الرئيس.. الأستاذ والحوار المشروط

قيس سعيد

في كلمته التي توجّه بها سابقا إلى الشعب التونسي بمناسبة السنة الإدارية 2021، أفاد رئيس الجمهورية قيس سعيّد بقبول “مبدإ” الحوار حيث ذكر وفي حدود الدقيقة 13 من كلمته التي دامت 15دق و30ث بأنّ هذا الحوار “الذي تمّ القبول بمبدئه” لن يكون كالحوارات السابقة مشترطا ايجاد الصيغة التي تمكّن الشباب من المشاركة الفعلية فيه.. وهو مثلما أكّده بلاغ الرئاسة آنذاك سيكون “حوار لتصحيح مسار الثورة التي تم الانحراف بها عن مسارها الحقيقي الذي حدده الشعب منذ عشر سنوات ألا وهو الشغل والحرية والكرامة الوطنية”.

يبقى اليوم السؤال الأهم والمشروع في طرحه ألا وهو: هل سيقتصر الحوار على تشريك الشباب المنظّم والمهيكل صلب جمعيات ومنظّمات وأحزاب سياسية..أم سيكون لشباب التنسيقيات بمختلف الجهات التي دعمت الأستاذ-الرئيس حضورا قويّا وقولا فصلا في هذا الحوار؟

يبدو وأنّ توجّه رئيس الجمهورية لن يخرج عن دائرة قناعاته التي يصعب لأيّ طرف أن ينجح في زحزحتها قيد أنملة باعتبار أنّه ماانفكّ يؤكّد في جلّ خطاباته على أنّه لن يقع تشريك الأطراف التي يعتبرها سببا في ما آلت إليه الأوضاع الراهنة وأنّه سيجد الإطار المجدي لتشريك الحساسيات التي لم تقف معارضة لمسار 25جويلية أساسا إلى جانب شباب الجهات كشرط أساسي تلبية لمطالب“الشعب يريد” الذي ينتظر شرط تحقيق التنمية الإجتماعية ومشاركة الفئات الواسعة من أبناء الشعب المفقّر والمحروم في هيئات القرار الشعبي على المستوى المحلي والجهوي وتحقيق إرادة الشعب التي تنطلق من نظام اقتراع يضمن حرّية فعلية في الترشّح والإنتخاب على أساس الأفراد في دائرات ضيّقة بعيدا عن القائمات والمحاصصات الحزبية وهي إحدى الأمانات التي وعد بها الرئيس يوم تأديته اليمين الدستورية بمجلس نواب الشعب ما سيجعل منه الشخصية المنسجمة مع مواقفه ورؤيته وطموحه في تنفيذ مشروع يُفترض أن يلبّي طموحات الشعب ويفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد على أساس آلية ثورية تقلّد من خلالها مقاليد حكم البلاد.

من جهتها، انصرفت المنظّمة الشغيلة إلى تنظيم ورشات عمل حول مفهوم الإصلاح السياسي من خلال لقاء مع خبراء القانون الدستوري والإقتصاد وعلم الإجتماع إيمانا من الإتحاد العام التونسي للشغل بأهمية الدفاع عن مجال الحقوق السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ومجال الحريات، وذلك في إطار مبادرة إصلاح لكِلتا المنظومتان، السياسية منها والإنتخابية، ويستند الإتحاد في ذلك إلى دوره التاريخي والوطني مدعوما بقوّة عمّال الفكر والساعد في بلورة أرضية تسهّل على الجميع سُبُل الحوار..و لعلّ الرئيس قيس سعيّد ومن خلال رؤيته وشروطه للحوار سيلتقي بشكل أو آخر مع ما طرحته المنظّمة الشغيلة سابقا من رفضها كذلك للتحاور مع من تصفهم بأعداء الديمقراطية والدولة المدنية وكل من يُضمر الشر لمنظّمة العمّال فسيكون أساسا عدوّا لهذا الوطن الجامع.

صابر عمري

قد يعجبك ايضا