صفاقس: المنتدى الأول لتطوير سياحة الرحلات البحرية يطرح على بساط الدرس تحديات وصعوبات القطاع السياحي وسبل تجاوزها

صفاقس: الاستعداد لاحتضان المنتدى الأول لتطوير سياحة الرحلات البحرية باتجاه المواقع الأثرية والسياحية لمناطق الوسط والجنوب

اقترن المنتدى الأول لتطوير سياحة الرحلات البحرية، المنتظم اليوم الثلاثاء، في مدينة صفاقس، بمبادرة من جمعية صفاقس الدولية (مجمع لعدد من الهياكل الاقتصادية والمهنية)، بإثارة تحديات وصعوبات القطاع السياحي في صفاقس والولايات المجاورة الذي ينوي المنتدى تنشيطه ودفعه في الفترة القادمة.

وتتعلّق أبرز القضايا، التي طرحها المشاركون في المنتدى على بساط الدرس، بتأهيل البنية التحتية والنقل واللوجيستيك (ولا سيما الموانئ، والطرقات، ووسائل النقل السياحي)، وتحسين جاذبية المنتوج السياحي، وما وفّرته الدولة من مقوّمات لتعزيز مناخ الاستثمار السياحي (الاجراءات والتسهيلات الإدارية)، وتثمين خصائص السياحة الثقافية في ولايات صفاقس، والقصرين، وقابس، والمهدية، والقيروان.

ويسعى المنتدى، المنظم بالاشتراك مع ديوان البحرية التجارية والموانئ، وصندوق الودائع والأمانات وبالتعاون مع الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار، إلى “جعل صفاقس مركزا لسياحة الرحلات البحرية من عديد دول العالم نحو المناطق السياحية في الجهة والولايات المجاورة مثل القيروان والمنطقة الأثرية بسبيطلة (القصرين) وقصر الجمّ (المهديّة) وواحات قابس وجزر قرقنة والمدينة العتيقة بصفاقس وموقع “يونقا” بالمحرس (ولاية صفاقس) وغيرها من المناطق والمواقع السياحية التي تزخر بها ربوع الوسط والجنوب في تونس.

واعتبر والي صفاقس، فاخر الفخفاخ، في كلمة ألقاها في افتتاح المنتدى، أن كل الامكانيات متاحة لكسب التحدي الذي رفعه المنظّمون وأن النجاح في ذلك هو مسؤولية مشتركة بين كل الأطراف سواء من القطاع العام أو الخاص، معربا عن استعداده للعمل على حلّ كل الإشكاليات والعراقيل التي قد تنتصب في سبيل تجسيم البرنامج الطموح الذي يسعى إليه المنتدى.

من جهته، قال الرئيس المدير العام لديوان البحرية التجارية والموانئ، فؤاد عثمان، إن كل الظروف ملائمة ومساعدة لاستقبال بواخر الرحلات البحرية في ميناء صفاقس بعد القيام بالإجراءات التنسيقية اللازمة بين الأطراف المتدخلة.

وأضاف قائلا “إن الاستراتيجية الحالية للديوان تقوم على تطوير الدور الاقتصادي للموانئ سواء بالنسبة للبضائع أو الذهاب إلى الأسواق الدولية الواعدة في كنف الالتزام بضوابط النجاعة الاقتصادية، والتطوير، والمحافظة على البيئة، والتحولات التكنولوجية والرقمية الحديثة. واعتبر أن إحداث رحلات بحرية تقاطعية يستجيب لهذا التوجه.

وذكر أن سنة 2010 عرفت قدوم 900 ألف سائح رحلات بحرية عبر ميناء حلق الوادي الذي يواصل استقبال بواخر من هذا الصنف من الرحلات السياحية، وأعلن عن اعتزام مجهز ومنظّم رحلات دولي تكثيف الرحلات على الموانئ التونسية ولا سيما ميناء صفاقس، وميناء جرجيس، وميناء سوسة، بالإضافة إلى ميناء حلق الوادي.

وشدّد الرئيس المدير التنفيذي لهيئة الموانئ في روما المعروفة باسم “تشيفيتافيكيا”، بينو موسولينو، على ضرورة التأكد، في عملية تنظيم الرحلات البحرية في الحوض الأبيض المتوسط، من ديمومة الأنشطة الاقتصادية المنجرّة عن هذه الرحلات، والمحافظة على البيئة ومواطن الشغل، في كنف التعاون والشراكة الرابحة بين كل الدول الشريكة.

وتوقّعت رئيسة جمعية صفاقس الدولية، إكرام مقني، أن يحقّق الترويج لصفاقس ومينائها التجاري كوجهة قادمة للرحلات السياحية البحرية الأجنبية انفتاحا دوليا واسعا على عدة مواقع سياحية في تونس انطلاقا من مدينة صفاقس، التي شُرع بعد في الترويج لها الشهر الماضي من خلال إدراجها ضمن الوجهات التونسية في جناح ديوان البحرية التجارية والموانئ التونسية، بمناسبة مشاركته الأخيرة في معرض “سي تريد” (تجارة البحر) في مالقة بإسبانيا (يومي 14 و15 سبتمبر المنقضي).

واعتبرت رئيسة الجمعية أن التشبيك والتنسيق، والتسويق الترابي، هي أبرز أهداف المنتدى الذي ترمي من خلاله الجمعية إلى دفع المبادرات الفردية والجماعية التي تضمن تجسيم هدف تحويل صفاقس إلى وجهة سياحية تثمّن مخزون تونس التراثي وما راكمته من تجارب ونجاحات في المنطقة المتوسطية.

كما قدّمت ممثلة مشغّل الرحلات البحرية “سيلفر سي”، فريديريك باتري، الاحتياجات والشروط المستوجبة لتصبح صفاقس محطة توقف منتظمة، واصفة المنتوج الثقافي والأثري والسياحي لجهة صفاقس بالثري والجذاب، قبل أن تشخص الخبيرة في السياحة البحرية، كارولين فالادي، الإجراءات العملية والوسائل الواجب اعتمادها لتصبح صفاقس وجهة دائمة مرسّمة في أجندا الرحلات البحرية في المتوسط.

وينتظر أن يشكل المنتدى، بحسب رئيسة صفاقس الدولية “نقطة الانطلاق في برنامج عمل متكامل سينفّذ على امتداد السنوات القادمة، ويشتمل على عديد المحطات، أوّلها تحديد المسالك السياحية التي سيقع اقتراحها على منظمي الرحلات البحرية التي ينتظر أن تنظم على الميناء التجاري بصفاقس، ثم العمل على إعداد وتأهيل هذه المسالك، فوضع محامل للترويج لها محليا ودوليا، وذلك بالتعاون مع أهل الاختصاص، ولا سيما وزارات السياحة والنقل والهياكل المعنية.

ومن الأهداف البعيدة للمنتدى كذلك “بعث مؤسسة ضمن صيغة الشراكة بين القطاعين العام والخاص تتولى استغلال الميناء في تنظيم وتسيير نشاط الرحلات التي ينتظر أن يكون لها انعكاسات ايجابية في مستوى خلق ديناميكية بين الولايات المتجاورة، وتنشيط قطاعات الصناعات التقليدية والمنتوجات السياحية والثقافية”، بحسب تعبير إكرام مقني.

وات

قد يعجبك ايضا