روسيا تتهم فرنسا بانتهاج سياسة استعمارية جديدة في أفريقيا

إيمانويل ماكرون فلاديمير بوتين

استدعت روسيا امس الأربعاء السفير الفرنسي لدى موسكو بعد تراشق بالاتهامات عقب هجوم استهدف الأسبوع الماضي مسؤولا روسيا في أفريقيا الوسطى.

وقالت الخارجية الروسية إنها استدعت السفير الفرنسي بيير ليفي احتجاجا على تصريحات “مناهضة لروسيا” أدلت بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، تتصل بالهجوم الذي استخدم طردا مفخخا وأسفر عن إصابة ديمتري سيتي رئيس البيت الروسي، وهو مركز ثقافي يقع في بانغي.

وأوضحت الخارجية في بيان “تم إبلاغ السفير الفرنسي بالطابع غير المقبول (لهذه) الاتهامات الجديدة بحق روسيا المتعلقة بنشر دعاية وأعمال عنف ضد السكان المدنيين في أفريقيا الوسطى من قبل بنى عسكرية روسية خاصة مفترضة”.

نهج استعماري

وتابعت الخارجية “ندعو السلطات الفرنسية إلى الامتناع عن اتباع نهج استعماري جديد ضمن عملها في المنطقة، بإخبار الشركاء الأفارقة مع من يجب أن يكونوا أصدقاء ومتعاونين، أو بإشاعة هستيريا معادية لروسيا”. وكان مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوغين اتهم فرنسا بالضلوع في هجوم بعبوة ناسفة استهدف مسؤولا روسيا في أفريقيا الوسطى وأدى لإصابته بجروح، ودعا إلى اعتبارها “دولة راعية للإرهاب”.

ونفت الوزيرة الفرنسية ضلوع بلادها في الهجوم، ووصفت اتهامات بريغوغين بأنها “مثال جيد للدعاية الروسية”. وقالت كولونا إن “هذه الميليشيا (فاغنر) ترتكب انتهاكات مؤسفة ضد السكان المدنيين، وهناك الكثير مما يمكن قوله عنها، لكن الوقت غير مناسب الآن”.

تلاعب بالرأي العام

وتتهم فرنسا مجموعة فاغنر بالوقوف وراء محاولات للتلاعب بالرأي العام ضد باريس في العديد من البلدان الأفريقية، فضلا عن نهب اقتصادي للقارة تحت غطاء اتفاقات أمنية. وفي عام 2021، نشرت روسيا مئات العناصر من مجموعة فاغنر الأمنية الخاصة بطلب من الرئيس فوستين أرشانج تواديرا.

واندلعت حرب أهلية في هذا البلد عام 2013، عندما أطاح متمردو “سيليكا” -وغالبيتهم من المسلمين- بالرئيس فرانسوا بوزيزي. وبعد الإطاحة به، شكل الرئيس المخلوع مليشيات “أنتي بالاكا” وغالبيتها من المسيحيين، وبلغ القتال بين المعسكرين ذروته في 2018، لكن حدة النزاع تراجعت منذ ذلك الحين. ومع ذلك، لم يترسخ وجود الدولة وسلطتها في كل أراضي البلاد بشكل دائم.

والشهر الماضي، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها علمت من مصادر متطابقة أن آخر 130 عسكريا فرنسيا في جمهورية أفريقيا الوسطى، سيغادرون بحلول نهاية العام البلد المضطرب.

وكالات

قد يعجبك ايضا