وأكدت سناء كسكاس, أن جمعية تواصل الأجيال عملت عبر العديد من المشاريع إلى مزيد تثمين هذه المحمية الطبيعية التي أنجزتها بالتعاون مع الهياكل العمومية والسلط المحلية وهياكل المجتمع المدني والمنظمات العالمية وممثلي الحكم المحلي والمجتمع المحلي بالمنطقة.

وأضافت أن الجمعية اختارت هذه المنطقة لتكون ضمن أولوياتها في انجاز المشاريع ذات الصبغة البيئية الايكولوجية في محاولة منها لحماية الثروة البيولوجية التي تحتويها وخلق رؤية جديدة للسياحة البيئية بها وخلق ديناميكية اجتماعية واقتصادية بمعتمدية الغريبة, خاصة وأن مؤشر التنمية بها لازال يعاني من ضعف اذ بلغ 37.14 % سنة 2018.

وتضمن برنامج الملتقى, جانب تطبيقي شاركت فيه مكونات المجتمع المحلي والمدني بالغريبة, وتمثل في ثلاث ورشات عمل تتعلق بالتصرف المشترك في المحمية.

وتنقسم الورشات إلى ثلاث محاور رئيسية هي على التوالي “حماية الموقع” و”الحفاظ على التنوع البيولوجي” و”تنمية المنطقة”.

وات

قد يعجبك ايضا